بان كي مون: الحوثيون وصالح يزعزعون الاستقرار في اليمن ونطالب بإعادة الشرعية لهادي

الأمين العام للأمم المتحدة: مستمرون في التنسيق مع السعودية لمواجهة قضايا الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب

جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقده بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أمس بالرياض (تصوير: عبد الله الشيخي)
جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقده بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أمس بالرياض (تصوير: عبد الله الشيخي)
TT

بان كي مون: الحوثيون وصالح يزعزعون الاستقرار في اليمن ونطالب بإعادة الشرعية لهادي

جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقده بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أمس بالرياض (تصوير: عبد الله الشيخي)
جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقده بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أمس بالرياض (تصوير: عبد الله الشيخي)

أكد بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، أن منظمته الدولية ستستمر في التعاون والتنسيق والعمل مع السعودية في القضايا الملحة كافة، التي تشغل منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه عقد أكبر لقاء سياسي شامل مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بهذا الخصوص.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة انصياع الحوثيين لصوت العالم، والعمل على إعادة عبد ربه منصور هادي إلى منصبه رئيسا لليمن، مشيرا إلى أن الرئيس الأسبق علي صالح يتعاون مع الحوثيين لزعزعة الاستقرار وتقويض العملية الانتقالية بالبلاد، مبينا أهمية حث الأطراف كافة على صنع تسوية سياسية حوارية عاجلة وعادلة.
ولفت بان كي مون إلى أنه يتطلع إلى تنسيق وتعاون عميقين مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في المرحلة الحالية والمقبلة، لمواجهة التحديات الماثلة واستعادة الأمن والسلام الدوليين المفقودين، مشيرا إلى أن المباحثات شملت تعزيز التنمية المستدامة وإنتاج الطاقة المتجددة. ونوه بأن المباحثات تطرقت بشكل مفصل لمشكلة اليمن والانتهاك الأخلاقي الذي يمارسه تنظيم داعش في المنطقة، مبينا أن المبعوث الأممي في صنعاء ينقل الصورة البائسة بشكل مفزع، في محاولة لإيجاد مشاورات ومعالجات وخطوات ضرورية تحتم على الأمم المتحدة العمل عليها.
ووفق بان كي مون فإن المباحثات تطرقت إلى ضرورة التنسيق والعمل لأجل وضع حد للعمليات الإرهابية التي تنامت - أخيرا - بشكل كبير، على حد تعبيره، والعمل معا باستمرار للقضاء عليها، مشيرا إلى دور السعودية المشهود دوليا في هذا الإطار.
وبين الأمين العام للأمم المتحدة أن السعودية لعبت دورا إنسانيا كبيرا في الوضع السوري بجانب الكويت، مبينا أن الوضع مأساوي بمعنى الكلمة ويتفاقم يوميا بشكل تصاعدي. ولفت إلى أن هناك 3.3 مليون لاجئ سوري، في وجود 11 مليون نازح في داخل سوريا، منوها بأهمية التعاون العربي والخليجي جنبا إلى جنب مع التعاون الدولي لإيجاد حل عاجل للمشكلة الفلسطينية في غزة.
وأقرّ الأمين العام للأمم المتحدة في الوقت نفسه بوجود تحديات جسيمة تواجه منظمته الدولية، وتقلق مضجع العالم أجمع، في ظل تنامي ظاهرة الإرهاب والانتهاكات الإنسانية التي يمارسها تنظيم داعش في منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه يهدد الأمن والسلام الدوليين. وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أنه لمس توافقا حول رؤيتي السعودية والأمم المتحدة، خلال مباحثاته التي أجراها مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، في ما يتعلق بتقييم الوضع المتأزم في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما اليمن وسوريا والعراق.
ولفت الأمين العام إلى حزمة تحديات وقضايا تعج بها منطقة الشرق الأوسط، بجانب التحديات التي تواجه السلم والأمن الدوليين، على خلفية الانتهاكات اللاأخلاقية التي يمارسها تنظيم داعش وتنامي ظاهرة الإرهاب في المنطقة، على حد تعبيره.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده الأمين العام للأمم المتحدة في الرياض، أمس، شارحا سبب زيارته للسعودية، مبينا أنه جاء إعزازا واحتراما لبلاد الحرمين الشريفين للتعزية في الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتهنئة الملك سلمان بن عبد العزيز على توليه مقاليد الحكم في البلاد. ولفت إلى أن الملك عبد الله انتقل بالسعودية إلى مصاف الدول المتقدمة، فضلا عن دوره السياسي والإنساني في عموم قضايا منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع، مشيرا إلى دوره في ترسيخ ثقافة حوار الحضارات والأديان ومكافحة الإرهاب، فضلا عن دوره الإنساني تجاه الشعوب التي تعاني الجوع والفقر والمرض.
ونوّه بلقاء جامع عقده مع الراحل الملك عبد الله في عام 2008، تطرق إلى قضايا المنطقة كافة بحكمة وإصرار وجدية لوضع حلول عادلة لها، وذلك من خلال الأعمال والمبادرات التي أطلقها في عهده.
من جانب آخر، بحث بان كي مون مع الدكتور عبد اللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في الرياض أمس، الأوضاع في اليمن وسبل التعاون بين الأمم المتحدة ومجلس التعاون بشأن التطورات السياسية الأخيرة في البلاد. ولفت الأمين العام للأمم المتحدة إلى أنه بحث مع المهندس علي النعيمي، وزير البترول والثروة المعدنية السعودي، المشكلات التي تواجه الاقتصاد العالمي بسبب التحديات التي تواجه بلوغ السعر العادل للبترول الذي يعاني تذبذبا منذ وقت ليس بالقصير، بجانب مباحثاته مع الدكتور نزار مدني وزير الدولة للشؤون الخارجية، مشيرا إلى أنها غطت المشكلات الراهنة.
يشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة اختتم زيارته للسعودية أمس، وقدم خلالها التعازي للقيادة السعودية في وفاة الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهنأ الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد، وولي ولي العهد، بمناسبة توليهم الحكم في البلاد.
وبحث مون مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قضايا المنطقة كافة، والتي شملت الوضع في سوريا والقضية الفلسطينية، بجانب تطورات الأوضاع في اليمن، والعراق، والحرب على الإرهاب، مركزا على التنسيق والتعاون بين السعودية والأمم المتحدة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».