مقتل شخصين في قذيفتين على سوق الحميدية واغتيال قيادي في حماس بمخيم اليرموك

«داعش» يهدّد بقطع الغاز عن أكبر محطة توليد كهرباء في سوريا

مقتل شخصين في قذيفتين على سوق الحميدية واغتيال قيادي في حماس بمخيم اليرموك
TT

مقتل شخصين في قذيفتين على سوق الحميدية واغتيال قيادي في حماس بمخيم اليرموك

مقتل شخصين في قذيفتين على سوق الحميدية واغتيال قيادي في حماس بمخيم اليرموك

قتل شخص وأصيب 30 آخرون بجروح إثر سقوط قذيفتين صاروخيتين على سوق الحميدية في وسط دمشق، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، فيما قتل القيادي في حركة حماس يحيى حوراني المعروف بابو صهيب على أيدي مجهولين صباح أمس، في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب العاصمة السورية، حسبما أفاد بيان للحركة.
في غضون ذلك، هدّد تنظيم داعش بقطع الغاز عن أكبر محطة توليد كهرباء في سوريا، بينما استمرت المعارك بين قوات النظام وفصائل تابعة للمعارضة في جرود بلدة فليطة في القلمون الغربي بريف دمشق، وذلك في محاولة من الأخيرة لاستعادة نقاط عسكرية كانت قد فقدتها قبل يومين، بحسب «مكتب أخبار سوريا».
ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر في قيادة الشرطة: «إن إرهابيين أطلقوا قذيفتين صاروخيتين على شارع طارق بن زياد في منطقة الحريقة التجارية بدمشق، مما أسفر عن استشهاد شخص وإصابة 30 آخرين بجروح وإلحاق أضرار مادية بالممتلكات».
ومنذ دخول دمشق على خط المناطق المتوترة في صيف 2012، يعيش سكانها على وقع قذائف الهاون التي تتساقط بشكل شبه يومي على أحياء عدة، وأسفر سقوطها عن مقتل عشرات المدنيين وإصابة آخرين بالإضافة إلى خسائر مادية.
وأوردت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية في تقرير نشرته الأسبوع الماضي، أن جماعات المعارضة المسلحة في سوريا تنفذ هجمات عشوائية لا تميز بين مدنيين وغيرهم، مما يعتبر انتهاكا لقوانين الحرب.
وأوضحت «حركة المقاومة الإسلامية» (حماس) أن القيادي في الحركة يحيى حوراني قتل «إثر جريمة اغتيال جبانة تعرض لها صباح أمس، أثناء توجهه لأداء واجبه الإنساني في مستشفى فلسطين في مخيم اليرموك»، من دون أن تحدد ماهية عمله أو توجه أصابع الاتهام إلى جهة محددة.
وذكر مصدر فلسطيني في المخيم فضّل عدم الكشف عن هويته أن «الحوراني قتل متأثرا بجروح أصيب بها إثر استهدافه بأعيرة نارية».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن سكان في المخيم اتهامهم «جبهة النصرة بالاغتيال»، بينما وجه آخرون الاتهام إلى «الجيش الحر».
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان حصول عملية الاغتيال، مشيرا إلى أن القتيل يعمل في المجال الطبي الإغاثي، ومن دون أن يكون في إمكانه الجزم بالجهة القاتلة.
وقالت الحركة في بيانها إن الحوراني «كان منذ محنة مخيم اليرموك من العاملين بصمت لخدمة شعبنا وكان له دور إغاثي وطبي مميز أسعف فيه المئات من الجرحى والمصابين ودرب المئات من المسعفين والممرضين».
وليست المرة الأولى التي يتعرض فيها ناشط في مجال الإغاثة في مخيم اليرموك للاغتيال.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن هناك صراعات عدة على النفوذ داخل المخيم بين مجموعات مقاتلة، مشيرا إلى وقوع اشتباكات قبل بضعة أسابيع بين جبهة النصرة وجماعة «أكناف بيت المقدس» التي تضم، بحسب قوله، عناصر مقربة من حركة حماس أو موالين للحركة.
كما أشار إلى إقدام عناصر من تنظيم داعش موجودين في المخيم قبل أيام إلى خطف رئيس جمعية إغاثية في المخيم، واشترطوا للإفراج عنه الحصول على نسبة من الحصص الغذائية التي حصلت عليها الجمعية.
ويسكن نحو 18 ألف شخص في مخيم اليرموك الذي يحاصره الجيش السوري منذ أكثر من سنة ويعاني سكانه من نقص في المواد الغذائية والطبية تسبب بوفاة نحو مائتي شخص.
من جهة أخرى، هدد تنظيم داعش قوات النظام بقطع الغاز ومنع وصوله إلى محطة توليد الكهرباء جندر في حمص، التي تزود عدة محافظات سورية بالكهرباء، إذا لم يعمد النظام على إصلاح محطة الدوير الكهربائية الواقعة بالريف الشرقي لدير الزور، عقب تعرضها لقصف جوي من طائراته، وفق ما ذكر المرصد.
وأشار المرصد إلى أنّ «داعش» لا يزال يفرض حصاره على مناطق سيطرة قوات النظام في مدينة دير الزور، منذ مطلع عام 2015، مشيرا إلى أنّه عمد قبل يومين إلى قطع التيار الكهربائي عن أحيائها، مشيرا إلى أنّ مفاوضات تجري بين التنظيم وقوات النظام لزيادة حصة الأحياء التي يسيطر عليها التنظيم بمدينة دير الزور من الكهرباء.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.