نفذ تنظيم داعش هجوما استباقيا واسعا في اتجاه مدينة رأس العين ذات الغالبية الكردية الحدودية مع تركيا في شمال شرقي سوريا، أمس، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة مع وحدات حماية الشعب وأسفر عن مقتل عشرات المقاتلين من الطرفين.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: إن «تنظيم داعش بدأ هجوما واسعا ومباغتا الليلة الماضية في اتجاه مدينة رأس العين في محافظة الحسكة، وتمكن من السيطرة على قرية تل خنزير الواقعة غرب المدينة». وأشار إلى مقتل العشرات من المقاتلين من الطرفين، بينهم 12 مقاتلا على الأقل من وحدات حماية الشعب الكردية.
وأوضح عبد الرحمن أن «القوات الكردية، بعد تقدمها الأخير في كوباني (عين العرب)، كانت بصدد الإعداد لشن هجوم متزامن ينطلق من غرب رأس العين باتجاه مدينة تل أبيض في محافظة الرقة». وقال إن «مقاتلي التنظيم يشنون حاليا هجوما استباقيا على رأس العين».
وقال المسؤول المحلي إدريس نعسان، إن «وحدات حماية الشعب نفذت انسحابا تكتيكيا من قرية تل خنزير تفاديا للمزيد من الخسائر ولإعادة ترتيب صفوفها وتأمين الدعم اللازم لأن وحدات الحماية التي كانت موجودة في هذه النقطة لم تكن مهيأة للرد»، ولفت في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «داعش» الذي فشل في هجومه على تل تمر يحاول الاستفادة من أي نقطة ضعف في أي منطقة، ومن هنا جاء هجومها العنيف بقوات كبيرة مدججة بالسلاح والدبابات على تل الخنزير التي تبعد نحو 25 كيلومترا. وذكر مسؤول في مجلس الدفاع الذي يديره الأكراد أنه وقعت اشتباكات عنيفة في منطقة رأس العين وقال إن «القوات الكردية أجبرت على الانسحاب من قرية قريبة». وقال لوكالة «رويترز» «هناك جرحى وقتلى لكن عدد القتلى غير معروف حتى الآن».
وكانت وحدات حماية الشعب الكردية التي تدعمها غارات جوية تقودها الولايات المتحدة قد حققت مكاسب كبيرة خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتمكنت من قطع طريق إمداد مهم من الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد في العراق.
وكان التنظيم المتطرف شن قبل أسابيع هجوما على بلدة تل تمر الواقعة جنوب شرقي رأس العين وتمكن في 23 فبراير (شباط) من السيطرة على 11 قرية آشورية في المنطقة وخطف العشرات من سكانها.
وفي حال سيطر التنظيم على تل تمر سيتمكن من فتح طريق إلى الحدود التركية شمالا مرورا برأس العين حيث تدور الاشتباكات اليوم.
وقال المرصد إن «اشتباكات عنيفة مستمرة في منطقتي تل خنزير والمناجير المجاورة في ريف مدينة رأس العين (سري كانيه)»، مشيرا إلى «مشاركة المئات من عناصر التنظيم مدعمين بالدبابات والآليات الثقيلة في الهجوم».
وأوردت إحدى الصفحات الرسمية لوحدات حماية الشعب على موقع «فيسبوك» «أعنف الاشتباكات تدور الآن بين وحدات حماية الشعب وتنظيم داعش الإرهابي»، مضيفة أن «وحداتنا تقدم أروع ملاحم البطولة في وجه المرتزقة». وتعتبر رأس العين ثاني أكبر مدينة ذات غالبية كردية في محافظة الحسكة بعد القامشلي.
وشهدت مدينة رأس العين عام 2013 معارك عنيفة بين المقاتلين الأكراد ومجموعات من الجيش السوري الحر بينها فصائل إسلامية، انسحبت على أثرها الكتائب المقاتلة من المدينة. وفي ديسمبر (كانون الأول)، اشتبك المقاتلون الأكراد مع «داعش» في محيط رأس العين مما تسبب بمقتل 16 عنصرا من التنظيم.
وتجري الحملة الكردية في شمال شرقي سوريا بالتنسيق الجيد مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويسعى لطرد تنظيم داعش من سوريا والعراق.
وظهرت وحدات حماية الشعب الكردية كشريك أساسي للتحالف الدولي ضد الإرهاب على الأرض في سوريا. ونجحت بدعم من مقاتلي البيشمركة التنظيم في استعادة السيطرة على بلدة كوباني السورية الحدودية في يناير (كانون الثاني).
كذلك، وبعد التقدم السريع في مواجهة «داعش» أعلنت وحدات حماية الشعب يوم 27 فبراير (شباط) أنها سيطرت على بلدة تل حميس المهمة استراتيجيا وانتزعتها من «داعش». وكانت المعركة من أجل كوباني أول نموذج تعلن عنه قوات التحالف التي تنسق عسكريا عن قرب مع قوة برية تقاتل التنظيم.
في سياق آخر، قال مسؤولون أتراك أمس، إن تركيا أغلقت معبرين حدوديين مع سوريا كإجراء احترازي مع احتدام القتال حول مدينة حلب في شمال سوريا. وقال مسؤولون في معبري أونجوبينار وجيلفيجوز في إقليم خطاي التركي لـ«رويترز»، إن المعبرين أغلقا في وجه السيارات والأفراد القادمين من سوريا منذ التاسع من مارس (آذار) الحالي. وسمح للسوريين الذين يحملون جوازات سفر بالعبور عائدين إلى سوريا.
«داعش» يشن هجوما استباقيا باتجاه رأس العين.. ومقتل العشرات من الطرفين
مسؤول كردي: الانسحاب كان تفاديا للمزيد من الخسائر ولترتيب الصفوف
«داعش» يشن هجوما استباقيا باتجاه رأس العين.. ومقتل العشرات من الطرفين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة