صور الأديب الإنجليزي ويليام شكسبير الملك ريتشارد الثالث في مسرحية تحمل الاسم عينه على أنه وحش أحدب ومستبد ومتعطش للدماء، قتل كل من حال بينه وبين العرش بعد وفاة شقيقه إدوارد الرابع.
لكن هذه الصورة السيئة عن هذا الملك تبددت قبل ثلاثة أعوام، بعد أن عثر على رفاته تحت مرأب للسيارات في وسط إنجلترا في أرض المعركة التي قتل فيها قبل أكثر من خمسة قرون. وعثر العلماء الذين فحصوا عظامه على جروح خطيرة في جسده أشارت إلى وفاة وحشية بضربات السيوف أو أسلحة أخرى.
وأظهرت الفحوص، التي أجريت على رفات الملك، ذي العمود الفقري المنحني، إصابته بأحد عشر جرحا مميتا في الجمجمة والحوض، وأن ريتشارد مات كما تقول الروايات التاريخية راجلا بعد أن خسر حصانه وخوذته في أرض المعركة. واشتهرت عنه مقولته وهو يقاتل من أجل الاحتفاظ بعرشه «أريد جوادا.. جوادا.. أقدم ملكي مقابل جواد». وتم اكتشاف الرفات عام 2012.
ونقل أمس الأحد رفات الملك ريتشارد الثالث، آخر ملوك بريطانيا، على طول مسار رحلته الأخيرة قبل إعادة دفنه بعد أكثر من 530 عاما من وفاته.
وكان الملك ريتشارد الثالث قد توفي في معركة «بوسوورث» بالقرب من ليستر في عام 1485 أثناء قتاله قوات هنري تيودور الذي ينتمي إلى أسرة «لانكستر»، والذي أصبح في وقت لاحق هنري السابع، مما أنهى حرب «الورود» في إنجلترا.
ونقل الموكب الجنائزي نعش الملك من جامعة ليستر، حيث فحص علماء الآثار عظامه بعد العثور عليها تحت موقف سيارات في عام 2012، قبل عملية إعادة دفنه المقررة في كاتدرائية المدينة يوم الخميس المقبل.
جمعية ريتشارد الثالث ومؤرخون آخرون وصفوا الملك بأنه كان حاكما رؤوفا وبريئا من الجرائم التي اتهمه بها شكسبير. وأحد الأشخاص الذين لم يصدقوا رواية شكسبير للأحداث كانت كاتبة السيناريو فيليبا لانغلي التي أمضت سبع سنوات تبحث عن الملك الذي نقلت جثته عارية على حصان من ساحة المعركة في بوسوورث إلى دير غراي فريرز في ليستر حيث دفن. ولهذا فقد تقرر تكريمه ورد الاعتبار رسميا له الأسبوع المقبل.
وقررت بريطانيا إعادة دفن الملك ريتشارد الثالث، الذي حكم إنجلترا خلال القرون الوسطى، بما يليق بموقعه بعد 530 عاما على مقتله في أرض المعركة ورميه في قبر متواضع.
ومن بين من تردد أنهم من ضحاياه شقيقه الثاني الملك هنري السادس، وأبناء شقيقه أمراء البرج (برج لندن) وبينهم الملك إدوارد الخامس الذي كان يبلغ من العمر 12 عاما والوريث الشرعي للعرش. وسيعاد دفن الرفات في كاتدرائية ليستر الأسبوع المقبل في نعش من خشب السنديان صممه النجار الكندي مايكل إبسنون، وهو من أقارب الملك وأحد المتحدرين من سلالته، والذي ساعد في التعرف على هوية الرفات عبر فحص الحمض النووي.
كما سينال الملك المنسي اعترافا بموقعه الملكي والذي يقول مؤيدوه إن خصمه الملك هنري تيودور الذي حكم لاحقا بلقب هنري السابع، أنكره عليه. وقال فيل ستون، رئيس جمعية ريتشارد الثالث التي تشكلت قبل تسعين عاما «الهدف هو دفن رفات ريتشارد الذي عثر عليه بشكل لائق ومبجل أنكر عليه عام 1485».
وفي حين تضم رفات ملوك إنجلترا أضرحة مهيبة في كاتدرائية «وستمنستر آبي» وقصر وندسور، دفع الملك هنري السابع عشرة جنيهات فقط لبناء شاهد قبر تذكاريا لريتشارد الثالث. وأثبتت لانغلي أن حدسها صحيح عندما تم العثور على قبر ريتشارد تحت مرأب السيارات حيث رسم أحدهم حرف «ر» بالإنجليزية على الإسفلت.
وحمل موكب جنائزي ملكي النعش وجال أمس على البلدات في ليستر وموقع المعركة في بوسوورث على أن يسجى للعرض في كاتدرائية ليستر قبل أن يدفن الخميس.
وسيرأس القداس الجنائزي أسقف كانتربري، وهو الزعيم الروحي للكنيسة الأنجليكانية، على أن تتمثل العائلة المالكة بكونتيسة وسكس وهي زوجة الأمير إدوارد أصغر أبناء الملكة إليزابيث وابن عم الملكة دوق غلوستر.
جنازة للملك ريتشارد الثالث بعد 530 عامًا من مقتله
عثر على رفاته قبل 3 سنوات تحت مرآب للسيارات في وسط إنجلترا
جنازة للملك ريتشارد الثالث بعد 530 عامًا من مقتله
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة