جدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، التأكيد أن استقالته كانت نتيجة ضغوط مارسها الحوثيون عليه من أجل السيطرة على الحكم عبر قرارات جمهورية يصدرها هو.
وقال هادي أثناء لقائه عددا من قيادات وكوادر حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح من أبناء المحافظات الجنوبية، إن الحوثيين طلبوا منه استيعاب أكثر من 60 ألف شخص من عناصرهم في قوات الجيش والأمن، إضافة إلى إصدار أكثر من 130 قرارا جمهوريا بتعيينات لعناصرهم في جهازي الأمن السياسي والأمن القومي (المخابرات).
ولمح هادي إلى تلقيه تهديدا مباشرة من زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي وبعض أبرز القادة المقربين منه، في حال عدم إصدار تلك القرارات، وهو الأمر الذي دفعه إلى تقديم استقالته.
إلى ذلك، يكثف هادي لقاءاته مع كل الأطراف السياسية والاجتماعية والشعبية والشبابية في المحافظات الجنوبية والمحافظات الأخرى التي لا تخضع لسيطرة الحوثيين في إقليمي الجند وسبأ. ويسعى هادي إلى أن يلعب منتسبو حزب المؤتمر الشعبي العام في الجنوب دورا في الحياة السياسية، وقد تمكن، فعلا، من كسب فروع الحزب بالجنوب إلى صفه والذين لم يعودوا ينفذون قرارات رئيس الحزب، صالح، الصادرة من صنعاء.
في هذه الأثناء، تفيد الأنباء الواردة من محافظة عدن التي تعد العاصمة السياسية لليمن، في الوقت الراهن، بأن العميد الركن عبد الحافظ السقاف، قائد قوات الأمن الخاصة الذي أقاله الرئيس عبد ربه منصور هادي من منصبه وعين بدلا عنه، يرفض، حتى اللحظة، تسليم مهامه لخلفه العميد الركن ثابت جواس. وقالت مصادر مطلعة في عدن لـ«الشرق الأوسط»، إن العميد السقاف يتحصن في المعسكر ويرفض التسليم، وإن وساطة يقودها عدد من كبار الضباط في الداخلية والجيش في عدن يحاولون إقناعه بالتسليم. وتشير المصادر إلى أن العميد السقاف يطالب بلجنة رسمية من قبل وزارة الداخلية في صنعاء لحضور عملية التسليم، كما أنه، في الوقت ذاته، يعترض على تعيين جنرال في الجيش في منصب يتبع وزارة الداخلية، غير أن مصادر وثيقة تؤكد أن «الأسباب الحقيقة لإقالة العميد السقاف ونقله إلى مصلحة الهجرة والجوازات في صنعاء، يرجع إلى تورطه في محاولة الانقلاب الفاشلة والتي وئدت بعد يومين فقط على عودة هادي إلى عدن، والتي نفذها ضباط محسوبون على الرئيس السابق علي عبد الله صالح». وتشير المعلومات إلى أن «السقاف الذي يرتبط بصالح وفتح قنوات تواصل مع الحوثيين بعد سيطرتهم على صنعاء، «كان يسعى إلى تفجير صراع مسلح في عدن عبر اشتباكات بين قوات الأمن الخاصة وميليشيا اللجان الشعبية الموالية لهادي»، والتي تمكنت من السيطرة على كل المواقع العسكرية والأمنية والحكومية الحساسة في عدن و«سحبت البساط من تحت أقدام قوات الأمن الخاصة التي ينتمي معظم أفرادها إلى المحافظات الشمالية، نظرا لكثافة سكان الشمال مقارنة بسكان الجنوب».
من ناحية أخرى، كشف قيادي بارز في حركة أنصار الله الحوثية، أمس، عن سعي الحوثيين إلى تصفية العميد ركن ثابت مثنى ناجي جواس، الذي عينه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قبل أيام، قائدا لقوات الأمن الخاصة في عدن خلفا للعميد عبد الحافظ السقاف. وقال حسين العزي، رئيس العلاقات الخارجية في «أنصار الله» في منشور له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن «جواس ظل متخفيا عنا طوال الفترة الماضية، أما اليوم فها هو عبد ربه منصور يظهر عنوانه مشكورا، ليكون بذلك قد أعطانا وأعطى كل الأحرار والشرفاء من شمال الوطن وجنوبه كامل الحق في ملاحقته أينما كان، وتقديمه للعدالة باعتباره مجرما وقاتلا وفارا من وجه العدالة أيضا»، حسب تعبيره.
ويتهم الحوثيون العميد جواس بقتل مؤسس الجماعة، حسين بدر الدين الحوثي، شقيق عبد الملك الحوثي، وقتل حسين الحوثي في 5 من يونيو (حزيران) عام 2004، في الحرب الأولى بين السلطات اليمنية والحوثيين. وقال قائد عسكري جنوبي سابق لـ«الشرق الأوسط»، إن «مخابرات نظام الرئيس السابق علي عبد الله هي من أشاعت أن العميد جواس هو من قتل حسين الحوثي، من أجل إخفاء هوية الشخص الحقيقي الذي قام بتصفيته بمسدسه الشخصي، رغم استسلام حسين بدر الدين الحوثي، كما قيل حينها». واعتبر القائد العسكري، الذي رفض الإفصاح عن هويته، أن «الحوثيين لا يسعون لتقديم جواس للعدالة كما يقولون، فهم قد حكموا عليه، أصلا، ويسعون، حاليا، لتصفيته، كما هو الحال مع الكثير من مشايخ شمال البلاد الذين أعطوا الأمان بوجه (السيد) عبد الملك الحوثي وبعد أن سلموا أنفسهم جرت تصفيتهم».
8:17 دقيقة
الرئيس اليمني يتحدث مجددًا عن أسباب استقالته
https://aawsat.com/home/article/305051/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86%D9%8A-%D9%8A%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%AB-%D9%85%D8%AC%D8%AF%D8%AF%D9%8B%D8%A7-%D8%B9%D9%86-%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%87
الرئيس اليمني يتحدث مجددًا عن أسباب استقالته
قائد قوات الأمن الخاصة المقال يرفض التسليم.. والحوثيون يسعون لتصفية القائد الجديد
- صنعاء: عرفات مدابش
- صنعاء: عرفات مدابش
الرئيس اليمني يتحدث مجددًا عن أسباب استقالته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة