بدء العد التنازلي لمعركة الموصل.. وساعة الصفر تنتظر نتائج تكريت

أثيل النجيفي محافظ نينوى لـ {الشرق الأوسط}: لا طابع تركيا لها

أثيل النجيفي
أثيل النجيفي
TT

بدء العد التنازلي لمعركة الموصل.. وساعة الصفر تنتظر نتائج تكريت

أثيل النجيفي
أثيل النجيفي

نفى محافظ نينوى أثيل النجيفي أي صلة مباشرة لتركيا بالتحضيرات الحالية لمعركة تحرير الموصل، مؤكدا استمرار التدريبات التي تجري في معسكرات داخل إقليم كردستان. وقال النجيفي في حديث لـ«الشرق الأوسط»: إن «التحضيرات لمعركة تحرير الموصل بلغت مراحل متقدمة وهي من نوعين، عسكري ومدني، حيث إن البعد المدني للمعركة لا يقل أهمية إن لم يزد في جوانب معينة عن الاستعدادات في الجانب العسكري لا سيما على صعيد إحكام السيطرة وحفظ أمن المدينة وعدم الوقوع في أخطاء كبيرة يمكن أن تؤثر على باقي صفحات المعركة».
وأوضح النجيفي الجانب أن «الجانب العسكري في المعركة يعتمد على مدى جاهزية وزارة الدفاع سواء على صعيد الجيش الذي سيشارك في عملية التحرير أو الأسلحة التي يجب توفيرها لهذه المعركة بينما ننتظر من وزارة الداخلية تجهيز قوات الشرطة المحلية التي أكملت تدريباتها لغرض خوض هذه المعركة المنتظرة يضاف إلى ذلك الحشد الوطني وهم من متطوعي العشائر الذين نقوم نحن بتجهيزهم بالأسلحة من المصادر الداخلية».
وردا على سؤال بشأن الدور التركي في معركة الموصل، على غرار الدور الإيراني في معركة تكريت، قال النجيفي: إن «أمر الموصل مختلف تماما على هذا الصعيد إذ إننا أردناها أن تكون عراقية خالصة لا دور لأحد فيها سوى أبنائها من المتطوعين وأبناء العراق من القوات العسكرية»، مؤكدا أن «الدور التركي لا يتعدى إرسال الأسلحة التي تأتي عن طريق وزارة الدفاع لأن تركيا تتعامل مع الجهات الرسمية المركزية ولا تزودنا بالأسلحة بشكل مباشر ما عدا وجود مدربين أتراك وهم يعدون بالعشرات كما أن تركيا دولة عضو في حلف الناتو وتلتزم بالسياقات المعروفة في هذا الإطار وليست مثل إيران لديها حرس ثوري مهمته القتال خارج الحدود بحيث يظهر جنرال مثل قاسم سليماني، وبالتالي فإن معركة الموصل عراقية خالصة ولا طابع تركيا لها».
وردا على سؤال بشأن احتمال مشاركة قوات الحشد الشعبي (المتطوعون الشيعة) في معركة الموصل وكذلك البيشمركة الكردية، قال النجيفي: «فيما يتعلق بالحشد الشعبي الموصل لا ينقصها الرجال من أبنائها بل كل ما تحتاج إليه هو السلاح لكن هناك مع ذلك مسألة مهمة وهي أننا لا نريد أن نعطي تنظيم داعش ذريعة لاستغلال الموضوع طائفيا وتبدأ بتحشيد المواطنين باتجاه حرب طائفية وقد سمعنا في خطب الجمع الأخيرة بالموصل تحشيدا ضد الجيش الذي يقوده قاسم سليماني في تكريت، مثلما قالت تلك الخطب، وبالتالي فإننا حتى لو تعاملنا مع الموضوع بحسن نية فإنه قابل للاستغلال». وتابع أن «الأمر بالنسبة للبيشمركة يكاد يكون مختلفا لأسباب كثيرة منها وجود تداخل في المناطق فضلا عن أن أعدادا كبيرة من النازحين من أهالي الموصل هم في كردستان وبالتالي الحساسيات أقل بكثير كما أننا نستطيع التفاهم مع قيادات البيشمركة، لكن لا يوجد لدينا حوار أو لغة تفاهم مع زعامات الميليشيات».
وبشأن ساعة الصفر على صعيد معركة الموصل، قال النجيفي إن «العد التنازلي بدأ بالفعل وقد لا يتعدى الشهور القليلة أو حتى الأسابيع غير أن أمورا كثيرة تتوقف على ما يجري في تكريت».
وكان نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي بحث مع مكونات من محافظة نينوى مناقشة الاستعدادات لتحرير المحافظة من تنظيم داعش. وقال بيان لمكتب النجيفي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: إن «النجيفي استقبل مكونات نينوى من عرب وكرد وشبك ومسيحيين وتركمان وشيعة وسنة».
من جانبه، أكد عضو البرلمان عن محافظة نينوى وأحد مشايخ عشيرة شمر، أحمد مدلول الجربا، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الاستعدادات لم تكتمل بعد بالطريقة التي نستطيع معها الحديث عن معركة يمكن أن تطهر كل محافظة نينوى وليس مدينة الموصل فقط». وأضاف الجربا أن «نينوى لا يزال يسكنها نحو مليونين وثمانمائة ألف نسمة من المواطنين فيما نزح من أبنائها نحو ثمانمائة ألف نسمة وبالتالي فإن السؤال الذي يطرح نفسه هنا كيف يمكن التعامل مع كل هذه الكثافة السكانية يضاف إلى ذلك أن تنظيم داعش قد يتراجع في تكريت أو حتى في الأنبار لكنه سيستميت في الموصل لأنها بالنسبة له لا تقل أهمية عن الرقة السورية وبالتالي فإن المعركة ستكون شرسة وتحتاج إلى خطط وصفحات وقوات».
على الصعيد نفسه أكد عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية السابق عن التحالف الكردستاني شوان محمد طه في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الوقت لا يزال مبكرا للحديث عن تحرير الموصل قبل أن يتضح لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود في معركة تكريت». وبشأن مدى مساهمة البيشمركة الكردية في تلك المعركة قال طه: إن «موقف البيشمركة يعتمد على خطط بغداد لتحرير الموصل وهي مستعدة للمشاركة في العمليات القتالية فضلا عن تقديم كل أنواع المساعدات الممكنة إنسانيا وعسكريا».وأضاف طه أنه «في الوقت الذي يوجد فيه تعاون وتنسيق كما أن معسكرات تدريب أهالي الموصل في كردستان فضلا عن نازحي المحافظة إلا أن البيشمركة تحرص على التعامل مع هذا الموضوع بتأن وحكمة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.