الحملة السويدية ضد الرياض تتنافى مع روح الديمقراطية الغربية

محللون غربيون لا يستبعدون وجود دوافع سياسية داخلية في استوكهولم وراء إثارة ملف حقوق الإنسان في السعودية

الحملة السويدية ضد الرياض تتنافى مع روح الديمقراطية الغربية
TT

الحملة السويدية ضد الرياض تتنافى مع روح الديمقراطية الغربية

الحملة السويدية ضد الرياض تتنافى مع روح الديمقراطية الغربية

يبدو أن الخلاف الذي نشب مؤخرا بين الرياض واستوكهولم على خلفية انتقادات السويد لملف حقوق الإنسان في السعودية، بدأ يتفاعل وسط السياسيين كما المحللين المهتمين بالعلاقات الدولية. ففي حين لوحت السعودية خلال اجتماع مجلس وزرائها أول من أمس، بمراجعة العلاقات مع السويد، انتقل الجدل إلى عواصم أوروبية وإلى السويد ذاتها.
وبينما استنكرت مصادر دبلوماسية الانتقادات التي أوردتها وزيرة الخارجية مارغو فالستروم في مجلس النواب السويدي ضد السعودية، فإنها أشارت إلى أن أوروبا مدعوة لأن تعي وتراعي خصوصيات الدول الأخرى وألا تنجر وراء محاولة المطالبة بتطبيق تجاربها الذاتية خارج الحدود. ولم تستبعد المصادر أن تكون حكومة يسار الوسط الجديدة في السويد لجأت إلى إثارة ملف حقوق الإنسان لاعتبارات وحسابات سياسية داخلية.
وجاءت هذه المواقف الأوروبية الاستنكارية للخطوة السويدية الأخيرة، بعدما أعلنت استوكهولم تعليق التعاون الأمني والعسكري بين البلدين وما استتبعه من رد سعودي رافض للتدخل في شؤون الرياض الداخلية. وتوقف محللون حول التضامن السريع الذي عبر عنه وزراء الخارجية العرب مع الرياض، بعدما استنكروا استهداف السعودية والتصريحات السويدية المسيئة لها التي اعتبروها تدخلا في شؤونها الداخلية واستهدافا لنظامها القضائي الذي يستوحي الشريعة الإسلامية. كذلك جاء الرد من مجلس الوزراء السعودي وعلى لسان وزير الإعلام والثقافة ليضع الأمور في نصابها وليؤكد على استقلالية القضاء السعودي.
امتنعت عواصم أوروبية، مثل باريس ولندن، عن التعليق بشكل رسمي على هذه الأزمة، لكن دبلوماسيين توقفوا عند ما سموها «ظاهرة انتقائية» لدى بعض الدول الغربية في انتقاداتها واستسهال توجيهها للبلدان العربية والإسلامية بغض النظر عن خصوصيات هذه البلدان. وأورد هؤلاء مثلا بـ«ثورة الياسمين» التي انطلقت في تونس نهاية عام 2010. وكيف كان السؤال الذي طرحه المثقفون والإعلاميون الغربيون حينها: هل تعني انطلاقة الربيع العربي أن العرب «تصالحوا» مع الديمقراطية وأن حضارتهم وثقافتهم تتقبلان هذا «الإرث» الغربي مع ما يحمله من تمسك بحقوق الإنسان والحريات على أشكالها؟ ثم عندما حصل في بداية العام الحالي في باريس هجوم إرهابي ضد طاقم تحرير صحيفة «تشارلي إيبدو» الساخرة، عاد الأشخاص أنفسهم ليتساءلوا عن مدى التواؤم بين العرب وحرية الرأي والقول والكتابة وإمكانية السخرية من كل شيء باعتبارها تعبيرا عن الممارسة التامة وغير المنقوصة لحرية التعبير؟.
وحسب آراء محللين في دوائر سياسية غربية، فإن الحملة السويدية الأخيرة ضد السعودية تتنافى وروح الديمقراطية الغربية، ذلك أن «فرض» القيم الديمقراطية على مجتمعات لها خصوصياتها لا يمكنه أن يكون عملا ديمقراطيا. ويقول هؤلاء المحللون إن بعض الدول الغربية باتت أميل إلى الخلط بين الأمور؛ ففي موضوع الإسلام مثلا، تبدو هذه الدول ميالة للربط بين المسلمين والإرهاب متناسية أن المسلمين والعرب هم أول ضحايا الإرهاب وأن التنظيمات الإرهابية مثل «داعش» وأخواتها تستهدف بالدرجة الأولى المسلمين وكافة الديانات في المناطق العربية قبل أن تستهدف الأوروبيين والغربيين بشكل عام.
ربما كان كتاب «صراع الحضارات» للمؤلف صامويل هنتغتون أفضل تعبير عن النزعة الغربية لاستجلاب عدو وهمي أو غير وهمي. وهذا العدو اليوم هو الإسلام، إذ بعد كتاب «نهاية التاريخ» للياباني - الأميركي فرنسيس فوكوياما الذي اعتبر أن الحضارة الغربية حققت انتصارا كاسحا على العالم الاشتراكي مع انهيار المنظومة الشيوعية وحلف وارسو وتفكك الاتحاد السوفياتي خرجت الليبرالية الغربية منتصرة وبالتالي لم يعد «الشرق» مخيفا. ولذا، كان لا بد البحث عن عدو آخر سريعا وهو ما وجد في التنظيمات المتشددة والإسلام نفسه أحيانا. والتوجه الذي برز منذ البداية هو في تحميل الإسلام وزر بعض الفئات الضالة التي يلفظها المجتمع المسلم لأنها تشكل خطرا كبيرا عليه بالدرجة الأولى ولأنها تغرر بشبابه وشاباته وتعطي حججا للغرب لكي يستمر في انتقاداته الظالمة.
اليوم، يبدو أن حملة السويد على المملكة السعودية ليست بعيدة عن هذا التوجه المسيء الذي بموجبه يعطي الغربيون الحق لأنفسهم في إملاء الأمثولات على بقية العالم من باب أن نظامهم هو الأفضل. ألم تكن هذه النظرة هي التي بررت استعمار الغربيين لثلاثة أرباع الأرض في آسيا وأفريقيا وأوقيانيا وأميركا؟. ثمة في الفلسفة والعلوم شيء اسمه النسبية. ربما يتعين على الغرب أن يبدأ في تطبيق هذا المبدأ والتوقف عن رؤية ذاته المنتفخة فوق ذوات الآخرين. قد تكون تلك بداية حسنة.



مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)
القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)
TT

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)
القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

كشف أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة أُذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) أن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا، لأنها ليست في الوضع الذي تتطلع إليه فيما يتعلق بالأسلحة والضمانات الأمنية، وفقاً لوكالة «رويترز».

تأتي تصريحاته لمحطة عامة في وقت يدرس به زيلينسكي إمكانية التوصل إلى تسوية عبر التفاوض لإنهاء الحرب مع روسيا.

وقال يرماك عندما سُئِل عما إذا كانت أوكرانيا مستعدة للدخول في محادثات «ليس اليوم».

وتابع: «نحن لا نمتلك الأسلحة، ولا نمتلك الوضع الذي نتحدث عنه. وهذا يعني دعوة لحلف شمال الأطلسي وتفاهماً على ضمانات واضحة... حتى نطمئن بأن (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) لن يعود للمهاجمة في غضون عامين أو ثلاثة أعوام».

وفي تصريحات أدلى بها هذا الأسبوع، قال زيلينسكي إن أوكرانيا تريد إنهاء الحرب، وإن هناك حاجة إلى بذل جهود لجعل بلاده أقوى، وإلزام «الكرملين» بالعمل نحو السلام.

وفي تصريحات عامة في الآونة الأخيرة، أوضح الرئيس أيضاً أن محادثات قد تجري مع استمرار سيطرة روسيا على الأراضي التي احتلتها خلال الغزو.

لكنه أضاف أن أوكرانيا بحاجة إلى توجيه دعوة إلى البلاد بأكملها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وترفض روسيا منذ فترة طويلة أي حديث عن انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي، ويقول بوتين إن على كييف أن تتقبل ضم «الكرملين» لـ4 مناطق أوكرانية تسيطر عليها روسيا بشكل جزئي.