يبدو أن فوز بنيامين نتنياهو الساحق في الانتخابات الإسرائيلية بدد أي آمال لدى الرئيس أوباما للخروج من العلاقات المضطربة، إذ لم يصدر أي رد فعل فوري عن المسؤولين في البيت الأبيض مساء أول من أمس حول النتائج التي أظهرت فوز نتنياهو بفارق كبير عقب حملة انتخابية مثيرة للانقسام، عكست الجدال الوطني الإسرائيلي حول ما إذا كان رئيس وزراء البلاد يقوض الصلات الوثيقة والطويلة الأمد التي تربط إسرائيل بالولايات المتحدة.
وفي بيان صادر أول من أمس، صرح جوش إرنست السكرتير الصحافي للبيت الأبيض بأن أوباما ملتزم بالعمل بشكل وثيق جدا مع الفائز في الانتخابات الجارية من أجل ترسيخ وتعميق العلاقات القوية بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وأضاف أن «لدى الرئيس ثقة كاملة في أن يستطيع فعل ذلك مع أي شخصية يختارها الشعب الإسرائيلي».
وحقق نتنياهو نهاية قوية ومفاجئة في سباق الانتخابات، عقب خطاب مثير للجدل بشكل صارخ ألقاه خلال هذا الشهر أمام الكونغرس الأميركي، تحدث فيه عن الطموحات النووية الإيرانية، ومعمقا بذلك الخلافات مع أوباما ومساعديه. وإذا كان نتنياهو قادرا على تشكيل حكومة جديدة خلال الأسابيع المقبلة، فقد يظهر في صورة الخصم الأكثر قدرة وتمكنا بالنسبة إلى الولايات المتحدة خلال العامين المتبقيين من ولاية الرئيس أوباما. وقد بدا رئيس الوزراء الإسرائيلي كمرشح بارز في الانتخابات الإسرائيلية من خلال طريق الإعلان بأنه يعارض حتى الآن قيام الدولة الفلسطينية، وربما هذه هي النقطة الأكثر مركزية في عقيدة السياسة الخارجية الأميركية حيال قضية السلام في منطقة الشرق الأوسط. وخلال الساعات الأخيرة لحملته الانتخابية ناشد نتنياهو مؤيديه في بلاده، محذرا من موجة عارمة من الناخبين العرب الذين قد يطيحون به خارج منصبه. إن أي آمال لاستئناف محادثات السلام الإسرائيلية - الفلسطينية في الشرق الأوسط، التي قطعت مسارا طويلا بالنظر إلى خلافات رئيس الوزراء مع أوباما حول قضية المستوطنات، قد ينالها مزيد من التقويض، بعد التصريح الأخير لنتنياهو بمعارضته لحل الدولتين المتجاورتين في الشرق الأوسط.
ويعني استمرار وجود نتنياهو كزعيم أول لإسرائيل بأن معارضته اللفظية للمفاوضات مع إيران سوف تشهد زيادة في حدتها، مع اقتراب الموعد النهائي للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران. وقد أعرب الرئيس أوباما مع زعماء الدول الخمس الأخرى عن رغبتهم في الوصول إلى إطار موحد للاتفاق مع إيران بحلول نهاية هذا الشهر. ولكن، بعيدا عن القضايا الجوهرية، فإن فوز نتنياهو بالانتخابات يعني انعدام الفرصة أمام أوباما في «إعادة ضبط» واحدة من أقسى وأشق العلاقات مع أي زعيم من زعماء العالم.
فمن جهة، يصرّ المسؤولون في البيت الأبيض على أن الرئيس أوباما قد تحدث مع نتنياهو، عبر الهاتف أو بصفة شخصية، أكثر مما تحدث مع أي زعيم دولة آخر. كما يقولون إن الروابط بين الوكالات العسكرية والاستخبارية بين البلدين قوية للغاية مقارنة بأي وقت مضى، وإن المساعدات المرسلة إلى إسرائيل لم تتوقف، كما يضيف المسؤولون. لكن على المستوى الشخصي، لم يكن أوباما على صلة وثيقة مع نتنياهو، كما أفاد المسؤولون. فمن المعروف عن رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه من الشخصيات التي تعتبر صعبة المراس. وفي هذا الإطار يقول جيمس بيكر، وزير الخارجية الأميركي الأسبق، إنه لم يكن يفضل فوز نتنياهو، وقد كان حينها مجرد مسؤول حكومي صغير في قاعات وزارة الخارجية. كما كان الرئيس الأسبق بيل كلينتون يكره نتنياهو بشدة.
ويقول روبرت غيبس، السكرتير الصحافي السابق للبيت الأبيض، في لقاء خلال برنامج «صباح جو» ليوم الأربعاء بقناة «إم إس إن بي سي» الأميركية: «هي علاقة بين الرئيس ورئيس الوزراء، نرى أنها تتجه إلى الأسوأ».
والسؤال الذي يطرح نفسه بالنسبة لأوباما هو ما إذا كان ينبغي عليه إسقاط رئيس الوزراء الإسرائيلي من حساباته، بنفس القدر الذي أسقط به إقامة أي علاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو من الخصوم المعتادين له. وبدلا من ذلك، يمكن لأوباما استخدام الانتخابات الإسرائيلية كذريعة لإجراء محاولة أخيرة من أجل إقامة علاقات أكثر تعاونا مع نتنياهو.
وحتى مع حدوث ذلك، رغم كل شيء، فليس من الواضح أن نتنياهو سوف يتعامل بالمثل، وخصوصا مع اقتراب نهاية المفاوضات الإيرانية خلال هذا الصيف. وقد صرح نتنياهو مرارا بأنه يعتبر طموحات إيران النووية من زاوية التهديد الوجودي لدولة إسرائيل، ومن غير المرجح أنه يسعى إلى حل وسط لصالح تخفيف أي علاقات، حتى لو كانت مع رئيس الولايات المتحدة الأميركية.
* خدمة نيويورك تايمز
علاقات إسرائيل مع أميركا لا تزال شائكة بعد فوز نتنياهو بالانتخابات
مسؤول سابق بالبيت الأبيض: العلاقة بين الرئيس ونتنياهو تتجه إلى الأسوأ
علاقات إسرائيل مع أميركا لا تزال شائكة بعد فوز نتنياهو بالانتخابات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة