إسرائيل تعاقب الفلسطينيين بقطع جزئي للكهرباء في الضفة الغربية

شل الحياة ساعة داخل الشركات والبنوك والمصانع في نابلس وجنين

إسرائيل تعاقب الفلسطينيين بقطع جزئي للكهرباء في الضفة الغربية
TT

إسرائيل تعاقب الفلسطينيين بقطع جزئي للكهرباء في الضفة الغربية

إسرائيل تعاقب الفلسطينيين بقطع جزئي للكهرباء في الضفة الغربية

يختبر الفلسطينيون في مناطق واسعة من مدن نابلس وجنين في الضفة الغربية تجربة العيش من دون كهرباء، بعدما ظل ذلك مقتصرا لسنوات طويلة على سكان قطاع غزة فقط، حيث جربت آلاف العائلات، أمس، انقطاع التيار الكهربائي للمرة الثانية خلال أسبوع، بعدما نفذت شركة الكهرباء الإسرائيلية تهديدات بقطع التيار عن مناطق في الضفة بسبب الديون المتراكمة على السلطة الفلسطينية.
وعانى الفلسطينيون كثيرا خلال الانقطاع، الذي دام ساعة من الزمن، إذ توقفت الحياة في عدد كبير من الشركات والبنوك والمصانع في نابلس وجنين، فيما اضطرت المستشفيات لتشغيل مولدات احتياطية للطاقة. وعبر سكان ملتزمون بالدفع عن غضبهم بالقول إنه «يتحتم على الجهات المختصة تحمل مسؤولياتها، خصوصا أن الفلسطينيين بشكل شبه كلي يعتمدون على الكهرباء التي تصلهم من الجانب الإسرائيلي».
وقال يوسف القرم، المسؤول في شركة كهرباء الشمال، إن «الشركة القطرية الإسرائيلية أبلغت شركته سلفا عبر كتاب رسمي نيتها فصل التيار الكهربائي بعد الظهر»، معربا عن استغرابه لقرار الشركة الإسرائيلية، لا سيما وأنه «جرى تحويل آخر دفعة من الأموال إليها في العشرين من الشهر الماضي، لكن الشركة الإسرائيلية، التي تزود المناطق الفلسطينية بالكهرباء، أعلنت أنها تسعى إلى الضغط على الحكومة الفلسطينية من أجل تحصيل ديون مستحقة لها تعادل 492 مليون دولار». وقالت في بيان لها، الاثنين الماضي، إنها «تحذر منذ وقت طويل من الديون التي تراكمت على الفلسطينيين خلال السنوات الماضية لتصل إلى 1.9 مليار شيقل، ولكن دون جدوى».
وطالبت بلدية الخليل السكان بتسديد ديون الكهرباء المستحقة عليهم، لتجنب قيام شركة الكهرباء الإسرائيلية بقطع التيار عن المدينة، على غرار ما حدث في نابلس وجنين، وأوضحت أنها تلقت إنذارات بهذا الشأن من الشركة الإسرائيلية، وناشدت في إعلان نشرته في عدد من الصحف الفلسطينية اليومية السكان دفع الذمم المتراكمة عليهم من أثمان الكهرباء لتتمكن (كهرباء الخليل) من الوفاء بالتزاماتها تجاه الشركة الإسرائيلية المزودة.
لكن عددا من المسؤولين الفلسطينيين يرون في الأمر مجرد عقاب لهم على التوجه إلى الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية.
من جهته، دعا المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل «عدالة»، أمس، شركة الكهرباء الإسرائيلية إلى التوقف عن قطع الكهرباء عن بعض مدن الضفة الغربية، وقال في بيان إنه بعث برسالة عاجلة إلى مدير عام شركة الكهرباء الإسرائيلية، إيلي جليكمان، وطالبه بالكف عن سياسة قطع الكهرباء عن مدن الضفة الغربية، كما حدث بداية الأسبوع، وأوضح أن الدين المتراكم لشركة الكهرباء لا يبرر هذه الخطوة المرفوضة، خاصة وأن شركة الكهرباء الإسرائيلية هي المزود الأساسي للكهرباء في الضفة الغربية.
وأكدت محامية المركز أن كون الضفة الغربية «منطقة محتلة تخضع للسيطرة الإسرائيلية، فهذا يزيد من مسؤولية إسرائيل للحفاظ على استمرار الحياة الطبيعية لدى المجتمع الفلسطيني، وهي مسؤولية ملقاة على إسرائيل بموجب القانون الدولي الإنساني، وبموجب القرارات السابقة للمحكمة العليا الإسرائيلية». وقالت إن «قطع الكهرباء عن المدن الفلسطينية يؤدي إلى المس بجملة من الحقوق الأساسية للفلسطينيين، وعلى رأسها الحق في الصحة والحق بالحياة، وتزداد حدة هذا الضرر نظرا لأن قطع الكهرباء يأتي في خضم موجة من البرد، وخلال منخفض جوي عاصف»، مشيرة إلى أن مدير عام شركة الكهرباء كان قد أمر في 11 من الشهر الحالي بعدم قطع التيار الكهربائي عن بيوت مدنيين إسرائيليين بسبب حالة الطقس، لكن هذا القرار لم يسر على مدن الضفة الغربية، مما يؤكد أن قطع الكهرباء عن الضفة يأتي كخطوة عقاب جماعي ضمن مجموعة من العقوبات الجماعية الخطيرة الأخرى التي تفرضها إسرائيل على السلطة الفلسطينية في مجالات عدة.
لكن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تنصل من الأمر، وقال إن نتنياهو لم يصدر التعليمات بقطع التيار الكهربائي.
وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية نشرت مقالا قالت فيه إن الحكومة الإسرائيلية ووزارة الأمن اعترضتا على هذا الإجراء، وحذرا من «التداعيات السياسية التي قد تلحق أضرارا بإسرائيل». كما أعلن مكتب وزير الأمن الإسرائيلي ومنسق الأنشطة الحكومية في الأراضي الفلسطينية معارضتهما الشديدة للخطوة التي قامت بها شركة الكهرباء الإسرائيلية، بينما حذر مستشار الأمن القومي، يوسي كوهين، المسؤولين في شركة الكهرباء خلال الأسابيع الماضية من تداعيات قطع الكهرباء عن مناطق السلطة الفلسطينية التي ستكون خطيرة.
وقال وزير الأمن موشي يعلون إن «لهذا الإجراء تداعيات على الصعيد الإنساني والدبلوماسي، وإن من شأن ذلك أن يلحق الضرر بها».
وكانت الشركة الإسرائيلية قد فصلت التيار الكهربائي كذلك قبل 3 أيام لمدة 45 دقيقة عن منطقتي نابلس وجنين، وذلك تنفيذا لتهديداتها بتخفيض إمداداتها من الكهرباء لمناطق السلطة الفلسطينية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.