أثارت تصريحات كيري، أول من أمس، في مقابلة تلفزيونية مع قناة «سي بي إس» ضجة إعلامية عندما أعلن عن التغيير في السياسة الأميركية نحو التفاوض مع الأسد. وأرسل تصريحه رسائل متناقضة؛ فمن ناحية تبين أن وزير الخارجية الأميركي لا يزال مهتما بتنحي الأسد عن السلطة في النهاية، ومن ناحية أخرى، لا يبدو هنالك استراتيجية واضحة لدى الإدارة الأميركية للضغط على الأسد من أجل التنحي.
المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف، حاولت أن تصلح هذا التشوش في استقبال التصريح، فقالت أمس إن السياسة الأميركية نحو الرئيس السوري بشار الأسد «لم تتغير»، وأضافت في مقابلة مع تلفزيون «سي إن إن»: «لا يوجد مستقبل لحاكم ديكتاتوري قاسٍ مثل الأسد في سوريا. نظل نحن ملتزمين بالبحث عن طرق دبلوماسية للتفاوض حول حل سلمي». وأكملت: «أوضح الوزير (كيري) أننا لم نتفاوض مع الأسد، ولن نتفاوض معه».
وفي إجابة عن سؤال عن اشتراك نظام الأسد في هذه الاجتماعات، قالت: «نحن نعلم أن نظام الأسد يجب أن يكون جزءا من المفاوضات للوصول إلى صيغة الحكم الانتقالي. واضح أنه لا بد أن يكون له مقعد على الطاولة. هذا هو السبب في أنهم كانوا جزءا من أول جولتين في جنيف». لكنها أضافت: «نحن واضحون في أن الأسد يجب أن يرحل. لقد فقد كل الشرعية».
وساهمت الولايات المتحدة في قيادة جهود دولية لإجراء محادثات سلام بين الأسد وقوى المعارضة، إذ جلس الطرفان على طاولة المفاوضات للمرة الأولى في بداية العام الماضي. وبعد جولتين من المباحثات،
انهارت المفاوضات من دون أن يتم استئنافها، مع ازدياد سقوط الضحايا في هذه الحرب.
من ناحيتها جددت بريطانيا أول من أمس (الأحد)، التأكيد على أن بشار الأسد «ليس له مكان» في مستقبل سوريا، وذلك بعيد إقرار الولايات المتحدة بأن التفاوض مع الرئيس السوري يبدو أمرا لا مفر منه لإنهاء الحرب الأهلية السورية التي دخلت عامها الخامس.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية: «كما أعلن وزير الخارجية (البريطاني فيليب هاموند) الأسبوع الماضي، فإننا مستمرون في ممارسة الضغوط على هذا النظام عبر العقوبات إلى أن يضع حدا لأعمال العنف ويدخل في مفاوضات جدية مع المعارضة المعتدلة».
وعلى المستوى اللبناني، هاجم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، دعوة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، للحوار مع رئيس النظام السوري بشار الأسد للخروج من الأزمة، وغرد جنبلاط على حسابه على «تويتر» قائلا: «لا أجد الكلمات المناسبة للتعبير عن الغضب من موقف كيري».
من جهته، غرّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عبر حسابه على «تويتر» متوجها إلى كيري بالقول: «لا يجب ضرب أو جلد حصان ميّت».
ولم تغب الحكومة التركية عن ردود الفعل، فقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لوكالة أنباء «الأناضول»، إن مشكلات سوريا الحالية مع حلول الذكرى الرابعة لاندلاع النزاع في مارس (آذار) 2001، سببها نظام الأسد. ونقلت عنه الوكالة قوله خلال زيارة إلى كمبوديا: «ماذا هناك لكي يتم التفاوض حوله مع الأسد؟».
وتساءل وزير الخارجية التركي «حتى الآن، أي نتيجة تحققت (مع النظام) عبر المفاوضات؟»، وقال إن كل الأطراف يجب أن تعمل من أجل «انتقال سياسي» في سوريا.
ويدعو الرئيس التركي رجب طيب إردوغان باستمرار إلى رحيل الأسد من أجل التوصل إلى حل ينهي النزاع في سوريا.
وامتنعت تركيا حتى الآن عن إعطاء الولايات المتحدة الإذن باستخدام قاعدة انجرليك الجوية في جنوب تركيا، نقطة انطلاق للطائرات التي تشن غارات ضد المتشددين في سوريا.
وقال وزير الخارجية التركي إنه يجب حل مسألتين من أجل إحلال السلام في سوريا: القضاء على تنظيم داعش و«مجموعات إرهابية أخرى»، وحصول انتقال سياسي في سوريا مع رحيل نظام الأسد.
تصريحات كيري حول التفاوض مع الأسد تثير ردود فعل عالمية
لندن: الأسد ليس له مكان في سوريا

تصريحات كيري حول التفاوض مع الأسد تثير ردود فعل عالمية

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة