الواقع الافتراضي كان الحاضر الأكبر هذا العام. والواقع الافتراضي يظل افتراضيا، وعلينا ألا نتوقع أي درجة من الكمال في وقت قريب. وكان هذا واضحا في معرض إلكترونيات المستهلكين في لاس فيغاس بداية العام وفي معرض برشلونة العالمي للاتصالات بداية هذا الشهر، لكنه كان لافتا لنظر الجميع. والفضل في ذلك يرجع إلى شركات مثل «أوكيلوس»، خصوصا مع سماعات الرأس التي تنتجها.
وتبدو التجارب الشخصية غير كاملة أحيانا، فقد تجلس في غرفتك مع سماعة الرأس «غير في آر» من «سامسونغ»، وتكون مستغرقا في مشهد لحوض سمك، وقد تستغرق في النوم على الكرسي لتستيقظ وترى الأسماك حولك، لكنك لن تتمكن من لمسها! ومع الشعور بالسرور، لكن التجربة كانت ناقصة لأنك لم تصل إلى العمق ولمس الأشياء، كما قد تتعب عيناك.
وقد سبق لشركة «أوكيلوس» أن عرضت سماعات «كريسنت باي» الافتراضية وآخر إنجازاتها وهي «3 دي أوديو» التي تعتمد على الصوت كليا. وهو إنجاز لا يقل عن السماعات التي تعرض المشاهد، فالهدف في هذه المرحلة في مضمار الواقع الافتراضي هو في إثارة أحاسيس كل من الصوت والرؤية إلى أقصى الحدود.
* أحاسيس الواقع
ولكن ماذا عن الأحاسيس والمشاعر الأخرى، اللمس بصورة خاصة؟ يبدو ذلك متأخرا قليلا، لأن الواقع الافتراضي هو كالفضاء الذي قد تشعر بشيء ما عنه عن طريق ردود الفعل التي ننتزعها بالقوة، لكن ثقل الأشياء بوزنها الفعلي ليس ممكنا بعد، إذ إن اختيار الإدخالات الصحيحة بالنسبة إلى العالم الافتراضي ستكون العقبة المقبلة. وكان استحواذ «أوكيلوس» على شركة «نيمبل في آر» يشير إلى أن أدوات التحسس باليدين ستكون الجزء المهم في هذا السياق، وإن كانت هنالك فسحة لمزيد من أدوات التحكم التقليدية، ابتداء من ألعاب «بلاي ستيشن موف» التي تتحسس الحركة، وصولا إلى ألعاب «بلوتوث» العادية التي تستخدمها «سامسونغ غير في آر» لبعض من تطبيقاتها.
وكانت كل من «سامسونغ» و«أوكيلوس» قد أشارتا إلى أن الواقع الافتراضي لا يزال أمامه سنوات بعيدة من بلوغ مرحلة الاستهلاك الحقيقي من قبل الزبائن. وثمة كثير من الأسباب التي تكمن وراء ذلك، فالواقع الافتراضي بحاجة إلى تطبيقات، وشاشات، وأجهزة، وإدخالات أفضل. كما أنه بحاجة إلى مستوى ما من التوافق مع البيئات المتعددة التي قد لا تكون كـ«مصدر مفتوح» مثل ما تقوم به نظم الواقع الافتراضي المفتوح المصدر الخاصة بالألعاب، بل كوسيلة للخبرات والألعاب يمكنها العمل عبر كثير من المنصات المختلفة.
وتسعى مؤسسة «رايزور أند أو إس في آر» في الوقت الحاضر إلى أن تكون النظم مفتوحة المصدر لوضع مقاييس ومواصفات. ويحاول من - ليانغ تان، أحد مؤسسي «رايزور» ورئيسها التنفيذي، الدفع باتجاه خرق حدود ما يمكن لنظم الواقع الافتراضي أن تقوم به، بأن تصبح جزءا من الجهود المتكاملة في سياق اتحاد للواقع الافتراضي المفتوح المصدر، وذلك بالتعاون مع مزودين آخرين للأجهزة والعتاد، وفقا لموقع «سينت» الالكتروني. ومثل هذا الجهد بحاجة إلى أن يحدث في نهاية المطاف، لكنه ليس جاهزا بعد، ما لم نعلم كيفية تشييده بأنفسنا.
* أفلام الواقع الافتراضي
وفي عام 2015 الجديد هذا شرع الواقع الافتراضي يخطو خطواته الأولى، إذ عرضت في مهرجان «صندانس» للأفلام السينمائية أفلام عن الواقع الافتراضي كوسيلة جديدة لعرض أشكال من التعبير. فمسؤولو مؤتمرات «غايم ديفيلوبرس كونفيرنس» في سان فرانسيسكو، حيث كان مشروعا «بروجيكت مورفيوس» و«أوكيلوس ريفت» حاضرين فيها في العام الفائت، ستكون المكان الذي سيحمل كل المفاجآت. وعرضت «سامسونغ» من جهتها مزيدا من الهواتف التي تعمل مع منصة «غير في آر» في معرض برشلونة. وقد تكشف «غوغل» عن مبادرات أخرى في الواقع الافتراضي في مؤتمرها المقبل في يونيو (حزيران) الخاص بالمطورين. والآن وبعد امتلاك «فيسبوك» لـ«أوكيولوس» فإن من المؤكد أن هنالك تحديثات مقبلة.
يبقى القول إن الهدف الأساسي للواقع الافتراضي هو أن يصبح واقعا فعلا كالحياة الواقعية تماما، وأن يكون غامرا لإحساسات المرء في الحضور، أو الوجود المرئي عن بعد، الذي طالما راود خيالنا في روايات عدة، رغم أنها لا تزال بعيدة عن التحقيق، وإن كانت تراوح هناك بعيدا في الأفق.