تواصل حكومة إقليم كردستان العراق جهودها في مجال محاربة تنظيم داعش من الناحية الفكرية، وتأتي هذه الجهود ضمن خطة تشمل اتخاذ مجموعة من الإجراءات عن طريق أئمة المساجد وتشكيل لجنة لتغيير المناهج الدراسية في المدارس والمعاهد الدينية.
وقال وزير الأوقاف في حكومة إقليم كردستان، كمال مسلم، لـ«الشرق الأوسط»، إن «وزارة الأوقاف في الإقليم شكلت لجنة خاصة بتغيير المناهج في المدارس والمعاهد الدينية، وهذه اللجنة تواصل عملها الآن لتغيير تلك المناهج بشكل يواكب الظروف التي نمر بها حاليا»، مشيرا إلى أن «الوزارة أدت واجبها اتجاه محاربة فكر (داعش)، وتمثلت بعدة إجراءات، منها ما تمت عن طريق المساجد وعلماء الدين، حيث طلبت الوزارة خلال سلسلة اجتماعات مع علماء وخطباء المساجد في الإقليم أن يلعبوا دورا فاعلا في مجال مكافحة تنظيم داعش ومحاربته من الناحية الفكرية، وهذه الخطوات مستمرة». وطالبت الأوساط السياسية والدينية والثقافية في الإقليم في الآونة الأخيرة وزارة الأوقاف بتغيير المناهج في المدارس والمعاهد الدينية، مبينة أن هذه المناهج تدفع بعدد من الشباب الكردي إلى التطرف والالتحاق بتنظيم داعش. وجاءت هذه المطالبات إثر بث صفحات تابعة للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي لأشرطة مصورة تظهر فيها مسلحين أكراد في صفوفه يهاجمون إقليم كردستان ويطلقون التهديدات، وينفذون عمليات إعدام عدد من أسرى البيشمركة لدى «داعش».
في غضون ذلك، قال مريوان النقشبندي، المسؤول في وزارة الأوقاف في حكومة الإقليم لـ«الشرق الأوسط»، إن «95 في المائة من الأكراد الذين التحقوا بـ(داعش) كانوا من خريجي هذه المعاهد والمدارس الدينية في الإقليم، حاليا الشباب في كردستان لا يتأثرون بخطباء وأئمة المساجد، وتأثير خطب المساجد أصبح ضعيفا جدا على انضمام هؤلاء للتنظيم، بل الشباب الآن يتأثرون بالدعاة الإسلاميين سواء أكانوا محليين في داخل الإقليم أم خارجه في الدول الأخرى، والتحقوا بالتنظيم بتأثير هؤلاء الدعاة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي».
بدوره، قال نذير زيباري، أستاذ التأريخ الإسلامي في معهد أربيل للعلوم الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف في الإقليم: «تمر المناهج الموجودة في المدارس والمعاهد الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف في الإقليم بعدة مراحل من التنقيح، فهي تناقش من خلال الأساتذة وفي الدورات الخاصة بهذا المجال ومن الخبراء المختصين لحين اعتمادها من قبل وزارات التربية والأوقاف والتعليم العالي، وكذلك الأساتذة الذين يعملون في هذه المراكز العلمية هم من أصحاب الفكر الديني الوسطي، لكن هناك مشكلة مرتبطة بالطلبة، فيجب على حكومة الإقليم متابعة طلاب هذه المعاهد والمدارس بعد إنهاء الدراسة، وإنشاء ممر لهم لكي لا ينضم البعض منهم إلى الجماعات الإرهابية، كذلك نحن نعاني من نقص التعليمات الخاصة بالقبول، والبنية التحتية لهذه المراكز ضعيفة جدا، وكذلك هناك بعض الانتقادات للمناهج، لذا تعيد وزارة الأوقاف حاليا النظر بعدد منها».
وعن الخطوات الواجب اتخاذها من قبل حكومة الإقليم لمواجهة هذا الفكر المتطرف، قال زيباري: «يجب أن تعمل وزارة الأوقاف ووزارات التربية والتعليم العالي والثقافة والوزارات الأمنية في سبيل إيجاد علاج لهذه المشكلة، واستخدام المنابر بشكل أفضل، نحن نعلم أن المنابر كان لها دور جيد في مكافحة هذا الفكر في كردستان، لكن بعض الأحزاب الإسلامية استخدموا عددا من الأئمة والخطباء من الذين لا يمتون بصلة للاختصاصات الدينية في المساجد لأغراض سياسية، بالإضافة إلى طلبة المدارس التابعة للتيارات الإسلامية المتطرفة في الإقليم، التي يجب أن ترشدها وزارة الأوقاف».
حكومة إقليم كردستان تتخذ عدة إجراءات لمحاربة «داعش» فكريًا.. وتغيير المناهج
مسؤول في الأوقاف: غالبية خريجي المعاهد الإسلامية التحقوا بـ«داعش»
حكومة إقليم كردستان تتخذ عدة إجراءات لمحاربة «داعش» فكريًا.. وتغيير المناهج
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة