كلينتون كانت تستخدم بريدا إلكترونيا خاصا مرتبطا بمؤسسة زوجها

البيت الأبيض: الوزيرة السابقة لم تلتزم بالسياسة المطلوبة في المراسلات

كلينتون تستخدم جهاز البلاك بيري الخاص بها داخل طائرة عسكرية أثناء توجهها إلى مالطا في 18 أكتوبر 2011 (أ.ب)
كلينتون تستخدم جهاز البلاك بيري الخاص بها داخل طائرة عسكرية أثناء توجهها إلى مالطا في 18 أكتوبر 2011 (أ.ب)
TT

كلينتون كانت تستخدم بريدا إلكترونيا خاصا مرتبطا بمؤسسة زوجها

كلينتون تستخدم جهاز البلاك بيري الخاص بها داخل طائرة عسكرية أثناء توجهها إلى مالطا في 18 أكتوبر 2011 (أ.ب)
كلينتون تستخدم جهاز البلاك بيري الخاص بها داخل طائرة عسكرية أثناء توجهها إلى مالطا في 18 أكتوبر 2011 (أ.ب)

بينما تواجه هيلاري كلينتون حملة انتقادات على خلفية اكتشاف لجوئها لاستخدام حسابها الإلكتروني الخاص خلال كل المراسلات التي كانت تقوم بها على رأس وزارة الخارجية بما يعد خرقا للقوانين، لم يهب البيت الأبيض للدفاع عنها، في خطوة قد تفتح مرحلة جديدة من علاقتها المتأرجحة مع الرئيس باراك أوباما. وجاء هذا فيما تكشفت معلومات جديدة تفيد بأن كلينتون كانت تستخدم خلال المراسلات الرسمية بريدا خاصا مرتبطا بمؤسسة زوجها في نيويورك.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست أمس: «حسب معلوماتنا، لم يكن لوزيرة الخارجية السابقة حساب في وزارة الخارجية. لقد استخدمت حسابا خاصا بها». وحسب القانون الذي ينطبق على كل المراسلات الحكومية، يمكن أن يحدث هذا شرط أن تتحول كل محتويات تلك الحسابات الشخصية إلى قسم الأرشيف في كل وزارة، أو مصلحة حكومية. وأضاف: «منذ أول يوم في إدارة الرئيس أوباما، أرسلت أوامر واضحة ومحددة بأن كل من يعمل في الإدارة يجب أن يستخدم الحساب الرسمي للجهة التي يعمل فيها. لكن، إذا رأى مسؤول أن يستعمل حسابا خاصا، يجب أن تتحول محتوياته إلى قسم الأرشيف، كما ينص قانون الأرشيف والوثائق الأميركي».
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» كشفت أول من أمس أنه لم يكن لكلينتون على مدى السنوات الأربع (2009 - 2013) التي ترأست فيها الخارجية، عنوان إلكتروني تابع للحكومة الفيدرالية وأنها استخدمت حسابها الشخصي الذي يتمتع بحماية أقل من القرصنة. وتابعت الصحيفة أن مساعدي الوزيرة السابقة: «لم يتخذوا حينذاك أي إجراء لحماية رسائلها الإلكترونية الشخصية على خوادم وزارة الخارجية كما يفرض القانون الاتحادي حول الأرشيف».
وكشفت وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء أمس أن كلينتون كانت تستخدم حسابا شخصيا مسجلا لمنزلها في ضاحية شاباكوا في ولاية نيويورك. وأضافت الوكالة أن حساب الوزيرة السابقة كان تابعا لمؤسسة كلينتون، هو: [email protected] ويرتبط حساب الوزيرة السابقة مع زوجها الرئيس الأسبق، بيل كلينتون، في نفس مؤسسة كلينتون.
وقد أثار الكشف عن الحساب الخاص لكلينتون تساؤلات حول إذا ما إذا كانت الوزيرة السابقة اتخذت إجراءات كافية للحفاظ على نسخ من رسائل البريد الإلكتروني، والحؤول دون تمكين جهات استخباراتية أجنبية من التجسس على محتويات الحساب الخاص. وعادة يعتمد معظم مستخدمي الإنترنت على الشركات الخارجية المهنية، مثل شركة «غوغل» و«ياهو»، بينما يستخدم موظفو الحكومة وسائل تديرها وكالات فيدرالية تتبع للوزارات أو المصالح التي يعملون فيها. ورفضت كلينتون أن تتطرق إلى موضوعات البريد الإلكتروني الخاص بها، خلال لقاء جماهيري لها مساء أول من أمس. وقالت إن بيانا سيصدر عن الموضوع في وقت لاحق. وأمس، المتحدث باسم حملتها الانتخابية نيك ميريل بيانا جاء فيه أن استخدامها للبريد الإلكتروني الشخصي «يتسق مع نص القواعد وروحها». وأضاف البيان أن كلينتون «التزمت بنص وروح القواعد التي تجيز استخدام البريد الإلكتروني غير الحكومي، طالما يجري حفظ السجلات ذات العلاقة ليتم تسليم السجلات للجهات المعنية». ورفض ميريل الحديث أكثر عن الموضوع، ورفض، أيضا، شرح سبب اختيار كلينتون إنجاز أعمالها الرسمية في حسابها الشخصي.
وفي إجابات على أسئلة صحافيين في مؤتمرها الصحافي اليومي عن هذا الموضوع، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف إن الوزارة طلبت، في العام الماضي، من وزراء الخارجية السابقين مادلين أولبرايت وكولن باول وكوندوليزا رايس وكلينتون «تسليم كل السجلات التي يتعين حفظها»، مضيفة أن من بين الذين استجابوا كلينتون. وتابعت أن كلينتون «قدمت مراسلات في البريد الإلكتروني من حسابها الشخصي الذي كانت تستخدمه خلال توليها وزارة الخارجية في إدارة أوباما الأولى» من عام 2009 إلى عام 2013.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.