أسود شانيل تستعرض بريقها في دبي

مجوهرات تزأر بالقوة والترف

ساعة «كونستيلانيشن دو ليون» Constellation du Lion
ساعة «كونستيلانيشن دو ليون» Constellation du Lion
TT

أسود شانيل تستعرض بريقها في دبي

ساعة «كونستيلانيشن دو ليون» Constellation du Lion
ساعة «كونستيلانيشن دو ليون» Constellation du Lion

علاقة دار «شانيل» بالشرق الأوسط تزيد قوة وسحرا في كل موسم. بعد عدة معارض ناجحة، وعرضها الضخم لمجموعة الـ«كروز» في العام الماضي، قررت أن تحمل له بريق مجوهراتها الرفيعة في معرض سيمتد طوال شهر فبراير (شباط). وهذا يعني شيئا واحدا، وهو أن عشاق الدار والمجوهرات، سيستمتعون بفصل جديد من قصة تلخص إبداع الدار من جهة، وكيف لا تزال كوكو شانيل، تسودها وتؤثر عليها إلى اليوم من جهة ثانية. المجموعة المقصودة هنا هي
«تحت برج الأسد»Sous Le Signe du Lion، التي كما يدل عنوانها وتؤكده تصاميمها، مستوحاة من الأسد، الذي ولدت تحته برجه. غني عن القول أن كل ما فيها من قطع جاءت هادرة تزأر بالبريق والترف والقوة، ناهيك عن الأحجام الكبيرة، التي احتاجها التصميم لتجسيد الخيلاء والاعتداد بالنفس اللذين يتمتع بهما ملك الغابة. وهي تصاميم لم ير لها مثيل منذ سبعينات القرن الماضي بتميزها وتفردها، ما يجعلها تستحق أن يكون لها أكثر من معرض في كل أنحاء العالم. لا تشكل المجموعة آخر ما أصدرته الدار في مجال المجوهرات، إذ تم الكشف عنها أول مرة في باريس في 2013. خلال أسبوع الـ«هوت كوتير للخريف والشتاء»، لكن تصاميمها التي تحاكي الفن، تجعلها لا تعترف بزمن ومن الظلم أن تبقى سجينة موسم واحد.
يبلغ إجمالي عددها 58 قطعة، تشمل عقودا تتوسطها ميدالية كبيرة، وسلاسل من اللآلئ الملونة ودبابيس زينة. طبعا القاسم المشترك بينها، فضلا عن الأسد، أحجامها اللافتة. من بين القطع التي لا يمكن أن تنساها أي امرأة متذوقة للجمال، عقد منحوت من البلور الشفاف يحمل شكل أسد يقف بزهو فوق مذنب يحلق فوق ماسة صفراء. لكن هذا لا يعني أن القطع الأخرى يمكن أن تُنسى بسهولة، بالعكس، من الأساور إلى الخواتم كانت هناك دائما أسود تزينها وتزأر بالجمال والقوة، مثل قطعة يظهر فيها أسد كاسر يمسك بمخالبه ماسة محاولا حمايتها.
أيضا، تتضمن المجموعة أول جوهرة تم تصنيعها داخل ورش «شانيل» للمجوهرات، التي بدأت عملها مؤخرا. وهذه القطعة عبارة عن عقد قابل للتحول، يحمل اسم «الأسد الملكي»، وهي مصنوعة من البلاتين والذهب الأبيض والماس. ويزدان العقد بأكمله بقطع الماس، ويمكن تعديل طوله ليصبح قصيرا أو طويلا، حسب الرغبة. يمكن كذلك خلع رأس الأسد التي تتوسط العقد وارتداؤها بمفردها كبروش، أو دبوس زينة.
غابرييل شانيل، مثلها مثل الكثير من المصممين، تؤمن بفكرة الحظ السعيد والحظ السيئ، ومثل كل البشر تتفاءل ببعض الأشياء وتتشاءم من أخرى، إلا أنها تختلف عن غيرها في أنها نجحت في توظيف كل هذه الأفكار، سواء كانت عقلانية أم لا، في تصاميم حققت لها الكثير من النجاحات الفنية والتجارية على حد سواء وبرهنت أنها بالفعل تجلب لها الحظ إلى الآن. قسم تصميم المجوهرات الرفيعة لا يزال يستفيد من هذه الأفكار وينسج منها قصصا تلهب الوجدان. فهو مرة يحتفل بالعودة إلى أول تشكيلة مجوهرات راقية طرحتها المصممة في عام 1932. طبعا يضيف إليها ويضخها بجرعة عصرية جديدة، ومرة يعود إلى النجوم والمذنبات التي كانت تتطلع إليها وهي طفلة في الميتم تحلم بحياة أفضل، وغيرها من الأمور التي حددت شخصيتها أو مسارها بشكل أو بآخر. فكرة طرح مجموعة مجوهرات رفيعة تجسد الأسد، لم تأت فقط لأن المصممة ولدت تحت برج الأسد، بل أيضا، وكما تقول القصة التي نسجتها دار شانيل، بعد العودة إلى الأرشيف والغوص في أدق تفاصيله، تم التوصل إلى أنها زارت مدينة البندقية أول مرة في 1920 كانت تلك أول زيارة لها للمدينة الإيطالية وكانت في فترة حرجة وحساسة من حياتها، لأنها كانت قد فقدت للتو الرجل الوحيد الذي أحبته من كل قلبها، بوي تشابيل، في حادث أليم. كانت الرحلة بنية أن تنسى ألمها وحزنها وتنغمس في الفن، ولا بأس أن تغرف منه، وهو ما كان. فخلال تواجدها بالمدينة، انبهرت بثراء الفن البيزنطي، خاصة كاتدرائية القديس مارك المزدانة بزخارف ذهبية، وصورة الأسد التي أثارت انتباهها، لأنها كانت طاغية على كل ما في الكاتدرائية وما في البندقية، بحكم أن الأسد كان حامي المدينة، كما كان يرمز إلى قوتها في عصر النهضة حين كانت ملتقى العالم ومختلف الثقافات والتجارات، ما فسر لها عدد صور وتماثيل الأسد التي كانت تزين كل معالم المدينة تقريبا، من النافورات والأعمدة، إلى مقارع الأبواب والمباني وغيرها، ما ترك انطباعا قويا لديها. ليس هذا فحسب، فقد كانت الزيارة الدواء الذي كانت تحتاجه، على المستويين الشخصي والعملي، لأنها رجعت وهي تبدو معافاة إلى حد ما من مصابها، وفي الوقت ذاته محملة بالأفكار والرغبة في الإبداع. وكأنها كانت تخاف أن يصيب ذاكرتها النسيان أو تخفت تلك الصور التي انطبعت في مخيلتها، أحضرت معها عددا لا يستهان به من التحف والتذكارات، وطبعا كان الكثير منها يمثل الأسد. الزائر إلى شقتها اليوم، يجد أن الكثير من أرجائها لا يزال مزينا بتماثيل نحاسية لأسود كبيرة وصغيرة، لكنها دوما تمثل زوجين. ظهرت هذه الصور أيضا على تصميماتها، خصوصا تفاصيلها، مثل الأزرار وأقفال الحقائب اليدوية ودبابيس الزينة.
لهذا كله، عندما عاد قسم تصميم المجوهرات الرفيعة إلى هذه الفترة، أخذ بعين الاعتبار أن المصممة من مواليد الأسد، لكنه أيضا أخذ بعين الاعتبار جوانب كثيرة من شخصيتها وحياتها ليترجمها في المجموعة.
رغم أن دار «شانيل» أصبح لها شأن كبير في عالم المجوهرات والساعات اليوم، فإن الدار في عهد غابرييل شانيل لم تصمم سوى مجموعة مجوهرات وحيدة ويتيمة، اعتمدت فيها كليا على الماس. فالمصممة، ورغم رغبتها في التفرع لتصميم المجوهرات الراقية، أثارت غضب صناع المجوهرات ببلاس فاندوم الباريسية، أو بالأحرى خوفهم، واتهموها بأنها تتدخل فيما لا يعنيها وتنافسهم في عقر دارهم. فهي تستعمل نفس الخامات التي يستعملونها، لكن ما لم يعترفوا به علانية أنها كانت تتفوق عليهم من ناحية التصميم في ذلك العهد. لهذا، كانت تشكل خطرا لا بد من التصدي له، وبالفعل نجحت حملتهم ضدها، وتراجعت المصممة عن استعمال الأحجار الكريمة، مكتفية بطرح الإكسسوارات. كان ذلك في عام 1932، لكن شتان بين ذلك العام، وما حققته دار «شانيل» حاليا في مجال المجوهرات الرفيعة. فقد حفرت لها اسما قويا يضاهي أسماء أخرى لها باع أطول بقرون، معتمدة على اسمها الرنان وعلى قدراتها العالية على التصميم.



سروال الساق الواحدة يقسم الباريسيين... هل ينجح مثل الجينز المثقوب؟

صرعات الموضة (آيماكستري)
صرعات الموضة (آيماكستري)
TT

سروال الساق الواحدة يقسم الباريسيين... هل ينجح مثل الجينز المثقوب؟

صرعات الموضة (آيماكستري)
صرعات الموضة (آيماكستري)

لفتت النظر في عروض باريس لموضة الربيع والصيف المقبلين، عارضات يرتدين سراويل ذات ساق واحدة، وأيضاً بساق مغطَّاة وأخرى مكشوفة. ومنذ ظهور تلك البدعة، تضاربت الآراء وسط المُشتغلين بالتصميم بين مُعجب ومُستهجن. هل يكون الزيّ في خدمة مظهر المرأة أم يجعل منها مهرّجاً ومسخرة؟

لم يقتصر تقديم تلك الموضة على مجموعات المصمّمين الجدد والشباب، وإنما امتدّ إلى أسماء شهيرة، مثل عروض أزياء «لويس فويتون»، و«كوبرني»، و«فيكتوريا بيكام»، و«بوتيغا فينيتا». ففي حين يرى المعجبون بالسراويل غير المتناظرة أنها تعبّر عن اتجاه جريء يحمل تجديداً في التصميم، وجد كثيرون أنها خالية من الأناقة. فهل تلقى الموضة الجديدة قبولاً من النساء أم تموت في مهدها؟

طرحت مجلة «مدام فيغارو» الباريسية السؤال على محرّرتين من صفحات الأزياء فيها؛ الأولى ماتيلد كامب التي قالت: «أحبّ كثيراً المظهر الذي يعبّر عن القوة والمفاجأة التي نراها في هذا السروال. إنه يراوح بين زيّ المسرح وشكل البطلة المتفوّقة. وهو قطعة قوية وسهلة الارتداء شرط أن تترافق مع سترة كلاسيكية وتنسجم مع المظهر العام وبقية قطع الثياب. ثم إنّ هذا السروال يقدّم مقترحاً جديداً؛ بل غير مسبوق. وهو إضافة لخزانة المرأة، وليس مجرّد زيّ مكرَّر يأخذ مكانه مع سراويل مُتشابهة. صحيح أنه متطرّف، لكنه مثير في الوقت عينه، وأكثر جاذبية من سراويل الجينز الممزّقة والمثقوبة التي انتشرت بشكل واسع بين الشابات. ويجب الانتباه إلى أنّ هذا الزيّ يتطلّب سيقاناً مثالية وركباً جميلة ليكون مقبولاً في المكتب وفي السهرات».

أما رئيسة قسم الموضة كارول ماتري، فكان رأيها مخالفاً. تساءلت: «هل هو نقص في القماش؟»؛ وأضافت: «لم أفهم المبدأ، حيث ستشعر مرتدية هذا السروال بالدفء من جهة والبرد من الجهة الثانية. وهو بالنسبة إليّ موضة تجريبية، ولا أرى أي جانب تجاري فيها. هل هي قابلة للارتداء في الشارع وهل ستُباع في المتاجر؟». ولأنها عاملة في حقل الأزياء، فإن ماتري تحرص على التأكيد أنّ القطع المبتكرة الجريئة لا تخيفها، فهي تتقبل وضع ريشة فوق الرأس، أو ثوباً شفافاً أو بألوان صارخة؛ لكنها تقول «كلا» لهذا السروال، ولا تحبّ قطع الثياب غير المتناظرة مثل البلوزة ذات الذراع الواحدة. مع هذا؛ فإنها تتفهَّم ظهور هذه الصرعات على منصات العرض؛ لأنها تلفت النظر وتسلّي الحضور.