السيسي: لن يستطيع أحد أن يمكر بين مصر ودول الخليج

أكد أن الحاجة إلى قوات مشتركة عربية أصبحت ملحّة.. و«جيشنا لا يغزو أحدًا»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال كلمة تلفزيونية وجهها إلى الشعب مساء أمس (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال كلمة تلفزيونية وجهها إلى الشعب مساء أمس (أ.ب)
TT

السيسي: لن يستطيع أحد أن يمكر بين مصر ودول الخليج

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال كلمة تلفزيونية وجهها إلى الشعب مساء أمس (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال كلمة تلفزيونية وجهها إلى الشعب مساء أمس (أ.ب)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن أحدا لن يمكنه أبدا أن يمكر بين القاهرة ودول الخليج باستخدام «الجيل الرابع من الحروب» التي تسعى إلى محاولة إثارة الخلاف والشقاق، مشددا في سياق حديثه عن الضربات التي توجهها القوات الجوية المصرية على معاقل الإرهاب في ليبيا على أن القوات المسلحة المصرية تعمل فقط على تأمين حدودها، وأن الجيش المصري لا يقوم بغزو أو مهاجمة أحد، مشيرا إلى أن قوات الجيش قامت بما كان ينبغي القيام به ردا على مقتل المصريين في ليبيا.
وأضاف الرئيس السيسي، خلال كلمة تلفزيونية وجهها إلى الشعب مساء أمس، في تعليق هو الأول من نوعه عن التسريبات المزعومة التي شهدتها الفترة الماضية، أن «هناك جيلا رابعا من الحروب يتم استخدامه حاليًا في مصر وكل الدول الشقيقة، عبر استخدام الإرهاب والشائعات والحرب النفسية»، مشيرًا إلى أن «هذه منظومة متكاملة تعمل وفقًا لأهداف معينة».
وأضاف أنه سبق والتقى جميع طوائف الشعب، وأجرى ما يقرب من 1000 تسجيل مذاع، موضحًا أنه لم يحدث أي تجاوز واحد أو إساءة واحدة صدرت منه تجاه أي شخص أو مؤسسة أو دولة، كما تدعي بعض القنوات المحسوبة على جماعة الإخوان، لافتًا إلى أن الأشقاء في الخليج لا بد أن يكونوا عالمين بهذا جيدًا. وتابع: «علاقتنا بدول الخليج دائمًا ستظل قوية، هناك محاولات لإثارة الخلاف والشقاق بيننا، ولا بد من الانتباه جيدًا»، لافتًا إلى أن «حجم الدعم من 30 يونيو (حزيران) من الأشقاء العرب كان سبب صمودنا حتى الآن، ولولا هذا الدعم ما كنا نحن، وهو السبب الرئيسي في استمرار صمود مصر في ظل هذه التحديات»، متابعا: «ويجب أن تعلموا جيدًا أننا لن نسوء لكم أبدًا، ونحن معكم، وقادرون معًا على التغلب على كل هذه التحديات ولن يستطع أحد أن يمكر بيننا ويحدث بيننا شقاقا، وأوجه الشكر للملك سلمان ولدول السعودية والإمارات وكل الدول العربية، ربنا يحفظ بلادكم».
وحول الضربة الجوية التي وجهها الجيش المصري إلى مواقع تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا ردا على ذبح التنظيم لواحد وعشرين مصريا، قال السيسي: «خلال السنوات الماضية، كنا ندافع عن أرضنا من داخل أراضينا، ولم يحدث أننا قمنا بغزو»، متابعا: «إننا لا نهاجم ولا نغزو.. إنما نحمي بلدنا ونحمي شعبنا». وتابع: «رد فعل قواتكم (المسلحة) كان مصدر فخر للمصريين والعرب، والكثير من دول العالم»، واصفا الضربة بأنها «عمل سريع.. وكان لا بد من الضرب بسرعة وقوة»، موضحا أنه «تم توجيه ضربة لـ13 هدفا لتنظيم داعش الإرهابي، وإن الأهداف تمت دراستها بدقة وجمع المعلومات عنها وعن أماكنها بدقة. وأنا أقول ذلك حتى لا يقال إننا نعمل أعمالا عدائية ضد المدنيين».
وأضاف الرئيس المصري: «اتصل بي الأشقاء العرب، ومن بينهم جلالة الملك عبد الله ملك الأردن، وقام بتقديم التعازي لي شعبا وحكومة وقيادة، وعرض إرسال قوات من أجل مجابهة هذا الخطر.. وهو رد فعل رائع ومقدر من قبل جلالة الملك، وقمت بتقديم الشكر له، وأنا أريد أن أقول إن أشقاءنا في السعودية والإمارات والكويت والبحرين كلهم كان موقفهم نفس هذا الموقف. والشيخ محمد وهو يتحدث معي كان يقول لي: ما هي القوات التي تريدها كي أرسلها لك؛ لأننا معا، وأن الحاجة إلى توحيد القوى العربية أصبحت أكثر إلحاحا، لأن التحديات التي تواجه المنطقة والدول العربية تحديات ضخمة جدا، يمكننا التغلب عليها».
وشدد السيسي على أن «القوات المسلحة موجودة في المنطقة الشرقية والغربية والجنوب، وتحمي مصر وشعبها، وإذا تطلب الأمر سنحمي المنطقة العربية كلها».
وعن الشأن الداخلي المصري، أوضح الرئيس المصري، أن «أي تقصير سيكون هناك محاسبة للمسؤول الذي سيتورط في المشكلة، وقلت هذا في كل الأحداث، ولا يوجد مسؤول يثبت تقصيره إلا وسيحاسب، وموضوع استاد الدفاع الجوي وشيماء الصباغ (الناشطة التي قتلت قبل أسابيع في وسط القاهرة) موجودان أمام النيابة العامة»، مضيفًا: «تحدثت إلى النائب العام، وعزيته في وفاة قريبته، وسألته على سير التحقيقات، وقال لي كلمة ذات دلالة ردا عليّ قائلا: يا فندم لن يكون أحدا معنا ونحن نحاسب أمام ربنا».
كما أشار الرئيس السيسي إلى نجاح مصر في رفع تجميد عضويتها بالاتحاد الأفريقي ووجود تفهم في العلاقات بين مصر وإثيوبيا، لافتا إلى وجود إجماع أفريقي على دعم ترشح مصر للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن الدولي ومزيد من التفهم الأوروبي والانفتاح لدعم العلاقات مع مصر.
وقال الرئيس المصري، إن مصر تبذل جهدًا كبيرًا لتوفير مصادر عدة للطاقة بغرض التنمية والاستثمار، مشيرًا إلى أن ذلك بات أمرًا ضروريًا، وأن «الطاقة النووية تعد من أرخص مصادر الطاقة على المدى البعيد، ومصر دولة ناضجة جدًا ولا تغامر وليس لديها أجندة خفية.. نتحدث عن طاقة نووية سلمية، ومصر ملتزمة باتفاقية عدم الانتشار النووي، ولكن من حقنا الحصول على طاقة نووية سلمية».
وأكد السيسي، أن «مصر تدير علاقات توافقية مع كل دول العالم مع الاتحاد الأوروبي والصين وكل دول العالم، ونتعاون مع كل دول العالم من أجل مصلحة مصر»، موجها الشكر للرئيس والحكومة الفرنسية على إنجاز صفقة الأسلحة الأخيرة. كما أشار إلى أنه «في الشهور القادمة سنستقبل الرئيس الصيني استكمالا للعلاقات التي بدأناها خلال الفترة الماضية».
كما قال الرئيس إنه لا ينكر احتمال وجود شباب أبرياء داخل السجون، مؤكدًا أنه سيتم إطلاق سراح الدفعة الأولى من الشباب الأبرياء المحتجزين خلال أيام، مشيرا إلى أن هناك مباحثات حول القضاء على البطالة وتجهيز عربات يمكن من خلالها، ممارسة عمل شريف، والقضاء على البطالة في أسرع وقت. كما أوضح تخصيص 1.6 مليار جنيه لتطوير القرى الأكثر احتياجًا، إلى جانب توفير 100 مليون جنيه للأطفال المصريين الموجودين في الشوارع كمبلغ أولي، مؤكدا أنه «تم تشكيل مجالس تخصصية لرئاسة الجمهورية، بنسب 65 في المائة من الشباب والمرأة.. وتلك المجالس تقدم رؤى في كل الملفات التي تهم الدولة من اقتصاد واجتماع، وتنمية، ودين».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.