رئيس هيئة الأركان الأميركية يعد من بغداد بهزيمة «داعش»

وزير الدفاع العراقي: الكل يساعدنا بطريقته الخاصة

رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي ووزير الدفاع العراقي خالد العبيدي  خلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد أمس (رويترز)
رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي ووزير الدفاع العراقي خالد العبيدي خلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد أمس (رويترز)
TT

رئيس هيئة الأركان الأميركية يعد من بغداد بهزيمة «داعش»

رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي ووزير الدفاع العراقي خالد العبيدي  خلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد أمس (رويترز)
رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي ووزير الدفاع العراقي خالد العبيدي خلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد أمس (رويترز)

بحث رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي مع القادة العراقيين أمس تطورات الحرب ضد «داعش»، في وقت عد فيه المراقبون السياسيون في العاصمة بغداد أن عملية تكريت الهادفة إلى تحرير محافظة صلاح الدين إنما تمثل «نصف» نصر إيراني مقابل نصف هزيمة للولايات المتحدة في ظل ما بات بينهما من توازن على وقع مباحثاتهما الحالية حول الملف النووي.
وتعهد ديمبسي بهزيمة «داعش»، وقال في مؤتمر صحافي بعد وصوله على متن طائرة عسكرية إلى بغداد: «داعش سيهزم». وجدد المسؤول الأميركي تأكيده الحاجة إلى أن تكون الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي منذ أشهر، «دقيقة للغاية» لتفادي «معاناة إضافية» للمدنيين الموجودين في مناطق سيطرة التنظيم.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، قال ديمبسي إن «أميركا تلاحق (داعش) في أي مكان، ولنا أولويات في طريقة ملاحقة الإرهابيين»، مؤكدا أن «وزير الدفاع العراقي عنصر أساسي في الحرب على الإرهاب». ولفت ديمبسي إلى أن «الحرب على (داعش) حرب عراقية، وأميركا تدعمها، وليس العكس، وإذا ما طلب العراق دعما إضافيا سنأخذ هذا الطلب بنظر الاعتبار»، داعيا «العراقيين إلى الفخر بانتصاراتهم على التنظيم في بغداد وديالى وباقي المناطق».
بدوره، أوضح العبيدي أنه «عندما احتل تنظيم (داعش) بعض المدن العراقية، كان وضع الجيش العراقي حرجا جدا، ولذلك طلبنا مساعدة الأصدقاء، وقد توصلنا إلى اتفاقات مهمة مع قوات التحالف لمحاربة الإرهاب»، مؤكدا أنه «يتم التعامل مع الدول؛ إن كانت أميركا أو إيران، من خلال الدولة العراقية». وأضاف العبيدي: «إننا نوازن الأمور بشكل جيد جدا، والكل يساعدنا بطريقته الخاصة، ولا بد أن يكون هناك تعاون دولي بإشراف من الأمم المتحدة لإعادة إعمار المدن والمناطق التي يتم تحريرها من عصابات (داعش)، لتلافي المأساة الإنسانية بعدما سرق التنظيم حتى البنى التحتية في الموصل».
وبقي طيران التحالف الدولي خارج العمليات العسكرية لاستعادة تكريت في مقابل دور إيراني ظهر من خلال نشر وسائل إعلام إيرانية صورا لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني في محافظة صلاح الدين (ومركزها تكريت)، إضافة إلى الدور البارز للفصائل الشيعية المدعومة من طهران. وكان ديمبسي أكد خلال توجهه إلى المنطقة، أنه سيعرب للمسؤولين العراقيين عن قلقه من تنامي نفوذ طهران.
والتقى ديمبسي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي شدد، بحسب مكتبه الإعلامي، على «أهمية استمرار الدعم الدولي للعراق في مجالات التدريب والتسليح والطلعات الجوية»، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. وكان العبادي أكد في وقت سابق أهمية «الهوية العراقية» في معركة تكريت، وذلك في كلمة وجهها إلى العراقيين والمقاتلين. وقال: «أوصيكم بصفتي القائد العام للقوات المسلحة، وجنديا من جنود العراق.. بأن تكون العزيمة عراقية.. والهوية عراقية.. والغيرة عراقية». وأضاف: «حب العراق يجمعنا لأنه هويتنا.. وليس انتماءاتنا الضيقة.. فكونوا كما أنتم وكما عهدناكم، عراقيين أصلاء، منتفضين لهذه البلاد العريقة».



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.