مجلس النواب الإيطالي يحث الحكومة على الاعتراف بدولة فلسطين

بعد تصويت مماثل من برلمانات عدة دول أوروبية.. وتأييد البرلمان الأوروبي

مجلس النواب الإيطالي
مجلس النواب الإيطالي
TT

مجلس النواب الإيطالي يحث الحكومة على الاعتراف بدولة فلسطين

مجلس النواب الإيطالي
مجلس النواب الإيطالي

رحبت السفارة الإسرائيلية في روما بموافقة مجلس النواب الإيطالي على اقتراح يحث من خلاله الحكومة على الاعتراف بفلسطين كدولة، لكن على أساس أنه لا يحمل في مضمونه أي اعتراف فوري.
وأكدت السفارة الإسرائيلية في روما أن هذا الاقتراح يعترف بإمكانية قيام دولة فلسطينية، وذلك «من خلال المفاوضات مع إسرائيل فقط»، وقالت: إنه «بعد الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة في شهر مارس (آذار) المقبل في إسرائيل، يتطلب الأمر من
الفلسطينيين اتخاذ قرار بشأن العودة إلى طاولة المفاوضات، من دون شروط مسبقة، من أجل النهوض بالسلام والأمن بين الشعبين».
وكان مجلس النواب الإيطالي قد وافق أمس على اقتراح غير ملزم، يحث من خلاله الحكومة على الاعتراف بفلسطين كدولة، وهي الخطوة التي جاءت بعد تصويت رمزي مماثل في برلمانات دول أوروبية أخرى خلال الأشهر الأخيرة.
وحظي الاقتراح الإيطالي بدعم من الحزب الديمقراطي الحاكم (يسار وسط)، الذي يقوده رئيس الوزراء ماثيو رينزي. وكان وزير الخارجية باولو جينتيلوني قد أبلغ النواب قبل بدء التصويت على الاقتراح عن تأييده لهذه الخطوة.
وحث الاقتراح الحكومة على «رعاية الاعتراف بفلسطين كدولة ديمقراطية ذات سيادة داخل حدود 1967. على أن تكون القدس عاصمة مشتركة، مع الأخذ بعين الاعتبار تماما المصالح المشروعة لدولة إسرائيل». كما وافق مجلس النواب أيضا على اقتراح آخر يدعو إلى التوصل إلى اتفاق بين حركة المقاومة الإسلامية حماس، وحركة فتح بشأن الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف، وبالتالي «تهيئة الظروف للاعتراف بدولة فلسطين».
وكانت برلمانات كل من بريطانيا وإسبانيا وفرنسا وآيرلندا والبرتغال وبلجيكا قد صوتت بالفعل لصالح إقامة دولة فلسطينية، بينما خطت الحكومة السويدية خطوة أكبر إلى الأمام في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وذلك عندما اعترفت رسميا بدولة فلسطين. كما أيد البرلمان الأوروبي «من حيث المبدأ الاعتراف بفلسطين كدولة». في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وقبل عشرة أيام حث مسؤول في حركة فتح ألمانيا على الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على الحدود المحتلة عام 1967، أسوة باعترافها بإسرائيل عند قيامها، إذ قال محمد اشتية، عضو اللجنة المركزية لفتح، في بيان خلال اجتماعه مع وفد برلماني ألماني كان يزور رام الله، أن «على ألمانيا أن تكون إلى جانب العدل والإنصاف، وعدم الخلط بين الحقوق الفلسطينية ومعاداة السامية». وأعرب اشتية عن الأمل والتطلع الفلسطيني في أن يشهد البرلمان الألماني تصويتا لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية، على غرار الكثير من البرلمانات الأوروبية «التي أكدت مؤخرا قناعة الشعوب بعدالة القضية الفلسطينية».
وقبل أسبوع واحد فقط أكد نيقولاسا كوتزباس، وزير الخارجية اليوناني، على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة فوق ترابه الوطني. وشدد على تأييد بلاده ودعمها كفاح الشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال، وحقه في إقامة الدولة، وذلك خلال لقائه بسفير دولة فلسطين في اليونان مروان طوباسي. وأوضح بيان للسفارة الفلسطينية أن السفير طوباسي وضع الوزير اليوناني في صورة التطورات السياسية وانتهاكات الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وبحث معه «موضوع اعتراف اليونان بالدولة الفلسطينية المستقلة، والتأكيد على تأييد ودعم كفاح الشعب الفلسطيني، نحو الحرية والاستقلال وحقه في إقامة الدولة المستقلة على الأراضي التي احتلت عام 67، وعاصمتها القدس الشرقية، سندا لمرجعيات القرارات الدولي».
وكان كوتزياس قد أعلن أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية «سيطرح على البرلمان اليوناني، وسنكون إيجابيين في البرلمان»، لكنه لم يوضح متى سيحدث ذلك.
لكن إسرائيل تشعر بالقلق من الاعتراف اليوناني، خصوصا أنه شبه مضمون بعد تشكيل الحكومة الجديدة في اليونان، والتي يقودها الجناح اليساري، لا سيما أن رئيس الوزراء الحالي وزعيم حزب (سيريزا) اليساري الحاكم أليكسيس تسيبراس يعتبر داعما للقضية الفلسطينية. رحبت السفارة الإسرائيلية في روما بموافقة مجلس النواب الإيطالي على اقتراح يحث من خلاله الحكومة على الاعتراف بفلسطين كدولة، لكن على أساس أنه لا يحمل في مضمونه أي اعتراف فوري.



روسيا تهاجم وسط كييف «رداً» على هجمات بصواريخ أميركية وتعترف باستهداف مستودع وقود جنوب موسكو

سيارة مدمرة تظهر بينما يعمل رجال الإطفاء في موقع مبنى متضرر بعد هجوم صاروخي روسي على كييف (أ.ب)
سيارة مدمرة تظهر بينما يعمل رجال الإطفاء في موقع مبنى متضرر بعد هجوم صاروخي روسي على كييف (أ.ب)
TT

روسيا تهاجم وسط كييف «رداً» على هجمات بصواريخ أميركية وتعترف باستهداف مستودع وقود جنوب موسكو

سيارة مدمرة تظهر بينما يعمل رجال الإطفاء في موقع مبنى متضرر بعد هجوم صاروخي روسي على كييف (أ.ب)
سيارة مدمرة تظهر بينما يعمل رجال الإطفاء في موقع مبنى متضرر بعد هجوم صاروخي روسي على كييف (أ.ب)

هاجمت القوات الروسية وسط العاصمة الأوكرانية بأسراب من الطائرات دون طيار ووابل من الصواريخ في وقت مبكر من صباح السبت، مما أسفر عن مقتل 4 أشخاص على الأقل. وبدورها شنت القوات الأوكرانية سلسلة من الهجمات على مناطق متفرقة داخل روسيا وتسببت في حريق اندلع بمستودع للوقود في منطقة تولا جنوب موسكو.

دمار يظهر بعد هجوم صاروخي روسي على كييف (أ.ب)

ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن هجوماً صاروخياً أسفر عن مقتل 4 أشخاص في كييف، خلال الليل، جاء رداً على هجوم أوكراني في وقت سابق من الأسبوع باستخدام صواريخ «أتاكمز» التكتيكية الأميركية الصنع وصواريخ «ستورم شدو» البريطانية.

وتسبب الهجوم الروسي، السبت، في إغلاق محطة مترو لوكيانيفسكا، بالقرب من وسط المدينة، بسبب حجم الأضرار، كما ذكرت وكالة «أسوشييتد برس».

وعلى عكس الهجمات السابقة على كييف، صدر تحذير بوقوع الغارة الجوية فقط بعد وقوع انفجارات متعددة وليس قبل شن الغارة.

وذكرت تقارير رسمية أنه تم استخدام صواريخ باليستية في الهجوم. وتقع محطة المترو المتضررة بجوار مصنع للأسلحة، تم استهدافه عدة مرات بضربات صاروخية روسية، كما أعلنت موسكو.

رجال الإطفاء يظهرون في موقع تعرض لهجوم صاروخي روسي على كييف (أ.ب)

وطبقاً لبيان صادر عن سلاح الجو الأوكراني، أطلقت روسيا 39 طائرة دون طيار، من طراز «شاهد» وطائرات دون طيار أخرى و4 صواريخ باليستية. وأسقطت قوات الدفاع الجوي الأوكرانية صاروخين و24 طائرة دون طيار.

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن 4 أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 3 آخرون في هجوم بصاروخ باليستي في وسط كييف، في ساعة مبكرة من صباح السبت.

دونالد ترمب يتحدث إلى جانب فلاديمير بوتين خلال لقاء جمعهما في اليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

وقال تيمور تكاتشينكو، رئيس الإدارة العسكرية في العاصمة الأوكرانية كييف، إن انفجارات دوت في سماء المنطقة قبيل الفجر بينما كانت الدفاعات الجوية تصد الهجوم. وأضاف أن 4 أشخاص لقوا حتفهم بينما أعلنت الشرطة مقتل 3. وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو إن أضراراً لحقت بمحطة مترو أنفاق وخط مياه. وواصل عمال الإنقاذ البحث وسط الحطام في شارع غمرته المياه.

وتعهدت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، بالرد، بعد أن ذكرت أن القوات الأوكرانية أطلقت 6 قذائف على «منشآت» غير محددة، في منطقة بيلغورود، بالقرب من الحدود بين البلدين. ولم تؤكد أوكرانيا استخدام الأسلحة، حسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء، السبت.

جندي أوكراني يطلق طائرة مسيّرة متوسطة المدى للتحليق فوق مواقع القوات الروسية في خاركيف (رويترز)

وأظهرت صور متداولة على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي سيارات لحقت بها أضرار ومياه غزيرة ناجمة عن انفجار أنبوب مياه في المحطة. وفي أجزاء من كييف، التي يبلغ عدد سكانها 3 ملايين نسمة، انقطعت إمدادات المياه بشكل مؤقت.

كما قصفت روسيا مدينة زابوريجيا في جنوب شرق البلاد، حيث قال حاكم المنطقة إن 10 أشخاص أصيبوا ولحقت أضرار بمكاتب منشأة صناعية. وذكر مسؤولون، الجمعة، أن هجوماً صاروخياً شنته روسيا على مدينة كريفي ريه، مسقط رأس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أسفر عن مقتل 4 وتدمير أجزاء من منشأة تعليمية.

بدورها اعترضت منظومات الدفاع الجوي الروسية ودمرت 46 طائرة مسيّرة أوكرانية فوق أراضي مقاطعات عدة، خلال الليلة الماضية. وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية نقلته، السبت، وكالة «سبوتنيك»: «تم تدمير 18 طائرة مسيّرة فوق أراضي مقاطعة بريانسك، و11 مسيّرة فوق أراضي مقاطعة كورسك، و7 مسيّرات فوق أراضي مقاطعة كالوجا، و5 مسيّرات فوق أراضي مقاطعة تولا، و3 مسيّرات فوق أراضي مقاطعة بيلجورود، وطائرتين مسيّرتين فوق أراضي مقاطعة فورونيج».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يوقعان اتفاقاً تاريخياً (أ.ب)

كانت السلطات الروسية قد ذكرت في وقت مبكر، السبت، أن حريقاً اندلع في مستودع للوقود في منطقة تولا جنوب موسكو بعد أن شنت أوكرانيا هجوماً بطائرات مسيّرة.

وكتب حاكم المنطقة دميتري ميلييف على تطبيق «تلغرام» أن الهجوم على المنشأة لم يسفر عن وقوع إصابات. وقال ميلييف إنه تم تدمير 5 مسيّرات. يذكر أنه لا يمكن التحقق من هذه المعلومات بشكل مستقل.

وقالت السلطات المحلية إن تولا، الواقعة على بعد 160 كيلومتراً جنوب موسكو، تعرضت للاستهداف بعد ساعات فقط من هجوم مماثل بطائرات مسيّرة في منطقة كالوجا، جنوب غربي العاصمة، تسبب أيضاً في نشوب حريق في منشأة لتخزين الوقود.

وصباح الخميس، كان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يقوم بزيارة في كييف لإبرام شراكة أمنية تمتدّ على 100 عام مع أوكرانيا.

جنود روس في مكان غير معلن في أوكرانيا (أ.ب)

من جانب آخر اتهم الحزب الاشتراكي الديمقراطي منافسيه في الانتخابات العامة المقبلة بتضليل الناخبين في ألمانيا عمداً في النزاع حول منح مساعدات إضافية بمليارات اليوروات لأوكرانيا. وقال زعيم الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، رولف موتسنيش،

في تصريحات لصحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية: «يتصرف (التحالف المسيحي) و(الحزب الديمقراطي الحر)، ولسوء الحظ (حزب الخضر) أيضاً، بشكل غير مسؤول، ويخدعون الجمهور فيما يتعلق بمسألة ما إذا كان من الممكن توفير أموال إضافية لأوكرانيا».

وذكر موتسنيش أن هناك فجوة في الميزانية العامة الحالية تصل إلى عشرات المليارات من اليوروات، وقال: «إذا كان من المقرر زيادة مساعدات الأسلحة بأموال إضافية قدرها 3 مليارات يورو، فيجب توفير هذه التكاليف من مكان آخر».

صورة من مقطع فيديو وزعته دائرة الصحافة التابعة لوزارة الدفاع الروسية 16 يناير 2025 تُظهر قاذف الصواريخ الثقيل «TOS-1A Solntsepyok» يُطلِق النار باتجاه مواقع أوكرانية (أ.ب)

وأشار إلى أن الأحزاب الأخرى لم تقدم أي إجابة في هذا الشأن، وقال: «من يتصرف بهذه الطريقة المشكوك فيها وغير المسؤولة فيما يتعلق بالسياسة المالية لا يمكن أن يكون جاداً حقاً في المطالبة بدعم إضافي لأوكرانيا، ولكنه يحاول فقط إثارة الانتباه في الحملة الانتخابية».

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن اعتقادها بأنه لا يمكن لأوكرانيا أن تظل دولة مستقلة في ظل الهجوم الروسي عليها دون دعم الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو). ورأت ميركل أن الشراكة عبر الأطلسي أصبحت اليوم لا يمكن الاستغناء عنها بصورة أكبر من أي وقت مضى.

زيلينسكي ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك (إ.ب.أ)

جاء ذلك خلال كلمة ألقتها المستشارة الألمانية السابقة كضيفة شرف في حفل استقبال العام الجديد، نظمه «الحزب المسيحي الديمقراطي» بولاية شمال الراين-ويستفاليا في مدينة دوسلدورف (عاصمة الولاية)، وذلك قبل مراسم تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الاثنين. وصرحت ميركل، التي تنتمي لـ«الحزب المسيحي»، بأن الهجوم الذي شنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا أدى إلى تعطيل المبدأ الأساسي لنظام ما بعد الحرب في أوروبا، والخاص بحرمة الأراضي السيادية للدول. وقالت ميركل إن من غير الممكن «منع بوتين من الانتصار في الحرب والحفاظ على أوكرانيا كدولة مستقلة» إلا بدعم الولايات المتحدة والعمل ضمن إطار حلف «الناتو».