مسؤولون عراقيون: لا نعرف حجم التدمير.. ونخشى على «الحضر»

لندن: المتحف البريطاني «قلق للغاية».. وآثار نمرود موروث إنساني

مسؤولون عراقيون: لا نعرف حجم التدمير.. ونخشى على «الحضر»
TT

مسؤولون عراقيون: لا نعرف حجم التدمير.. ونخشى على «الحضر»

مسؤولون عراقيون: لا نعرف حجم التدمير.. ونخشى على «الحضر»

ينتظر علماء الآثار تبيان حجم الدمار الذي لحق بمدينة نمرود الأثرية الآشورية في شمال العراق، والتي أعلنت الحكومة العراقية، أمس، أن تنظيم داعش قام بـ«تجريفها»، فيما اعتبرته الأمم المتحدة «جريمة حرب».
وقالت وزارة السياحة والآثار العراقية، إن التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة من البلاد منذ يونيو (حزيران)، قام بتجريف المدينة الأثرية التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، بعد أيام من نشره شريطا يظهر قيامه بتدمير آثار في مدينة الموصل (شمال)، والتي أحرق كذلك مكتبتها.
وقال مسؤولون عراقيون في مجال الآثار لوكالة الصحافة الفرنسية، إن عناصر «داعش» استقدموا نهاية الأسبوع الماضي شاحنات إلى نمرود المجاورة لنهر دجلة، على مسافة ثلاثين كلم جنوب شرقي الموصل، كبرى مدن شمال البلاد وأولى المناطق التي سيطر عليها التنظيم في هجوم يونيو. وقال مسؤول رفض كشف اسمه: «حتى الآن، لا نعرف حجم التدمير في الموقع». ويرجح أن نمرود هي أحدث ضحية في سلسلة من عمليات التدمير التي ينفذها تنظيم داعش بحق التراث العراقي العائد إلى قرون مضت.
وقال عبد الأمير حمداني، وهو عالم آثار عراقي في جامعة ستوني بروك الأميركية، لوكالة الصحافة الفرنسية: «أنا فعلا محطم، الأمر مجرد وقت، فنحن ننتظر شريط الفيديو، الأمر محزن».
وتعد آثار نمرود درة الحضارة الآشورية. ويضم موقعها نقوشا مذهلة وتماثيل ضخمة لثيران مجنحة. ومن أبرز الآثار التي عثر عليها في الموقع «كنز نمرود» الذي اكتشف في 1988، وهو عبارة عن 613 قطعة من الأحجار الكريمة والجواهر المصنوعة من الذهب. ووصف الكثير من علماء الآثار هذا الاكتشاف بأنه الأهم منذ اكتشاف قبر الملك الفرعوني توت عنخ آمون في عام 1923. ونقل هذا الكنز من الموقع قبل أعوام طويلة.
وقال حمداني: «آسف للقول إن الجميع كان يتوقع هذا الأمر. خطتهم (داعش) هي تدمير التراث العراقي، موقعا بعد آخر». وتابع: «مدينة الحضر بالتأكيد ستكون التالية»، في إشارة إلى المدينة التاريخية وسط صحراء نينوى، ويعود تاريخها لألفي عام قبل الميلاد. والمدينة مدرجة على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) للتراث العالمي.
وأبدى العراقيون حسرة على رؤية تراث بلادهم يدمر شيئا فشيئا. وقال الكاتب والشاعر إبراهيم داود: «بعدما قتلوا (عناصر داعش) النفس البشرية، بدأوا بقتل الحضارة وإزالتها». أما المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني فاعتبر أن تدمير الآثار دليل على «وحشية» التنظيم المتطرف.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي، ممثل السيستاني، في خطبة صلاة الجمعة في الصحن الحسيني، إن الجهاديين يدللون بذلك «على مدى وحشيتهم وهمجيتهم وعدائهم للشعب العراقي العظيم، لا لحاضره فقط، بل حتى لتاريخه وحضارته».
وبرر تنظيم داعش تدمير آثار الموصل بأنها أصنام، مقارنين بين ما قاموا بها، وما قام به النبي محمد يوم فتح مكة قبل قرابة 1400 عام. إلا أن مختصين يشيرون إلى أن تنظيم داعش يهرب الآثار لتمويل نشاطاتهم.
وقال ستيوارت غيبسون، خبير المتاحف في اليونيسكو، أن تأثير المجتمع الدولي محدود على تنظيم داعش. وأوضح: «طالبنا مرارا شعوب المنطقة بأن تدرك القيمة غير القابلة للتعويض والحاجة الثقافية لحماية لتراثهم الثقافي».
وأضاف: «اليوم للأسف، الناس في المنطقة مرهقون ومرعوبون. وما على الباقي منهم سوى التطلع من الخارج بيأس مطلق».
وقالت المتحدثة باسم المتحف البريطاني في لندن كيت موراس لـ«الشرق الأوسط»: «المتحف البريطاني قلق جدا على ما يجري في مدينة نمرود الآشورية الأثرية بشمال العراق»، مشيرة إلى أن «الآثار في نمرود هي بلا شك جزء من الموروث الإنساني». وقالت إن «معلوماتنا حتى الآن محدودة حول ما حدث في نمرود، لذلك لا أستطيع التعليق بالتفصيل على ما تم تدميره في المدينة».
وسبق لعناصر تنظيم داعش أن دمروا الكثير من المواقع الأثرية في مدينة الموصل التي تعد من أقدم المدن في الشرق الأوسط.
ونقل الكثير من آثار نمرود من الموقع الأثري متاحف عدة بينها متحفا الموصل وبغداد، إضافة إلى متاحف في باريس ولندن وغيرها. إلا أن أبرز القطع، لا سيما التماثيل الآشورية الضخمة للثيران المجنحة، بقيت مكانها.
ورغم دعوة اليونيسكو إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لحماية المواقع الأثرية، فإن غالبية هذه المواقع في شمال العراق تقع في مناطق خاضعة بشكل كامل لسيطرة تنظيم داعش، دون وجود قوات عراقية.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».