تطور شركات كثيرة حاليا تقنيات الواقع الافتراضي (Virtual Reality) والواقع المعزز (Augmented Reality) للاستخدام الشخصي بجودة عالية وأسعار مناسبة، مثل نظارات «إتش تي سي ري فايف» (HTC Re Vive) التي كشف النقاب عنها أخيرا في المؤتمر العالمي للاتصالات الجوالة 2015 في وقت سابق من الشهر الحالي، وتقنية «ليكويد في آر» (Liquid VR) التي كشفت عنها شركة «إيه إم دي» (AMD) في الشهر نفسه، و«أوكيوليس ريفت» (Oculus Rift) التي اشترتها «فيسبوك» العام الماضي، و«هولولينس» (HoloLens) التي ستطلقها «مايكروسوفت» بالتزامن مع إطلاق نظام التشغيل المقبل «ويندوز 10»، و«غير في آر» (Gear VR) من «سامسونغ»، بالإضافة إلى إصدار جديد من نظارات «غوغل» سيطرح في وقت لم تكشف الشركة عنه بعد.
ومن الواضح أن عام 2015 سيكون عام دخول الألعاب الإلكترونية عالم الواقع الافتراضي، ذلك أن نظارات «إتش تي سي ري فايف» ستطلق قبل نهاية العام بالتعاون مع شركة «فالف» (Valve) المطورة لكثير من الألعاب الإلكترونية الناجحة. ومن جهتها تقدم «إيه إم دي» برمجيات متخصصة بالواقع الافتراضي تقوم بمعالجة البيانات والرسومات داخل معالج الكومبيوتر وتنقلها مباشرة إلى النظارات المختلفة بسلاسة ومن دون أي تأخير. ومن شأن هذه العملية تسهيل تطوير التطبيقات والبرامج المتخصصة بالواقع الافتراضي على نظم التشغيل التي لا تدعمها، مع دعم التقنية لنظارات الشركات المختلفة. ويتوقع أن تفتح تقنية الواقع الافتراضي الباب أمام تطوير صوتيات الألعاب والتطبيقات لتصبح تجسيمية وأكثر واقعية، ذلك أن كثيرا من النظارات يستخدم سماعات مدمجة.
* الألعاب والواقع الافتراضي
من النظارات المثيرة للاهتمام «بروجيكت مورفيوس» (Project Morpheus) من «سوني» على جهاز «بلاي ستيشن 4»، التي من شأنها تغيير آلية التفاعل مع الألعاب الإلكترونية بشكل كبير، ذلك أنها لا تهدف إلى أن تكون مجرد ملحق، بل ستحدث ثورة في عالم الألعاب الإلكترونية، وقد يكون لها أثر رئيس في نشر هذا النوع من التقنيات بين المستخدمين. وكشفت الشركة عن أحدث إصدار تجريبي من النظارات التي ستطرح في الأسواق العام المقبل، يقدم صورة أوضح حول النظارة والتطبيقات الممكنة لها.
وتأخذ النظارات اللاعبين داخل عالم الألعاب للمزيد من الانغماس والواقعية، وذلك بفضل الشاشات عالية الدقة التي تجعل اللاعب يظن أنه يشارك في عالم اللعبة بنفسه، بالإضافة إلى قدرتها العالية على استشعار ميلان رأس اللاعب في الهواء وتعديل زاوية العرض بسرعة كبيرة وفقا لذلك، وسماعاتها المدمجة التي تقدم تجسيما محيطيا أكثر واقعية من السابق. ويبلغ قطر كل شاشة 5,7 بوصة وهي تعرض الصورة بدقة 1080×1920 بيكسل وتزيل آثار التحرك السريع للعناصر في عالم اللعبة بفضل استخدام تقنية «أوليد» (OLED) عالية الأداء. وتستطيع الشاشة عرض الصورة بسرعة 120 هرتز (مقارنة بـ90 لنظارات «ري فايف»)، وذلك بمعالجة هذه البيانات في جهاز «بلاي ستيشن 4» ونقلها إلى النظارة بسرعات عالية لن يشعر المستخدم بها، مع تقديم زاوية عرض تصل إلى 100 درجة.
وتعمل النظارة جنبا إلى جنب أداة التحكم «موف» (Move) التي يحملها المستخدم بيديه للتفاعل مع بيئة اللعبة بشكل واقعي، وتسمح بأداء حركات لم تكن ممكنة في السابق، مثل الإمساك بهاتف تقدمه له إحدى الشخصيات، أو حمل عنصر ما أو التفاعل مع لغز ما بطريقة مبتكرة، بالإضافة إلى القدرة على استخدام أداة التحكم «دوال شوك 4» الخاصة بجهاز «بلاي ستيشن 4» التي تحتوي على مستشعرات لميلانها في الهواء وتستخدم منطقة تسمح بالتفاعل معها باللمس.
وتقدم النظارة تصميما مريحا للاستخدام لتوزيع وزنها على رأس اللاعب عوضا عن مقدمته مع خفض وزن النظارات، وبالتالي الحصول على راحة أكبر أثناء الاستخدام المطول لها. وتستطيع النظارة عرض المحتوى على شاشات التلفزيون في الوقت نفسه مع عرضه فيها، وذلك كي يشاهد الآخرون كيفية لعب المستخدم. هذا، وتستطيع الوحدة الجديدة رفع سرعة الرسومات من 60 إلى 120 هرتز وبكل سهولة، ومن دون التأثير سلبا على قدرات المعالج. وسيستطيع المطورون استخدام هذا الإصدار لبرمجة الألعاب المقبلة لجهاز «بلايسيشن 4» الذي باعت الشركة منه 20,3 مليون وحدة منذ إطلاقه في أسواق 123 دولة قبل 16 شهرا.
* حلول مناسبة
وعلى الرغم من أن الواقع الافتراضي يقدم واقعية أكبر، فإنه لا يزال يفتقر إلى بعض العناصر ليعتقد المستخدم أنه بالفعل داخل عالم اللعبة، مثل عدم القدرة على مشاهدة يديه في العالم الافتراضي، وحاجته إلى البقاء بالقرب من الجهاز بينما ستسير شخصيته لمسافات طويلة في العالم الافتراضي، ولكن هناك بعض الحلول التي تعمل على حل هذه العقبات، مثل تطوير حلبة «فيرتشويكس أومني» (Virtuix Omni) الصغيرة التي يقف المستخدم داخلها ويسير، لتنزلق أرجله من فوق السطح المائل من جميع الجوانب نحو المنتصف للدلالة على سير اللاعب في عالم اللعبة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه العملية تتطلب ربط اللاعب من الجانب لحمايته من السقوط خلالها. ومع دمج هذه التقنيات مع القدرات العالية للمعالجات الحالية، فستكون النتيجة رسومات أكثر واقعية من السابق، وتجربة استخدام متكاملة تضع المستخدم داخل عالم الواقع الافتراضي لتجربة أكثر انغماسا.