بعد تحريرها لقضاء الدور جنوب تكريت من سيطرة مسلحي «داعش»، تحاصر القوات العراقية المشتركة ناحية العلم الواقعة شرق مركز محافظة صلاح الدين تمهيدا لاقتحامها.
ومهدت القوات المشتركة قبل شنها هجوما واسعا لتحرير ناحية العلم (16 كم شرق تكريت) بقصف لمواقع التنظيم في الناحية، دمرت خلاله عددا من الآليات والعجلات المفخخة والمجهزة للهجوم على القطعات العراقية في حال بدء الهجوم البري. وقال مصدر أمني بمحافظة صلاح الدين، رفض الكشف عن اسمه، إن القوات الأمنية بقيادة عمليات دجله وعمليات سامراء وصلاح الدين مدعومة بقوات الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر بدأت عملية عسكرية لتحرير ناحية العلم من أربعة محاور، وبإسناد جوي من طيران الجيش العراقي الذي بدأ بقصف مواقع تنظيم داعش في طلعات جوية مكثفة عوضت غياب الطلعات الجوية لقوات التحالف الدولي التي رفضت المشاركة في معارك تحرير مدن صلاح الدين لأسباب عزتها الحكومة الأميركية إلى عدم طلب السلطات العراقية منها ذلك.
بدوره، كشف العقيد محمد إبراهيم، مدير إعلام الشرطة الاتحادية في صلاح الدين، أن قوات الشرطة الاتحادية وبمساندة من قوات العشائر تمكنت من القيام بأكبر عملية التفاف انطلاقا من محور ديالى باتجاه سد العظيم وسلسلة جبال حمرين شرق تكريت واشتبكت في معارك ضارية مع مسلحي تنظيم داعش وأسفرت المعارك عن تدمير 5 عجلات مفخخة وقتل عدد كبير من المسلحين. وأضاف إبراهيم أن قوات الشرطة الاتحادية تمكنت من تحرير قرية تل كصيبة، 30 كم شرق تكريت، التي كان يتمركز فيها مسلحو تنظيم داعش منذ عدة أشهر، وإن القوات العراقية ساعية إلى الوصول إلى مدينة تكريت مركز المحافظة خلال مدة قياسية. من ناحية ثانية، قال حاكم الزاملي، رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن تشكيلات الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر التي تخوض معارك كبيرة على مختلف القواطع «تحقق الآن انتصارات كبيرة في قاطعي صلاح الدين والأنبار، حيث تم التقدم لتحرير مناطق واسعة، وبالفعل تم تحرير قضاء الدور، وفي الأنبار تتقدم القوات في مناطق عامرية الفلوجة والرمادي وناحية البغدادي. وأضاف الزاملي خلال جولة ميدانية لتفقد القطعات العسكرية في محافظة صلاح الدين أن «هناك انكسارا واضحا في صفوف مسلحي تنظيم داعش، وهذا ما أثبتته أفعالهم الانتقامية بتحطيم الإرث التاريخي للعراق وهدم المساجد والكنائس وتفخيخ منازل المواطنين وتحطيم البنى التحتية للمدن التي يسيطرون عليها، إضافة إلى عمليات الهروب بين صفوف المسلحين».
وبسؤال الزاملي عن تقارير أفادت بوجود خلافات بين وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي والقائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي، أجاب «هناك من يحاول أن يؤثر على العلاقة بين وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة، وهناك تهويل لخبر وجود أسلحة في مقر وزير الدفاع، وهذا الخبر أساسه أن هناك أسلحة تم نقلها من وزير الدفاع السابق سعدون الدليمي إلى الوزير الحالي خالد العبيدي، وهي خاصة بحمايات الوزير، وتم ترويج الخبر على أن وجود تلك الأسلحة في المنطقة الخضراء يشكل خطرا، وتم تسليم تلك الأسلحة إلى قيادة العمليات الخاصة في المنطقة الخضراء».
من جهة أخرى، دعا مجلس شيوخ عشائر محافظة صلاح الدين أهالي قضاءي الشرقاط والحويجة إلى الاستعداد لاستقبال القوات الأمنية وقوات الحشد الشعبي القادمة لتحرير المدينتين وإنقاذ أهلهما. وقال مروان الجبارة، الناطق باسم مجلس شيوخ صلاح الدين، لـ«الشرق الأوسط»: «نطلب من أبناء عشائرنا الكرام الانضمام والوقوف والقتال مع القوات العراقية القادمة لتحرير الحويجة والشرقاط كي ينالوا شرف المشاركة في تحرير أرضهم ومسكها بعد تحريرها». وأضاف أن «مجلس شيوخ صلاح الدين يشيد بدور القوات المسلحة والحشد الشعبي وكيفية تعاملهم مع المواطنين في المناطق التي تم تحريرها في المحافظة». ورجح الجبارة تحرير مدينتي تكريت والعلم وتنظيفهما من مخلفات «داعش» قريبا.
بعد تحريرها لبلدة الدور جنوب تكريت.. القوات العراقية تحاصر ناحية العلم شرقها
رئيس لجنة الأمن في البرلمان ينفي وجود خلافات بين العبادي ووزير الدفاع
بعد تحريرها لبلدة الدور جنوب تكريت.. القوات العراقية تحاصر ناحية العلم شرقها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة