أصيب عدد من طلاب جامعة صنعاء، أمس، بجراح مختلفة جراء قيام الحوثيين بقمع مظاهرات مناوئة لهم في الجامعة، ويفرض الحوثيون طوقا أمنيا وعسكريا على جامعة صنعاء الجديدة، ويقمعون، لليوم الثالث على التوالي، مظاهرات طلابية في جامعتي صنعاء الجديدة والقديمة، أفادت الاتحادات والحركات الطلابية في الجامعة أن الحوثيين يواصلون، منذ أول من أمس، فرض حصار أمني وعسكري مطبق على الجامعة إثر مظاهرات طلابية رافضة لاغتصاب الحوثيين للحكم وانقلابهم على نظام الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي وفرض مطالبهم بالقوة المسلحة.
وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن الحوثيين يستخدمون أنصارهم الذين انضموا بالآلاف إلى أجهزة الأمن من أجل قمع المتظاهرين والمتظاهرات، حيث يرتدون الملابس العسكرية وقد ألصقوا شعار الحوثي الذي يدعو بالموت لأميركا وإسرائيل أو كما يسمى «الصرخة» على أسلحتهم، إضافة إلى ميليشيات مسلحة بملابس مدنية تستخدم الهراوات والعصي والسلاح الأبيض «الجنبية» في ملاحقة المتظاهرين، واعتبر مراقبون هذا المشهد يعيد إلى الأذهان استخدام نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح لمن يسمون بـ«البلطجية» في قمع المتظاهرين إبان الثورة الشبابية الشعبية عام 2011. هذا ولم يتسن الحصول على إحصائية دقيقة بعدد الجرحى والمعتقلين، بسبب سيطرة الحوثيين على جهاز الأمن والشرطة، وقال شهود العيان إن قوات الأمن (الحوثية) والميليشيا استهدفوا وسائل الإعلام بصورة مباشرة، عبر اعتقال عدد من الصحافيين والمصورين التلفزيونيين لوسائل إعلام محلية ودولية ومصادرة كاميراتهم والأشرطة التي بداخلها.
وقال مصدر في الاتحاد الطلابي لـ«الشرق الأوسط» إنهم عثروا على بعض الطلاب الجامعيين وقد طعنوا ورمي بهم في بعض الشوارع من قبل المسلحين الحوثيين الذين استخدموا السلاح الأبيض، وحذر المصدر من استخدام الدين كسلاح في المعارك السياسية.. وتشهد صنعاء مظاهرات طلابية ضد الحوثيين الذين انتشرت ميليشياتهم حول الجامعة و«ساحة التغيير»، وقالت قيادات طلابية لـ«الشرق الأوسط» إن المسلحين الحوثيين يقومون بتفتيش الطلاب والطالبات الداخلين والخارجين من الجامعة بصورة دقيقة تستفز المشاعر، وخاصة تفتيش الحقائب الشخصية للطالبات، هذا في الوقت الذي ما زال الحوثيون يحتجزون عددا من الطلاب والطالبات في أقسام الشرطة بعد اعتقالهم في المظاهرات، وتعيش صنعاء تحت قبضة عسكرية لميليشيا المتمردين الحوثيين الذين يمنعون الوزراء المستقيلين والمسؤولين من التحرك ومغادرة صنعاء ويحتجزونهم تحت الإقامة الجبرية في منازلهم.
وفي تطورات أخرى، لقي 3 أشخاص، يعتقد أنهم من عناصر تنظيم «القاعدة» مصرعهم في غارة جوية من طائرة أميركية من دون طيار استهدفت سيارة كانوا يستقلونها في منطقة صحراوية بين محافظتي مأرب وشبوة في شرق البلاد.
وقالت مصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط» إن الأشخاص الذين كانوا في السيارة تفحموا تماما، وأشارت المصادر إلى أن هذه هي الغارة الجوية الأولى التي تنفذ في تلك المنطقة منذ بضعة أشهر، وفي ظل الفراغ السياسي الذي تشهده اليمن باستقالة الرئيس والحكومة، وإلى أن هذه الغارة جاءت رغم التسريبات الإعلامية التي تحدثت، اليومين الماضيين، عن تأثر الحرب على «القاعدة» في اليمن باستيلاء الحوثيين على السلطة، وجاءت هذه الغارة في وقت يكثف الحوثيون من تحريضهم على محافظة مأرب واتهام القبائل هناك بإيواء عناصر «القاعدة» و«داعش» و«التكفيريين»، ويتخذ الحوثيون من هذه القضايا مبررات للتحضير لاجتياح مأرب المحافظة النفطية الهامة في اليمن والتي ترفض فيها القبائل دخول الحوثيين وقد استعدوا بآلاف المقاتلين لصد أي هجوم للحوثيين.
وفي أعنف هجوم تنفذه عناصر تنظيم «القاعدة» في محافظة أبين بجنوب اليمن على موقع عسكري منذ أشهر، لقي جندي مصرعه وأصيب 4 آخرون بجراح وجرى تدمير عدد من الآليات العسكرية، إضافة إلى مقتل عنصرين من «القاعدة» واعتقال 4 آخرين، وذلك في الهجوم الذي نفذه المسلحون على ثكنة عسكرية على خط شقرة – احور قرب مدينة زنجبار عاصمة المحافظة، وقدرت مصادر محلية عدد المسلحين المهاجمين بنحو 50 شخصا، وساعدت التعزيزات العسكرية التي أرسلت إلى الموقع العسكري في تخفيف حدة الهجوم وتفريق المهاجمين وملاحقتهم.
وفي محافظة البيضاء، قتل نحو 10 مسلحين حوثيين، مساء أول من أمس، عندما استهدفهم مسلحون يعتقد بانتمائهم لتنظيم «أنصار الشريعة» التابع لـ«القاعدة» في منطقة قيفة بمديرية رداع، بكمين مسلح، وأشارت مصادر محلية إلى وقوع اشتباكات عنيفة، أعقبت تفجير عبوة ناسفة في الكمين، وذكرت المصادر إلى أن الحوثيين أرسلوا تعزيزات من المسلحين والعتاد العسكري إلى المنطقة، وقالت المصادر إن الأسلحة التي أرسلت إلى رداع هي من الأسلحة التي استولى عليها الحوثيون من معسكرات الجيش، مؤخرا، من صنعاء، حيث يسعى الحوثيون إلى السيطرة على تلك المنطقة بالقوة المسلحة منذ بضعة أشهر، غير أنهم يلاقون مقاومة شرسة من قبائل المنطقة التي ترفض الخضوع لسيطرتهم، وكان الحوثيون فجروا، أول من أمس، منزل أحد القيادات المحلية في قيفة وهو أحمد أبو صالح، وذلك في سياق مساعي الجماعة السيطرة على المنطقة.
قتلى وجرحى بغارة طائرة أميركية من دون طيار في مأرب.. وقتلى من «أنصار الله» في رداع
الحوثيون يصعدون من قمعهم للمظاهرات الطلابية المناوئة في صنعاء
قتلى وجرحى بغارة طائرة أميركية من دون طيار في مأرب.. وقتلى من «أنصار الله» في رداع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة