الأمم المتحدة تستأنف تقديم مساعداتها للمتضررين في غزة بفضل دعم سعودي

قيمته 13.5 مليون دولار.. يخصص لمساندة عمليات ترميم وإصلاح المنازل المتضررة

الأمم المتحدة تستأنف تقديم مساعداتها للمتضررين في غزة بفضل دعم سعودي
TT

الأمم المتحدة تستأنف تقديم مساعداتها للمتضررين في غزة بفضل دعم سعودي

الأمم المتحدة تستأنف تقديم مساعداتها للمتضررين في غزة بفضل دعم سعودي

أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، أمس، أنها ستستأنف تقديم دعم جزئي إلى متضرري الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة بفضل دعم سعودي.
وقال عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لـ«أونروا»، في بيان صحافي، إن الوكالة تلقت دعما سعوديا بقيمة 13.5 مليون دولار من أجل دعم عمليات ترميم وإصلاح المنازل المتضررة جزئيا بسبب الهجوم الإسرائيلي. وذكر أبو حسنة أن المنحة كانت مخصصة عبر صندوق التنمية السعودي لدعم إعادة الإعمار في قطاع غزة، إلا أنه تم التوافق على توزيعها كمساعدات نقدية لأكثر من 10 آلاف عائلة من أجل إصلاح المنازل المتضررة جزئيا.
وكانت «أونروا» قد أعلنت قبل أسبوع عن وقف صرف المساعدات للمتضررين من الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في يوليو (تموز) وأغسطس (آب) الماضيين بسبب نقص التمويل الدولي. وقد أدى ذلك إلى وقف ما تصرفه الوكالة من أموال لترميم المنازل المتضررة جزئيا، وبدل إيجار للنازحين ممن دمرت منازلهم بالكامل، علما بأنها لم تحصل سوى على 135 مليون دولار فقط من أصل 724 مليونا كانت طلبتها من المؤتمر الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة، الذي عقد في القاهرة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وعلى صعيد متصل، دعت الحكومة الفلسطينية، أمس، الدول العربية إلى الوفاء بتعهداتها المالية تجاهها بسبب استمرار إسرائيل في احتجاز أموال ضرائبها للشهر الثاني على التوالي. وقالت في بيان صدر عنها بعد اجتماعها الأسبوعي في رام الله إن الأزمة المالية التي تواجهها «ازدادت حدتها نتيجة احتجاز إسرائيل لأموال المقاصة (الضرائب) للشهر الثاني على التوالي».
وكانت الدول العربية قد تعهدت خلال اجتماعاتها الأخيرة في الجامعة العربية بتوفير شبكة أمان مالية للسلطة الفلسطينية بقيمة مائة مليون دولار، إذا ما احتجزت إسرائيل أموال الضرائب الفلسطينية، ردا على انضمامهم للمنظمات الدولية، بما فيها المحكمة الجنائية الدولية.
وتجمع إسرائيل حسب اتفاق «باريس الاقتصادي» ضرائب عن البضائع التي تدخل إلى السوق الفلسطينية منها أو من خلالها، مقابل عمولة تبلغ 3 في المائة من هذه الأموال التي تبلغ نحو 130 مليون دولار شهريا، تشكل ثلثي دخل فلسطين. وقد تمكنت السلطة الفلسطينية الشهر الماضي من دفع نسبة 60 في المائة من رواتب 160 ألف موظف لديها، يعملون في القطاعين المدني والعسكري عن شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وقال رامي الحمد الله، رئيس الحكومة الفلسطينية، في تصريحات سابقة، إن الحكومة ستعمل على دفع نسبة 60 في المائة من الرواتب عن شهر يناير (كانون الثاني) الماضي. وأوضحت الحكومة بعد اجتماع أمس أنها «بصدد وضع خطة لمواجهة الأزمة المالية بما يشمل العلاقة الاقتصادية مع إسرائيل، وتشجيع الاعتماد على المنتجات والبضائع المحلية».
وسبق لإسرائيل أن احتجزت عائدات الضرائب الفلسطينية خلال السنوات السابقة، ردا على ما اعتبرته خطوات أحادية من الجانب الفلسطيني، ومنها على سبيل المثال التوجه إلى الأمم المتحدة سنة 2012، والحصول على وضع دولة بصفة مراقب فيها.
وتعتمد السلطة الفلسطينية في دخلها على ما تجبيه من ضرائب محلية، ومن مجموع الضرائب التي تجمعها إسرائيل على البضائع التي تمر عبرها إلى السوق الفلسطينية، وكذلك على المساعدات من الدول العربية والدول المانحة. ولذلك يقول بعض الخبراء إنه من غير الواضح كيف ستتمكن السلطة من الاستمرار في العمل، ودفع التزاماتها المالية دون إفراج إسرائيل عن أموال الضرائب، أو دون وصول ما يكفي من مساعدات مالية من الدول العربية والأجنبية.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.