«العين الزايغة».. كتاب مصور بالإنجليزية للمصطلحات العامية المصرية

يحمل مائة تعبير دارج ومعناه وسياقه وترجمته الحرفية

غلاف كتاب «العين الزايغة»
غلاف كتاب «العين الزايغة»
TT

«العين الزايغة».. كتاب مصور بالإنجليزية للمصطلحات العامية المصرية

غلاف كتاب «العين الزايغة»
غلاف كتاب «العين الزايغة»

اللغة هي وسيلة التواصل بين البشر، وتعتبر اللغة الدارجة هي أهم وسائل التواصل بين أي شعب والمغتربين عنه. ويتميز كتاب «العين الزايغة» (Roving eye) الصادر باللغة الإنجليزية عن دار نشر الجامعة الأميركية بالقاهرة ضمن سلسلة الدراسات اللغوية، بفكرة مبتكرة لتعليم اللغة العامية المصرية التي تمثل عائقا كبيرا أمام الأجانب المقيمين بمصر حيث تختلف اختلافا كبيرا عن اللغة العربية الفصحى. كما أن اللهجة العامية المصري هي الأكثر انتشارا في الوطن العربي.
يكشف «العين الزايغة» ثراء اللهجة المصرية والاستعارات والبلاغة التي تتضمنها الأمثال الشعبية، والتعبيرات الدارجة، التي عندما تتم ترجمتها حرفيا يتغير معناها كليا.
الكتاب أعدته نخبة من العاملين بتدريس اللغتين العربية والإنجليزية في الجامعة الأميركية بالقاهرة، وهم: منى عاتق، ومنى كامل حسن، وماريان ساروفيم، وتريفور نايلور، وقامت بالتقاط الصور الفوتوغرافية التعبيرية، الفنانة البلغارية دوريانا ماكميلان.
لغة الحديث اليومية في مصر هي الهدف الرئيسي للكتاب، لذا فهو يعتبر هدية رائعة لصديق أجنبي يرغب في مسايرة الحياة الاجتماعية المصرية ولغة الباعة والعامة. وهو يتضمن نحو مائة تعبير دارج ومثل شعبي مصري، ويركز على التعبيرات الخاصة بأجزاء الجسد والوجه واليدين، مثل: «وشك ولا وش القمر»، و«وشه حلو عليا»، و«من بقك لباب السما»، و«بيض وشي»، و«طول رقبتي»، و«على قلبي زي العسل»، و«سيرتها بقت على كل لسان»، و«مخه جزمه» الذي يترجم حرفيا إلى «His brain is a shoe» ولكنه يعني أنه شخص عنيد «Stubborn».
«العين الزايغة» يقع في 96 صفحة، وهو يتضمن تعبيرات تحمل خفة الدم المصرية وروح الدعابة التي يتميز بها غالبية المصريين، مثل: «رجلي على رجلك» الذي يعني «where you go I go»، لكن قد يفهمه غير المصريين «my leg on your leg»، و«وريني عرض كتافك» الذي قد يترجم حرفيا بمعنى طريف «show me the width of your shoulders» لكنه يعني «Go Away»، وأيضا تعبير «حاطط في بطنه بطيخه صيفي» ويعني الثقة بالنفس، ومرادفه بالإنجليزية «He's Confident» الذي إذا ترجم حرفيا يعطي معنى طريفا ومضحكا «He's put a summer watermelon in his stomach».
وحول أهمية تعلم التعبيرات الدارجة ولماذا يرتبط أغلبها بأعضاء الجسد؟ تقول د. منى عاتق، أحد المؤلفين وأستاذة اللغة الإنجليزية بالجامعة الأميركية بالقاهرة: «لكل ثقافة التعبيرات الخاصة بها، وبالطبع هناك تعبيرات عالمية لا ترتبط بثقافة معينة، لكن خلال إعداد الكتاب وجدنا أن المصريين ينفردون بتعبيرات فريدة مرتبطة بالجسد وأجزائه، وأكثرها تميزا «البطيخة الصيفي»، لكن أعتقد من المفيد والشيق جدا أن تعقد مقارنات بين التعبيرات المتعلقة بالجسد في اللغات الصينية والروسية والهندية وغيرها».
وتضيف: «تعلم تلك التعبيرات الدارجة يساعد على فهم القيم والمعتقدات الثقافية المصرية. وعادة، فإن جميع البشر يتكلمون لغة تعبر عن أفكارهم ومشاعرهم».
بينما ترى د. منى كامل حسن، أستاذة تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بالجامعة الأميركية في القاهرة: «أن غالبية تلك التعبيرات التي يستخدمها المصريون للتعبير عن مشاعرهم ووصف السلوكيات اليومية، موجودة فعليا في اللغة الفصحى مع اختلاف بناء الجملة وتركيبتها وتضرب مثالا بتعبير «لسانه طويل» التي يقابلها في اللغة الفصحى «سليط اللسان».
وتؤكد: «من خلال تجربتي في تدريس اللغة العربية كلغة أجنبية، فإن تعلم العبارات الاصطلاحية العامية هي واحدة من التحديات الرئيسية لغير الناطقين بها، وتعلم تلك التعبيرات سوف يجنبهم مسألة سوء الفهم التي قد يتعرضون لها. وأتصور أن كتاب «العين الزايغة» سوف يساعدهم كثيرا في تخطي تلك العقبة والحديث باللهجة العامية كما لو كانوا مصريين». وكأحد الأجانب المقيمين بمصر، يرى الكاتب الأميركي تريفور نايلور، أحد المؤلفين المشاركين في الكتاب، أن تكون قادرا على الحديث بالعامية المصرية يجعلك ذلك أكثر قدرة على التقرب من الناس والتعامل معهم بسهولة، وتعلم تلك التعبيرات يجعلك ملما بطبيعة الحياة في مصر وأكثر قدرة على فهم كيفية تعامل المصريين وتصرفاتهم. ويضيف: «تعتبر التعبيرات التي جمعها الكتاب هي الأكثر انتشارا، وإن كانت تختلف استخداماتها باختلاف المناطق، كما هو الحال في الولايات المتحدة الأميركية أو المملكة المتحدة».
بينما تؤكد د. ماريان ساروفيم، أستاذة اللغة الإنجليزية بالجامعة الأميركية وأحد المؤلفين، أن «التعبيرات الدارجة ما هي إلا انعكاس للثقافة على اللغة، وهي تمثل أحد أهم السمات الثقافية». وتوضح: «على الرغم من أن اللغة عرضة للتغير عبر الأجيال، فإن التعبيرات الدارجة المصرية لا تزال تستخدم منذ قديم الأزل وحتى يومنا هذا».
إلى جانب الجهد المبذول في انتقاء التعبيرات والدقة في التعبير عن مغزاها، جاءت الصور الفوتوغرافية ذات اللونين الأبيض والأسود لتضفي رونقا خاصا للكتاب، خصوصا التعبيرات والأقوال المأثورة والشعبية، فكل تعبير مكتوب بالعربية ومترجم حرفيا للإنجليزية لتوضيح مدى الاختلاف الكبير بينه وبين مرادفه باللغة الإنجليزية، وشرح لمعناه والسياق والمناسبة التي يقال فيها، كما توضح الصور مضمون التعبيرات ببراعة.
وتعكس الصور ولع المصورة البلغارية دوريانا بمصر وحبها للشعب المصري وعاداته وتقاليده، وتقول عن تجربتها في هذا الكتاب: «أعيش في القاهرة منذ 5 سنوات، لكن العمل على هذا الكتاب جعلني أكثر قدرة على فهم الثقافة المصرية، ولأن الإنجليزية ليست لغتي الأم فقد ساعدني الكتاب كثيرا على تعلم الكثير عن اللغتين العربية والإنجليزية».
وحول إذا ما كانت واجهتها صعوبات في التصوير، قالت: «على العكس الشعب المصري ودود للغاية وهو ما جعل الأمر ممتعا، وساعدني في التقاط الصور بتلقائية شديدة دون جلسات تصوير».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.