مصريات يسلكن طريق النضال لنيل حقوقهن في يوم المرأة

الفراعنة كرموا المرأة ومنحوها حقوقا قبل آلاف السنين

صورة المرأة في مصر القديمة
صورة المرأة في مصر القديمة
TT

مصريات يسلكن طريق النضال لنيل حقوقهن في يوم المرأة

صورة المرأة في مصر القديمة
صورة المرأة في مصر القديمة

بمناسبة يوم المرأة، وفي إطار الحنين إلى صورة المرأة في مصر القديمة، وتاريخها الذي تسجله نقوش ورسوم معابد ومقابر ملوك وملكات ونبلاء الفراعنة، أعلن في صعيد مصر عن حملة نسوية تستهدف النضال من أجل الحصول على ما كانت تتمتع به نساء الفراعنة من حقوق قبل آلاف السنين.
وتقول شيرين النجار رئيسة جمعية إيزيس الثقافية وإحدى الداعيات لتلك المبادرة في مدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر إن «الدهشة» التي ينظر بها العالم إلى تاريخ المرأة في مصر القديمة، دفعهن لتدشين الحملة التي تستهدف أن تنال المرأة المصرية اليوم ما نالته المرأة في مصر الفرعونية من مكتسبات قبل آلاف السنين، خاصة وأن كثيرا من تلك المكتسبات التي نالتها المرأة المصرية المعاصرة بعد عقود من النضال قد تراجعت بفعل سطوة أفكار رجعية ظلت «تنخر» في بنيان المكتسبات التي عانين كثيرا لنيلها، وذلك بفعل سيطرة أصحاب الفكر المتشدد والمتطرف على المشهد منذ انطلاق «ثورة يناير» وطوال أكثر من 3 سنوات.
وأشارت شيرين النجار لوكالة الأنباء الألمانية إلى أن ما نالته المرأة الفرعونية من حقوق، ومن مكانة في المجتمع المصري القديم بات اليوم حلما يداعب خيال النساء في صعيد مصر. وتقول نجلاء عبد العال الصادق الناشطة في مجال حقوق المرأة بصعيد مصر إن حملتهن تهدف إلى ترسيخ مبادئ حقوق المرأة وحماية مكتسباتها وتمكينها اقتصاديا وسياسيا، وتكوين كيان وتكتل نسوي يعمل على دعم المرأة سياسيا ومحاربة موروثات تعيق خطط تمكين المرأة، والسعي لنشر الوعي بحقوق المرأة بين النساء في القرى، وإخراج جيل نسوي قادر على صون حقوق المرأة ومكتسباتها على الدوام. ولفتت إلى أن تلك الحملة هي استكمال وتكامل وتضامن مع ما سبق إطلاقه من حملات ومبادرات نسوية في صعيد مصر، وبخاصة مبادرة بعض الناشطات النسويات في محافظة قنا واللاتي نجحن في إطلاق أول رابطة للمرأة بالجنوب المصري الذي يعد معقلا لكل الموروثات الرافضة لكل دعوات حقوق المرأة.
وأشارت إلى أن الحملة الجديدة تهدف أيضا إلى توحيد وتكامل مختلف المبادرات والحملات النسوية التي انطلقت من مدن صعيد مصر، لتتوحد جهود الجميع من أجل تحقيق هدف واحد هو صون حقوق المرأة، والعمل على تمكينها ونيل ما شرعته لها الأديان السماوية والدساتير الحديثة من حقوق باتت اليوم في مهب الريح بحسب قولها.
وتقول الباحثة المصرية والناشطة في الحملة الدكتورة خديجة فيصل مهدي إن حملتهن ستعمل على تغيير كثير من المفاهيم الخاطئة والموروثات الاجتماعية التي وصفتها بالمعيبة، والتي باتت اليوم أمرا واقعا مثل معاناة المبدعات في صعيد مصر من قيود المجتمع وعاداته وتقاليده المتوارثة، وتجاهل وسائل الإعلام لكثير من آلام وآمال وطموحات وإبداعات المرأة بتلك المجتمعات التي تصفها المبدعات بالقسوة وذلك لما تمثله موروثاته الاجتماعية من إعاقة لمسيرة المرأة وبخاصة المرأة المبدعة التي باتت عاجزة عن التعبير بصدق عما بداخلها من مشاعر لأن اعترافاتها على الورق تعد عيبا كبيرا في نظر المجتمع، حتى كادت بعض المبدعات يدفعن حياتهن ثمنا لإبداعهن الأدبي وطموحهن العلمي والعملي، وكذلك مواجهة قضية حرمان المرأة في صعيد مصر من الميراث إذ تقول بعض الدراسات أن 55 في المائة من النساء المصريات محرومات من الميراث الشرعي، حيث أصبح حصول المرأة على حقها من الميراث من أبغض الحلال في قرى ونجوع صعيد مصر. وأصبح - بحسب وصفها - بمثابة جاهلية جديدة تزداد انتشارا يوما بعد يوم، فحرمان الإناث من الميراث من العادات المتأصلة في أعماق المجتمع الصعيدي.
وكشفت الدكتورة خديجة فيصل مهدي عن أن كثيرات من النساء حرمن من حقهن الشرعي في الميراث بسبب طغيان سطوة الأهل وبالأخص الإخوة الذكور عليهن؛ حيث يجدوا في العادات والتقاليد الباليه ضالتهم المنشودة للانتفاع الجشع من الثروة التي تركها الآباء وفي الغالب تكون ملكيات زراعية؛ إذ تعتبر الأعراف السارية في الصعيد توريث الأرض للإناث عارا يصم العائلة، ونددت بما تقدمه الشاشات المصرية والعربية من الأعمال الدرامية التي تؤصل الموروثات المعادية للمرأة وخاصة في مدن ومحافظات صعيد مصر.
ورصدت الإعلامية والباحثة المصرية دعاء مهران صورا لما كانت عليه المرأة في مصر القديمة، وما نالته من حقوق ومكتسبات، تطلق الحملات لنيلها اليوم فتشير إلى أن دور المرأة المصرية لم يكن - في أحيان كثيرة - أقل من الدور الذي قام به الرجل طوال تاريخ مصر الممتد عبر 7 آلاف عام كانت فيه شريكة للرجل في كل الإنجازات التي شهدتها الحضارة الفرعونية وربما لم تشهد حضارة من الحضارات القديمة مكانة متميزة للمرأة مثلما شهدت الحضارة المصرية القديمة.
وتقول إنه منذ بزوغ فجر التاريخ المصري والمرأة المصرية تقوم بدورها في مساعدة الرجل المصري في إرساء دعائم واحدة من أعرق الحضارات الإنسانية، حيث تميزت الحضارة الفرعونية باحترام شديد لوضع المرأة وتمتعت النساء في مصر القديمة بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية والقانونية والسياسية، متساوية بذلك مع ما للرجل من حقوق، وكانت للزوجة حقوق مساوية لحقوق زوجها في إدارة شؤون الأسرة كما كانت تتمتع بحقوق الملكية الخاصة والأهلية الكاملة وكانت من حقها إدارة شؤونها المالية دون رقيب.
وأشارت إلى أن الفن المصري القديم عبر عن مكانة المرأة المساوية للرجل من خلال مختلف أشكال التعبير الفني، فتبدو المرأة في اللوحات والتماثيل مساوية لزوجها في الطول، كما تصور الأعمال الفنية التي ترجع إلى مصر القديمة مشاركة المرأة للرجل في مختلف أنشطة الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأسرية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.