5 أسباب تجعلك تقضي إجازتك في الصحراء

استيقظ على زقزقة العصافير ونم على مشهد المها

الصحراء لا تكتمل زيارة الإمارات من دونها، و لكل جناح بركة سباحة خاصة به
الصحراء لا تكتمل زيارة الإمارات من دونها، و لكل جناح بركة سباحة خاصة به
TT

5 أسباب تجعلك تقضي إجازتك في الصحراء

الصحراء لا تكتمل زيارة الإمارات من دونها، و لكل جناح بركة سباحة خاصة به
الصحراء لا تكتمل زيارة الإمارات من دونها، و لكل جناح بركة سباحة خاصة به

لطالما كانت الصحراء مصدر الهام الشعراء، كتبوا فيها أجمل الأبيات الشعرية، وصفوها بالروعة والرومانسية والأصالة وحتى السحر، بعضهم رأى أن اسمها يجب أن يكون «سحراء» وليس «صحراء» لما فيها من سحر جذاب وخلاب.
الصحراء هي أكثر من رمال ذهبية ناعمة، إنما هي لحن عذب من ألحان الطبيعة الكريمة التي تعطي من دون أي مقابل، فيها تردد لأصوات وهمسات لا يمكن أن تسمعها إلا وأنت في الصحراء، فيها لون لا يشبه سواه، وفيها نوع من الطيبة وكل ما فيها يصبح جميلا، حتى الأعشاب التي تبدو عطشة فهي في بيئتها الأصلية وتعطي رونقا لتلك المساحات الشاسعة والكثبان التي تتخللها الواحات التي تزيد عشق محبي الصحراء حبا وتعمقا بسحرها وغموضها. في كل مرة أزور بها الإمارات لا بد أن أعرج على الصحراء، فلا تكتمل الزيارة من دون العودة إلى الأصالة، وليس هناك أجمل من أن تبدأ أو تنهي رحلتك إلى الإمارات بإقامة ليلتين في كنف الصحراء، فقط للتأمل واكتشاف معالم جديدة للحياة الصحراوية والتمتع بأجمل الهوايات والنشاطات التي لا تجدها إلا في الصحراء الذهبية.
تنتشر في صحراء الإمارات عدة منتجعات سياحية جميلة ولكن يبقى منتجع المها التابع لمنتجعات لاكجري كولكشن الصحراوية من أجملها، بشهادة المسافرين الذين ينقلون مغامراتهم إلى موقع «تريب أدفايزز» العالمي حيث تم التصويت لمنتجع المها ليدرج على قائمة أهم 25 فندقا في العام لعام 2015.
وتعكس هذه النتائج التي ينتظرها الجميع الآراء والمراجعات والاختيارات القيّمة للمسافرين الذين يزورون الموقع الإلكتروني لتريب آدفايزور (TripAdvisor)، والذين اختبروا شخصيا وبأنفسهم حسن الوفادة وكرم الضيافة العربية الأصلية في المنتجع. وبفضل الخدمة والرعاية اللتين يقدّمهما المنتجع إلى زبائنه بما يتماشى ورغباتهم الشخصية، مع اعتنائه بالتفاصيل، ودون أن يضاهيه في ذلك فندق آخر، فقد تمكّن من الارتقاء أربع مراتب وهو الآن يشغل المرتبة الثامنة على هذه القائمة العريقة.

* الموقع
* يقع منتجع المها على بعد 65 كيلومترا من دبي، وهو قائم في أعماق الصحراء وسط الرمال الذهبية، يقع هذا المنتجع الذي يمكن أن يوصف بالملاذ المنعزل في بقعة تزخر بأكبر مجموعة ممكنة من النباتات البرية وتقدّم للعيان مناظر طبيعية ساحرة وآسرة. ومنذ أن افتُتحت أبوابه في عام 1999. وبفضل النجاح الكبير الذي عرفه، انتقل بمدينة دبي إلى الواجهة وجعلها في مقدمة من يحمي الحياة البرية ويحافظ على عليها. يبعد هذا المنتجع 45 دقيقة عن مطار دبي الدولي لكنّه يبعد كل البعد عن ضوضاء تلك المدينة متسارعة النمو.

* خصوصية تامة
* ما يميز منتجع المها هو تقديمه خصوصية تامة للنزلاء، فهو مصمم على شكل فلل منفصلة وبعيدة عن بعضها البعض، وهي مقسمة على 42 جناحا أو فيلا تتوزّع على 4 فئات مختلفة، صمّم كلّ منها بطراز عربي، بحيث يتمتّع كلّ جناح منها بإطلالة خاصّة على الكثبان الرملية وأشجار النخيل الممتدّة في الأفق إلى ما لا نهاية. وهي تتميز بتصميم أشبه بالخيمة العربية مع كل مميزات الراحة في الداخل، والجميل أيضا هو تمتع كل جناح ببركة سباحة خاصة تمكن مستخدمها من التحكم بدرجة الحرارة فيها، وهي مطلة مباشرة على الصحراء ولن يشاطرك ماءها إلا حيوان المها، الذي يأتي غالبا فترة غروب الشمس ليشرب من الماء ويلقي التحية على زواره ويمشي.

* المركز الصحي
* يتميّز منتجع المها بالمركز الصحي «تايملس سبا» الذي تتبع له صالة رياضية. يقبع بهدوء في واحة من النخيل وهو يتصل بمنطقة حوض السباحة الرئيس. يحتضن هذا المركز غرفتي تدليك لشخصين وغرفتي تدليك لشخص واحد وكل واحدة من هذه الغرف تشرف على حدائق خاصة وتلال رملية ذهبية. يقدّم المركز علاجات تدليك للجسم مصممة خصوصا للاسترخاء والتنعّم بالسكينة والهدوء الذي يغلّف المكان.
أما غرفتا التدليك المخصصتان لشخصين فهما متصلتان بغرفة العلاج المائي وغرفة العلاج العربي التقليدي وفيهما، يمكن أن يستمتع الأزواج بجلسات تدليك في أجواء حميمة بعيدا عن الجميع. يقع المركز الاستجمامي وسط حدائق غناء غنية بالنباتات المحلية وتحيط به شلالات مياه وحوض جاكوزي. وتجدر الإشارة إلى أنّ المياه المستعملة في مركز الاستجمام والمنتجع هي مياه معاد تدويرها ومستخدمة للري.
التزمت إدارة منتجع المها ببرنامج أبحاث استمرّ على مدار 18 شهرا مع مصنّع مستحضرات التجميل الألماني، باربور، لتطوير علاجاته المريحة الخاصة والحصرية. فمجموعة المستحضرات المستخدمة في «تايملس سبا» مطورة على أساس فوائد التغذية والشفاء التي يتميز بها البلح إلى جانب بخور اللبان العربي الذي يضمن الاسترخاء.

* أسباب تجعلك تذهب إلى الصحراء
إلى جانب روعة الصحراء، إلا أن هناك عدة أسباب تحتم عليك زيارة وتمضية فترة من إجازتك فيها:
1- إذا كنت تبحث عن مكان تنسى فيه ضوضاء المدن وفي نفس الوقت يمكنك من القيام بنشاطات كثيرة أنصحك بزيارة الصحراء لأنها تتميز بأجواء لا يمكن أن تجدها في أي مكان آخر، وهذا الوقت من العام يعتبر من أفضل الأوقات لزيارة الصحراء، لأن المناخ يكون معتدلا ومناسبا للخروج والمشي والتمتع بجمالها.
2- النشاطات التي يمكنك أن تقوم بها كثيرة من بينها رماية السهام، وعروض تدريب الصقور، ورحلات على ظهور الجمال، وركوب الخيل، وجولات في الطبيعة مع مرشدين متخصّصين، ورحلات سفاري بواسطة سيارات رباعية الدفع، ويجب أن أشير هنا إلى أن الصحراء تحتم عليك الاستيقاظ في الصباح الباكر لأن منظر شروق الشمس فرصة لا تفوت.
3- زيارة المركز الصحي في منتجع المها، تجربة فريدة، فهو يمزج ما بين العلاجات الفعالة على أيدي بعض من أهم المختصين في هذا المجال وفي أحضان الطبيعة، حيث تطل كل غرف العلاجات على الصحراء بالإضافة إلى وجود بركة سباحة خارجية تفتح حتى ساعة متأخرة من الليل.
4- فرصة للاسترخاء بعيدا عن الأطفال، فيسمح منتجع المها باصطحاب الأطفال من عمر الـ12 وما فوق، وهذا الأمر يساعد على الهدوء وحصول الأهل على قسط من الراحة، وإذا اخترت أن تسافر مع العائلة، فسوف يجد المراهقون ما يقومون به نسبة للنشاطات الكثيرة، ومن أجملها رحلة السفاري ورحلة على ظهر الجمال لرؤية الشمس وهي تغيب.
5- فترة العشاء هي من أجمل الفترات التي يمكن أن تمضيها على شرفة المنتجع، لأن الجلسة في الخارج، في ظلام دامس لا يتخلله إلا ضوء الشموع الخافت، وصوت الحيوانات القريبة منك ورائحة الطعام الشهي المنبعث من الأطباق اللذيذة.

* حصد منتجع المها جوائز عالمية كثيرة كانت آخرها جائزة المحافظة على الحياة البرية في عام 2010 خلال حفل توزيع جوائز السياحة للغد الذي نظمه المجلس العالمي للسياحة والسفر. وعام 2008 ورد اسمه بين أفضل 50 ملاذا محافظا على الحياة البرية، وهي لائحة وضعتها ناشونال جيوغرافيك أدفنتشرير (National Geographic Adventurer).
ورد اسم منتجع المها أيضا في عام 2006 في اللائحة الذهبية لمجلة كونديه نست ترافلير البريطانية (Condé Nast Traveller)، فاز بجائزة التراث العالمية من ناشيونال جيوغرافيك (National Geographic) ومنظمة كونسرفيشن إنترناشيونال (Conservation International) وقد قدمتها الملكة نور زوجة العاهل الأردني في واشنطن العاصمة وبجائزة منظمة المدن العربية للهندسة في دورتها الثامنة.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».