غادر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عدن، أمس، ووصل إلى الرياض بينما قاتل المتمردون الحوثيون قوات موالية له على مشارف المدينة الساحلية في جنوب البلاد.
وعلى مدى اليوم قصفت الطائرات السعودية وطائرات الحلفاء العرب، قوات المتمردين الحوثيين الذين سيطروا على أجزاء كبيرة من اليمن في حملة للاطاحة بالرئيس هادي.
واستأنفت الطائرات قصف العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون مساء الخميس.
وقالت فوزية ندراس من سكان المدينة "أنا وعائلتي نستعد للنوم في الدور السفلي لأنه أكثر الاجزاء أمانا في البيت". مضيفة "النوافذ تهتز ونعتقد أنها قد تتحطم. نعيش قرب المطار وحيث نعتقد أن كثيرا من الزعماء الحوثيين يعيشون، وتقع كثير من الضربات الجوية".
وقال سكان ومسؤولون أمنيون إن الليلة الثانية من الغارات الجوية في أنحاء اليمن استهدفت قواعد لقوات جوية وبرية موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي تدعم قواته تقدم الحوثيين.
لكن مغادرة هادي لعدن حيث يتحصن منذ فر من العاصمة صنعاء في فبراير (شباط) يمكن أن تكون نقطة تحول.
وكان الرئيس هادي قد وصل إلى الرياض أمس وسيتوجه إلى مصر لحضور قمة عربية في مطلع الاسبوع.
وأكد محمد مارم مدير مكتب هادي أن الرئيس سيحضر قمة شرم الشيخ في تراجع عن الخطة الاصلية التي كانت تتضمن أن يخاطب الزعماء العرب من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة.
لكن ليس من المؤكد ما إذا كان هادي سيتمكن من العودة إلى عدن.
وعلى صعيد متصل، قال وزير الدفاع الباكستاني خواجة اصف اليوم، إن اسلام اباد لم تتخذ قرارا بشأن ما إذا كانت ستقدم دعما عسكريا لتحالف تقوده السعودية يشن غارات جوية في اليمن؛ لكنه تعهد بالدفاع عن المملكة في مواجهة أي تهديد لسلامتها.
وقال للبرلمان "لم نتخذ قرارا بالمشاركة في هذه الحرب. لم نقدم أي وعود. لم نعد بتقديم دعم عسكري للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن". مضيفا "في سوريا واليمن والعراق، يجري اذكاء الانقسامات وينبغي احتواؤها. الازمة لها تداعياتها في باكستان ايضا".
وعلى المشارف الشمالية لعدن خاض الحوثيون وموالون لهم من الجيش، معارك بالاسلحة النارية مع مقاتلي جماعات مسلحة موالية للرئيس اليمني. وقتل 13 مقاتلا من الموالين للحوثيين وثلاثة من أفراد الجماعات المسلحة المؤيدة لهادي.
واستعاد مقاتلون موالون لهادي السيطرة على مطار عدن بعد يوم من سيطرة قوات الحوثيين عليه خلال تقدمهم إلى المدينة. وظل مطار عدن مغلقا.
وأقال سفير السعودية لدى الولايات المتحدة عادل الجبير في مؤتمر صحافي في واشنطن "سنفعل كل ما يلزم من أجل حماية الحكومة الشرعية في اليمن من السقوط".
وذكر سكان أن طائرات حربية شنت غارات جوية على المطار الرئيس في العاصمة اليمنية صنعاء وقاعدة الديلمي الجوية العسكرية التي يسيطر عليها الحوثيون، في مسعى فيما يبدو لاضعاف قوتهم الجوية وقدرتهم على اطلاق الصواريخ.
وأفاد شاهد من رويترز في العاصمة اليمنية أن أربعة أو خمسة منازل قرب مطار صنعاء لحقت بها أضرار.
واندلعت ايضا اشتباكات عنيفة في الحوطة عاصمة محافظة لحج إلى الشمال من عدن، قتل فيها خمسة من المسلحين الموالين للحوثيين وأربعة من أفراد الجماعات المسلحة المؤيدة لهادي.
ونقلت رويترز عن قناة العربية أنّ السعودية تشارك في العملية العسكرية في اليمن التي أطلق عليها اسم "عاصفة الحزم"، بمائة طائرة حربية. وإلى جانب ذلك تشارك 85 طائرة من الامارات وقطر والبحرين والكويت والاردن والمغرب والسودان.
وقال الاردن والسودان إن قواتهما تشارك في العملية. وتشارك القوات الجوية المصرية أيضا واتجهت أربع سفن حربية لتأمين خليج عدن. وقالت الرئاسة المصرية في بيان إن مشاركة القوات المصرية جاءت "لاستعادة الاستقرار والشرعية في اليمن".
وأعلنت تركيا دعمها للعملية العسكرية التي تقودها السعودية. وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إنه لن يتسامح مع ما قال إنها جهود إيران للهيمنة على المنطقة.
هذا وأعلن العميد الركن احمد عسيري المتحدث العسكري باسم العملية في مؤتمر صحافي، أن السعودية ليست لديها خطط عاجلة لبدء عمليات برية في اليمن؛ لكن قواتها وقوات الحلفاء مستعدة لذلك إذا لزم الامر.
واتفق أمس وزراء الخارجية العرب، خلال اجتماعهم في مصر، على مشروع قرار لتشكيل قوة عسكرية عربية موحدة.
من ناحية أخرى قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دعا إلى وقف فوري للانشطة العسكرية في اليمن خلال مكالمات هاتفية مع الرئيس الايراني حسن روحاني.
وقال متحدث باسم وزير الخارجية الاميركي جون كيري، إنه أثار موضوع اليمن أمس مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف قبل العودة إلى المحادثات النووية في لوزان في سويسرا.
وقال مسؤول ايراني كبير لرويترز "ستستخدم إيران كل السبل السياسية الممكنة لتهدئة التوتر في اليمن. التدخل العسكري ليس خيارا مطروحا بالنسبة لطهران".
وعبر مسؤول اماراتي عن قلق دول الخليج العربية من نفوذ إيران في اليمن.
وقال وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية أنور محمد قرقاش على صفحته على موقع تويتر "التغير الاستراتيجي في المنطقة لصالح إيران والذي حمل لواءه الحوثيون لم يمكن السكوت عليه والغلو والتغول الحوثي أغلق الخيارات السياسية".
وفي حين يقود الحوثيون التقدم ضد هادي في العلن فإن الكثير من اليمنيين يعتقدون أن المحرض الحقيقي على حملتهم هو الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وهو من منتقدي هادي ولايزال يتمتع بنفوذ في الجيش.
وتوجه الرياض الاتهام لطهران باثارة صراع طائفي في المنطقة وفي اليمن من خلال دعم الحوثيين. وتنفي إيران تمويلهم أو تدريبهم.
وقال السفير السعودي في واشنطن الجبير إن الهجوم جاء استجابة لطلب مباشر من هادي.
وصرّح البيت الابيض في وقت متأخر يوم الاربعاء أن الولايات المتحدة تدعم العملية العسكرية التي تقودها دول مجلس التعاون الخليجي في اليمن، وأن الرئيس الاميركي باراك أوباما أجاز تقديم مساعدة في مجال الامداد والتموين ومعلومات المخابرات.
وقالت متحدثة باسم مجلس الامن القومي الاميركي إن القوات الاميركية لا تقوم بعمليات عسكرية مباشرة في اليمن. وأيدت كل من فرنسا وبريطانيا العملية؛ لكن الاتحاد الاوروبي قال إن العمل العسكري ليس حلا.
وقد يمثل اتساع نطاق الصراع اليمني خطرا على امدادات النفط العالمية وزاد سعر خام برنت ما يصل إلى 6% أمس. وشددت الكويت الاجراءات الأمنية حول منشآتها النفطية.
وأغلق اليمن موانئه الرئيسة. وقال جنرال أميركي إن الولايات المتحدة ستعمل مع الشركاء على بقاء مضيق باب المندب مفتوحا أمام حركة الملاحة حيث تمر منه يوميا شحنات نفط إلى أوروبا تصل إلى 4 ملايين برميل تقريبا.
مكتب الرئيس اليمني: الرئيس سيحضر قمة شرم الشيخ
باكستان تتعهد بالدفاع عن المملكة في مواجهة أي تهديد لسلامتها
مكتب الرئيس اليمني: الرئيس سيحضر قمة شرم الشيخ
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة