يستقبل متحف الملابس الكردية في قلعة أربيل يوميا كثيرا من السياح الذين يزورون القلعة الواقعة وسط مدينة أربيل، فالمتحف الذي افتتح أخيرا يضم تصاميم مختلفة من الأزياء الكردية النسوية التقليدية والحديثة التي وصلت حتى الآن إلى 45 نموذجا.
وقالت مديرة المتحف، جرا أركوشي، لـ«الشرق الأوسط»: «استغرق العمل في إنشاء هذا المتحف عدة سنوات، لأنني سافرت إلى كل أنحاء كردستان وبحثت في كتب المستشرقين حول الأزياء الكردية عبر التاريخ وتطورها واختلافها من منطقة لأخرى»، وأضافت أن المتحف يتسع لعرض 45 موديلا من الملابس الكردية النسوية فقط نظرا لمساحته الصغيرة.
وتابعت أركوشي: «عند عودتي من أوروبا قبل سنوات إلى الإقليم لاحظت إن الملابس الكردية تتجه نحو الزوال ولم يبق منها أي شيء مما كان موجودا من قبل، لذا فكرت في هذا المشروع لإحياء هذا الإرث الحضاري، فالشعب الكردي يعتبر من أغنى شعوب العالم من ناحية التراث والثقافة والحضارة، فلو نظرنا إلى الملابس رأينا أن كل واحدة منها بتصميم ولون يختلف عن الآخر، وهذا يظهر للجميع مدى عراقة هذا الشعب». وكشفت أركوشي أنها تعمل على تأليف كتاب عن الأزياء الكردية، مبينة في الوقت ذاته، أن اختيار القلعة جاء من منطلق تحويلها إلى مركز تراثي لكل أجزاء كردستان.
من جهته، قال مدير هيئة إحياء قلعة أربيل، دارا اليعقوبي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «مشروع إحياء قلعة أربيل يتضمن إعادة الحياة والأنشطة المختلفة إلى هذه القلعة التاريخية، ومن ضمنها الأنشطة الثقافية والفنية المختلفة، والمتضمنة تأهيل الدور واستعمالها من جديد، هذا المنزل الذي أصبح اليوم معرضا للملابس الكردية يقع في واحدة من المباني التي أنهينا ترميمها وخصصناها لاتحاد نساء كردستان، الذي من جانبه جعله متحفا للأزياء الكردية، حيث يتعرف من خلالها السياح الأجانب والمحليين على نمط الألبسة الكردية وثقافة هذا الشعب».
بدورها، قالت فيان سليمان، سكرتيرة اتحاد نساء كردستان، التابع للحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي مول مشروع المتحف، لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك عدة أهداف خلف افتتاح هذا المتحف، أهمها رسالة إلى العالم بأن الحياة في إقليم كردستان مستمرة، على الرغم من الحرب والناس هنا يعيشون بسلام وأمان، ويمارسون نشاطاتهم اليومية، من أنشطة وفعاليات ثقافية، أما الهدف الآخر يتمثل في أننا نريد من خلاله أن يتعرف الجيل الجديد على الأزياء الكردية العريقة، بالإضافة إلى أن هذه المشاريع تساهم في مساعدة المرأة الكردية اقتصاديا، من خلال إيجاد فرص العمل المناسبة لهم».
من جانبه، بيّن عبد الله خورشيد، مدير المركز العراقي لصيانة الآثار، لـ«الشرق الأوسط»، أن «افتتاح متحف للأزياء الكردية في القلعة هو خطوة من أجل جذب عدد كبير من السياح لمدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، فالزائر الذي لا يزور عند وجوده في هذه المدينة قلعتها، يعتبر أنه لم يزر أربيل بتاتا».
متحف الملابس الكردية في أربيل يحيي جزءًا آخر من التراث الكردي
يهدف لتعريف الأجيال الجديدة بتاريخهم ولجذب السياح
متحف الملابس الكردية في أربيل يحيي جزءًا آخر من التراث الكردي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة