ارتباك تحالفات الأحزاب في الانتخابات يعزز فرص قائمة تدعم السيسي

جهود أخيرة لتشكيل جبهة موحدة قبل أسبوع من غلق باب الترشح للبرلمان

ارتباك تحالفات الأحزاب في الانتخابات يعزز فرص قائمة تدعم السيسي
TT

ارتباك تحالفات الأحزاب في الانتخابات يعزز فرص قائمة تدعم السيسي

ارتباك تحالفات الأحزاب في الانتخابات يعزز فرص قائمة تدعم السيسي

قبل أقل من أسبوع على غلق باب الترشح لانتخابات مجلس النواب (البرلمان) في مصر، والمقرر انطلاقها نهاية مارس (آذار) المقبل، تشهد قوائم الأحزاب الجاري تشكيلها ارتباكا وانسحابات للكثير من أعضائها، مما يهدد بانهيارها، ويعزز من فرص قائمة «في حب مصر» الانتخابية، الداعمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، كونها التحالف الوحيد الذي أعلن اكتمال قائمته الانتخابية حتى الآن. وضمن التحالفات المزمع تشكيلها «تحالف الوفد المصري، صحوة مصر، التيار الديمقراطي، 25/30»، لكن أيا من هذه التحالفات لم يعلن عن قوائم كاملة بأسماء مرشحيه، رغم مرور 3 أيام على فتح باب الترشح. ولوح حزب الوفد أمس بالانسحاب من العملية الانتخابية، وشكا مما اعتبره تدخلا لأجهزة الدولة في العلمية الانتخابية عبر دعم قائمة بعينها، في إشارة على ما يبدو، لقائمة «في حب مصر»، التي أعلنت دعمها للرئيس المصري، ووضعت صورته على لافتاتها الدعائية.
لكن عصام شيحة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد قال لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «فكرة الانسحاب مستبعدة.. بل من الوارد أن يناقش الوفد انضمامه لتلك القائمة في ظل الانسحابات الكثيرة لأعضاء التحالف وانضمامهم بشكل فردي لـ(حب مصر)».
ودشن عدد من الشخصيات العامة قائمة موحدة تحمل اسم «في حب مصر» الأسبوع الماضي، لخوض الانتخابات المقبلة. وتشتمل 120 مرشحا (عدد المقاعد المخصصة للقوائم على مستوى الجمهورية)، بعضهم وزراء سابقون. وينفي أعضاء بارزون في قائمة «في حب مصر» ما يتردد عن دعم أجهزة الدولة للقائمة، لكنهم أكدوا في الوقت نفسه «وقوف القائمة بكامل أعضائها خلف السيسي وسياساته قبل وبعد دخولهم البرلمان».
وتجرى الانتخابات البرلمانية على مرحلتين، تبدأ الأولى خارج مصر يومي 21 و22 مارس (آذار) المقبل، وداخلها يومي 22 و23 مارس، فيما تبدأ الثانية خارج مصر يومي 25 و26 أبريل (نيسان)، وداخلها يومي 26 و27 من الشهر نفسه. وتقام الانتخابات وفقا لنظام مختلط يجمع بين الفردي والقائمة المغلقة المطلقة.
وبدأت اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية الأحد الماضي تلقي طلبات الترشح لعضوية مجلس النواب، سواء للمرشحين عن المقاعد الحزبية أو الفردية أو خارج مصر، لمدة 10 أيام، تنتهي في 17 فبراير (شباط) الحالي. ولم تتقدم أي من الأحزاب أو التحالفات بمرشحيها على المقاعد المخصصة للقوائم. وقالت اللجنة العليا أمس إن 3332 شخصا قدموا أوراق ترشحهم لانتخابات مجلس النواب على مدار يومين، من بينهم 2109 مرشحين يوم الأحد، و1223 مرشحا أول من أمس.
وحسم حزب الوفد موقفه من الانتخابات معلنا خوضها. وقال الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب إن الهيئة العليا قررت إلغاء اجتماع طارئ كان مقررا له اليوم (الأربعاء)، لمناقشة الطلبات التي تقدم بها بعض أعضاء من الهيئة العليا لبحث إمكانية التراجع عن خوض الانتخابات احتجاجا على ما اعتبروه «تدخل بعض أجهزة الدولة في العملية الانتخابية».
وقال شيحة، وهو المستشار السياسي والقانوني لحزب الوفد إن «أعضاء الحزب سيخوضون الانتخابات سواء عبر القوائم أو على المقاعد الفردية، فالانسحاب من الانتخابات يعزز حضور المتشددين على الساحة السياسية، وهو أمر مرفوض».
ورغم ضيق الوقت قبل غلق باب الترشح، لم يستبعد شيحة بدء الوفد مفاوضات مع تحالف (في حب مصر) للدفع بقيادات الحزب ضمن القائمة. وسبق للوفد السعي لبناء تحالف في أعقاب اجتماع الأحزاب السياسية بالرئيس السيسي.
وكانت قائمة في حب مصر قد دعت كلا من تحالف الوفد وتحالف صحوة مصر (يقوده الدكتور عبد الجليل مصطفى عضو لجنة كتابة الدستور)، لتشكيل قائمة موحدة. وقال اللواء سامح سيف اليزل القيادي بقائمة في حب مصر، إنه طلب من الدكتور السيد البدوي المشاركة في قائمة «في حب مصر»، وقد أبدى موافقة مبدئية وأكد أنه سيناقش الأمر مع أعضاء الهيئة العليا للحزب.
وانضم أكمل قرطام رئيس حزب المحافظين، إضافة إلى حزب الغد برئاسة موسى مصطفى موسى لقائمة في حب مصر بعد أن كانا على قائمة الوفد. وسبق أن دعا الرئيس السيسي، الأحزاب السياسية خلال لقاء عقده مع قادتها مطلع العام الحالي، إلى تشكيل قائمة وطنية موحدة يلتف حولها جميع المصريين.
وضمن التحالفات التي كان من المزمع إنشاؤها تحالف 25/30، الذي ضم عددا من المستقلين بهدف تحقيق أهداف 25 يناير و30 يونيو، لكن عددا من أعضائه انضم إلى تحالف «في حب مصر».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.