صـور نادرة لمخبأ بن لادن في تورا بورا

عرضها المدعي الأميركي في محاكمة خالد الفواز

الكلاشنيكوف معلقا بين كتب ومراجع زعيم «القاعدة»
الكلاشنيكوف معلقا بين كتب ومراجع زعيم «القاعدة»
TT

صـور نادرة لمخبأ بن لادن في تورا بورا

الكلاشنيكوف معلقا بين كتب ومراجع زعيم «القاعدة»
الكلاشنيكوف معلقا بين كتب ومراجع زعيم «القاعدة»

ظهرت صور جديدة تعرض للمرة الأولى للزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن، حينما كان في مخبئه في تورا بورا. وعرض المدعي العام الأميركي بالمنطقة الجنوبية لولاية نيويورك الصور الجديدة خلال محاكمة قيادي «القاعدة» خالد فواز، الذي عمل ناطقا رسميا لابن لادن في منتصف التسعينات، وهو المتهم بالتخطيط لعمليات إرهابية ضد الولايات المتحدة الأميركية.
وأدانت هيئة محلفين أميركية الأسبوع الماضي الفواز بالمشاركة في الهجمات التي تعرضت لها سفارتا الولايات المتحدة لدى كينيا وتنزانيا عام 1998. ومثل الفواز، الذي يواجه السجن مدى الحياة، أمام محكمة مدنية في نيويورك، لمشاركته في تفجيري سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام اللذين راح ضحيتهما 224 شخصا، من بينهم 12 مواطنا أميركيا، فضلا عن إصابة الآلاف. وأدين الفواز في جميع التهم التسع والعشرين المنسوبة إليه، بما في ذلك 4 تهم بالتآمر لقتل مواطن أميركي. ووفقا لعريضة الاتهام، كان الفواز مساعدا لمؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وأصبح في عام 1994 مسؤولا عن مكتب التنظيم في لندن، حيث كان يتم من خلاله نشر رسائل بن لادن. وتظهر الصور بن لادن وهو يقف على أحد الجبال المكسوة بالثلج، وفي صورة أخرى يظهر وهو يهم بركوب إحدى السيارات، وفي صور أخرى مع القيادي أبو مصعب السوري وهو مصطفى بن عبد ست مريم، وهو من قيادات «القاعدة»، اعتقلته المخابرات الأميركية في باكستان على ما يبدو عام 2005، وقامت بترحيله إلى سوريا في إطار برنامج نقل السجناء خارج الولايات المتحدة. قبع في السجن 7 سنين عجافا. أخرجه النظام السوري من سجنه لاحقا في فبراير (شباط) 2012. وترك أبو مصعب السوري أوروبا بما حملت وعاد إلى بلاد يراها دولة مسلمة بحق. حمل حقيبته عام 1997 واتجه إلى أفغانستان طالبان وهناك بايع الملا عمر. في قندهار شكل مجموعة عملت ميدانيا وتوجيهيا وإعلاميا، فقد أعطى أبو مصعب عظيم جهد وطويل وقت لوزارة الإعلام الطالبانية وسجل الكثير من المحاضرات التوجيهية. كتب في جريدة «الشريعة» الناطقة الرسمية باسم الإمارة وشارك في إعداد برامج إذاعة كابل العربية. إضافة إلى دوره التوجيهي والتنظيري أسس في أفغانستان «معسكر الغرباء» الذي دكته الطائرات الأميركية بالكامل. كما أسس في أفغانستان «مركز الغرباء للدراسات الإسلامية والإعلام». وأصدر مجلة «قضايا الظاهرين على الحق».
وأظهرت صور بن لادن في تورا بورا أيضا الحياة المتقشفة التي عاشها زعيم «القاعدة» السابق في السنوات ما قبل الهجوم الإرهابي على مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك، كما تعطي لمحة عن الأنفاق والتحصينات التي بناها في المنطقة الجبلية البعيدة داخل أفغانستان والمعروفة بتورا بورا.
كما يظهر بن لادن في صورة أخرى قبيل إجراء مقابلة تلفزيونية مع إحدى المحطات، وتؤكد الصور ولعه بالإعلام والمقابلات التلفزيونية، وفي إحدى الصور يظهر جالسا في مخبئه المبني من الطوب اللبن أمام كاميرتين تلفزيونيتين، بالإضافة إلى عدد آخر من الصور بين الثلوج وبين هضاب وجبال تورا بورا تكشف عن ظروف المرحلة التي عاشها.
وكان خالد الفواز قد ساعد بن لادن من أجل التحضير لمقابلته التلفزيونية الأولى مع مراسلي «سي إن إن» بيتر ارنت وبيتر بيرغن عام 1997، وكذلك لزيارة عبد الباري عطوان الصحافي الفلسطيني مؤسس ورئيس تحرير صحيفة «القدس العربي» حينها، الذي دعاه بن لادن لمقابلته والتقاط صور له، في إطار حملته لنشر رسالته للكراهية في جميع أنحاء العالم.
ووفقا لما ذكره موقع قناة «إن بي سي» الأميركي، فإن عطوان كتب في مقال له بصحيفة «الغارديان» البريطانية، أنه «أبقى على خطط هذه الرحلة سرا، إذ سافر من السودان إلى باكستان، ومنها إلى الحدود الأفغانية، ثم إلى مدينة جلال آباد، حيث استقبله مبعوثو بن لادن.
ويبدو زعيم «القاعدة» بن لادن في أغلب الصور في أوضاع مختلفة، يبدو مرتاحا وبصحة جيدة، ويظهر في بعضها مع ابتسامة.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.