معصوم يشيد بنتائج «قمة شرم الشيخ» ويؤكد استمرار الدعم العربي للعراق

وصف السياسة السعودية بأنها «ناضجة»

معصوم يشيد بنتائج «قمة شرم الشيخ» ويؤكد استمرار الدعم العربي للعراق
TT

معصوم يشيد بنتائج «قمة شرم الشيخ» ويؤكد استمرار الدعم العربي للعراق

معصوم يشيد بنتائج «قمة شرم الشيخ» ويؤكد استمرار الدعم العربي للعراق

أشاد الرئيس العراقي فؤاد معصوم بالنتائج التي خرجت بها القمة العربية في منتجع شرم الشيخ بمصر. وقال معصوم في مؤتمر صحافي لعدد من وسائل الإعلام العراقية والعربية ومن بينها «الشرق الأوسط» في مقر إقامته بشرم الشيخ إن «من الخطأ القول إن القمة العربية لم تركز على قضية الإرهاب وإنها انشغلت بالقضية اليمنية وحدها، حيث إن موضوع الإرهاب كان حاضرا في جلسات القمة وفي المشاورات الجانبية، بالإضافة إلى الكلمات التي ألقيت من قبل القادة العرب»، مشيرا إلى أن «رئيس القمة العربية الرئيس عبد الفتاح السيسي كان واضحا في هذا المجال، سواء على المستوى العربي بشكل عام أو على مستوى دعم العراق في حربه الحالية ضد تنظيم داعش الإرهابي».
وأضاف معصوم أنه أجرى «لقاءات مع الملك عبد الله الثاني ملك الأردن، وقد أبدى دعمه لما يقوم به العراق في محاربة (داعش)، وكذلك التقيت الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، الذي جدد دعم المملكة للعراق واستعدادها للتنسيق والتعاون في هذا المجال، وكذلك أمير الكويت التي هي من أوائل الدول العربية التي دعمت العراق بقوة». وكشف معصوم عن «تشكيل وفد عراقي رفيع المستوى سوف يقوم بزيارة عدد من الدول العربية المعنية بهذا الملف لتفعيل صيغ التعاون ووضعها موضع التنفيذ».
وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عما إذا كانت العلاقات العراقية - الخليجية يمكن أن تشهد تراجعا بعد تحفظ العراق على «عاصفة الحزم»، قال معصوم إن «العلاقات العراقية - الخليجية لن تتأثر بذلك أبدا رغم أن التمدد الحوثي قد سيطر على القمة، لكننا نرى أن تمدد الإرهاب يؤثر أكثر على المنطقة». وأوضح معصوم أن «السياسة السعودية ناضجة ولها بعد نظر ولن تتأثر بالمواقف الطارئة، وقد لمسنا بشكل جاد أن القيادة السعودية تهتم بالعراق وأمنه واستقراره بشكل كبير».
وبشأن تضارب المواقف العراقية من القوة العربية المشتركة التي من المقرر أن يتم إنشاؤها لمواجهة التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي، قال معصوم إن «العراق من حيث المبدأ هو مع تشكيل هذه القوة، ولكن المسألة هي أبعد من مجرد فكرة يمكن أن نتفاعل معها بشكل عاطفي، بل لا بد في هذه المسألة أن نكون واقعيين وندرس الكيفية التي يجب تشكيل هذه القوة بموجبها، وما هي الآليات التي تتحكم بذلك، ومن يتولى قيادتها، وبمن تأتي، ومتى تستخدم، إذ إن أمورا كهذه تتطلب مشاورات وإزالة مخاوف أطراف أخرى».
وبشأن الاتهامات الموجهة للعراق بالتبعية لإيران وما إذا كان ذلك له تأثير على العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية، قال معصوم: «إن العراق بلد ذو سيادة، ويعمل على تكريسها، لكننا نخوض اليوم حربا على الإرهاب، وقد أعلنا استعدادنا لقبول المساعدة من أي دولة شقيقة أو صديقة»، مؤكدا أن «العراق سبق له أن عقد اتفاقية مع الولايات المتحدة الأميركية، بينما يمتلك علاقات جيدة مع إيران لأن مصلحتنا اقتضت ذلك».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.