أكدت مصادر المعارضة السورية في الجبهة الجنوبية لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن قوات النظام السوري «دفعت بتعزيزات إلى الغوطة الغربية لدمشق، بهدف شن معركة واسعة لاستعادة السيطرة على قرية دير العدس»، الفاصلة بين ريف دمشق الجنوبي وشمال شرقي القنيطرة وشمال محافظة درعا، في حين «فاجأت قوات المعارضة القوات النظامية بحشودها ومحاولتها فتح ثغرات في جبهات جديدة، بما يمكنها من قطع خط الإمداد الرئيس بين مدينة درعا والعاصمة دمشق».
وتأتي الحملة العسكرية للقوات الحكومية، بعد يومين على فقدان النظام سيطرته على تلة الحارة واللواء 82 في المنطقة الاستراتيجية التي تصل درعا بالقنيطرة وريف دمشق، وبالتالي، فقدان السيطرة على بلدة دير العدس التي تبعد 4 كيلومترات عن الأوتوستراد الدولي الذي يربط درعا بالعاصمة السورية، مما يهدد خط الإمداد الرئيسي للقوات الحكومية، كونه «بات تحت مرمى النار»، كما يهدد بسيطرة المعارضة على 4 مدن رئيسية في درعا تعد بوابة دمشق، وهي أزرع التي تعد منطقة عسكرية، وغباغب وجاسم والصنيمن.
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن المدن الأربع «باتت مكشوفة أمام قوات المعارضة، على الرغم من أنها لم تسيطر عليها، ذلك أن حلقة الوصل بين المحافظات الثلاث باتت خارج سيطرة النظام».
وفوجئت القوات النظامية التي شنت حملة واسعة الاثنين الماضي، انطلاقاً من الغوطة الغربية من جهة الشمال، لاستعادة السيطرة على دير العدس، بمقاومة شرسة من قوات المعارضة. وقال عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق إسماعيل الداراني لـ«الشرق الأوسط» إن قوات المعارضة «استخدمت صواريخ التاو الأميركية لمواجهة الدبابات، مما أدى إلى تدمير 9 دبابات لقوات النظام، ومقتل عناصر منهم».
وأشار الدراراني إلى أن «الحشود التي حضرها النظام لهذه العملية، ضخمة»، لافتاً إلى أن المسؤول الأمني البارز في النظام اللواء رستم غزالة «تفقّد أحد المحاور في محيط (قرصة) ليعطي عناصره دعماً معنوياً»، وأظهرت الصور غزالة يرتدي درعا أزرق، ويتفقد أحد المحاور وإلى جانبه عسكريون.
وفي مقابل تلك الحشود، أعلنت عدة فصائل إسلامية ومقاتلة في بيان عن بدء معركة «وأخرجوهم من حيث أخرجوكم» التي تهدف إلى السيطرة على بلدتي نامر وقرفا - مسقط رأس رستم غزالة، وضرب حاجز أبو كاسر وخربة غزالة وتل الخضر ومهجورة الخضر وتل عرار والملعب البلدي وكتيبة المدفعية في درع. وأعلنت الفصائل الـ28 التي تشارك في العملية، أن الأوتوستراد الدولي «بات منطقة عسكرية، لذلك نهيب بإخوتنا الشرفاء في جيش النظام الذين حالت الظروف دون التحاقهم بصفوف الثورة أن يسلموا أنفسهم ولهم الأمان ونتعهد بالحفاظ على دمائهم وأرواحهم».
وتسعى المعارضة، من خلال تهديدها للأوتوستراد الدولي، إلى فصل مدينة درعا الخاضعة لسيطرة النظام، عن العاصمة السورية. ويعد الأوتوستراد الدولي، هو الخط الحيوي الوحيد المتبقي أمام قوات النظام لإيصال الإمدادات العسكرية والغذائية إلى مدينة درعا، بعد أن قطعت المعارضة الطريق القديم إلى درعا عبر سيطرتها على مدينة الشيخ مسكين. وقالت مصادر في المعارضة لـ«الشرق الأوسط» إن أمام قواتها «مهمات صعبة كون المنطقة عسكرية، وتتضمن عددا كبيرا من القوات النظامية»، مشيرة إلى أنها تحاول فتح ثغرات للالتفاف على الحشود النظامية، وإشعال جبهات أخرى «بهدف تخفيف الضغط عن مناطق الاشتباكات». وتشير إلى أن القوات الحكومية «لا تزال تواصل قصفها في محيط الشيخ مسكين، بما يمنع توسيع نطاق العمليات منها إلى مناطق متاخمة».
بالتزامن، قصفت قوات النظام مناطق في المزارع المحيطة بأوتوستراد السلام قرب مخيم خان الشيح بالغوطة الغربية. كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتمكن قوات النظام مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلين إيرانيين من التقدم في ريف دمشق الغربي والسيطرة على قرية الدناجي القريبة من دير ماكر، وسط استمرار الاشتباكات بينها وبين مقاتلي الفصائل الإسلامية والفصائل المقاتلة.
وتتوزع كتاب المعارضة في مناطق واسعة محيطة بالعاصمة السورية، بدءا من جنوب دمشق وريفها الغربي في داريا، وصولا إلى الغوطة الشرقية لدمشق، وريف دمشق الشمالي والغربي في القلمون. وتقول مصادر المعارضة إن «أغلب التشكيلات المقاتلة موجودة في الغوطة الشرقية، ويتصدرها «جيش الإسلام» بزعامة زهران علوش»، إلى جانب «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» الذي يرابض بشكل أساسي في جوبر وحده، دون جيش الإسلام، فيما يتوزع مقاتلو «ألوية الحبيب المصطفى» في جوبر والغوطة. أما في جنوب دمشق، فتوجد كتائب مقاتلة معارضة من الجيش السوري الحر، وبعض مقاتلي «جبهة النصرة» ومقاتلي «تنظيم داعش»، تحديدا في الحجر الأسود.
في غضون ذلك، تواصل قصف القوات النظامية على مدن ومناطق الغوطة الشرقية لدمشق، حيث أفاد ناشطون بقصف مشفى ميداني. ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قيام القوات الحكومية في 5 أيام بمختلف مناطق الغوطة الشرقية بقتل ما لا يقل عن 178 شخصا، تبلغ نسبة الضحايا المدنيين بينهم 80 في المائة من المجموع الكلي للضحايا، ونسبة النساء والأطفال 32 في المائة، وهي نسبة مرتفعة جدا وتظهر بشكل واضح تعمد استهداف المدنيين.
المعارضة تهدد الإمدادات من العاصمة إلى درعا
28 فصيلاً يشارك.. وحلقة الوصل بين المحافظات الجنوبية الثلاث خارج سيطرة النظام
المعارضة تهدد الإمدادات من العاصمة إلى درعا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة