قتلى وجرحى بغارة طائرة أميركية من دون طيار في مأرب.. وقتلى من «أنصار الله» في رداع

الحوثيون يصعدون من قمعهم للمظاهرات الطلابية المناوئة في صنعاء

يمنيون يتجمعون حول سيارة محترقة بعد أن تعرضت إلى غارة جوية من طائرة أميركية من دون طيار أدت إلى قتل 3 أشخاص أمس يعتقد أنهم من عناصر تنظيم «القاعدة» في منطقة بين محافظتي مأرب وشبوة في شرق البلاد (أ.ف.ب)
يمنيون يتجمعون حول سيارة محترقة بعد أن تعرضت إلى غارة جوية من طائرة أميركية من دون طيار أدت إلى قتل 3 أشخاص أمس يعتقد أنهم من عناصر تنظيم «القاعدة» في منطقة بين محافظتي مأرب وشبوة في شرق البلاد (أ.ف.ب)
TT

قتلى وجرحى بغارة طائرة أميركية من دون طيار في مأرب.. وقتلى من «أنصار الله» في رداع

يمنيون يتجمعون حول سيارة محترقة بعد أن تعرضت إلى غارة جوية من طائرة أميركية من دون طيار أدت إلى قتل 3 أشخاص أمس يعتقد أنهم من عناصر تنظيم «القاعدة» في منطقة بين محافظتي مأرب وشبوة في شرق البلاد (أ.ف.ب)
يمنيون يتجمعون حول سيارة محترقة بعد أن تعرضت إلى غارة جوية من طائرة أميركية من دون طيار أدت إلى قتل 3 أشخاص أمس يعتقد أنهم من عناصر تنظيم «القاعدة» في منطقة بين محافظتي مأرب وشبوة في شرق البلاد (أ.ف.ب)

أصيب عدد من طلاب جامعة صنعاء، أمس، بجراح مختلفة جراء قيام الحوثيين بقمع مظاهرات مناوئة لهم في الجامعة، ويفرض الحوثيون طوقا أمنيا وعسكريا على جامعة صنعاء الجديدة، ويقمعون، لليوم الثالث على التوالي، مظاهرات طلابية في جامعتي صنعاء الجديدة والقديمة، أفادت الاتحادات والحركات الطلابية في الجامعة أن الحوثيين يواصلون، منذ أول من أمس، فرض حصار أمني وعسكري مطبق على الجامعة إثر مظاهرات طلابية رافضة لاغتصاب الحوثيين للحكم وانقلابهم على نظام الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي وفرض مطالبهم بالقوة المسلحة.
وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن الحوثيين يستخدمون أنصارهم الذين انضموا بالآلاف إلى أجهزة الأمن من أجل قمع المتظاهرين والمتظاهرات، حيث يرتدون الملابس العسكرية وقد ألصقوا شعار الحوثي الذي يدعو بالموت لأميركا وإسرائيل أو كما يسمى «الصرخة» على أسلحتهم، إضافة إلى ميليشيات مسلحة بملابس مدنية تستخدم الهراوات والعصي والسلاح الأبيض «الجنبية» في ملاحقة المتظاهرين، واعتبر مراقبون هذا المشهد يعيد إلى الأذهان استخدام نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح لمن يسمون بـ«البلطجية» في قمع المتظاهرين إبان الثورة الشبابية الشعبية عام 2011. هذا ولم يتسن الحصول على إحصائية دقيقة بعدد الجرحى والمعتقلين، بسبب سيطرة الحوثيين على جهاز الأمن والشرطة، وقال شهود العيان إن قوات الأمن (الحوثية) والميليشيا استهدفوا وسائل الإعلام بصورة مباشرة، عبر اعتقال عدد من الصحافيين والمصورين التلفزيونيين لوسائل إعلام محلية ودولية ومصادرة كاميراتهم والأشرطة التي بداخلها.
وقال مصدر في الاتحاد الطلابي لـ«الشرق الأوسط» إنهم عثروا على بعض الطلاب الجامعيين وقد طعنوا ورمي بهم في بعض الشوارع من قبل المسلحين الحوثيين الذين استخدموا السلاح الأبيض، وحذر المصدر من استخدام الدين كسلاح في المعارك السياسية.. وتشهد صنعاء مظاهرات طلابية ضد الحوثيين الذين انتشرت ميليشياتهم حول الجامعة و«ساحة التغيير»، وقالت قيادات طلابية لـ«الشرق الأوسط» إن المسلحين الحوثيين يقومون بتفتيش الطلاب والطالبات الداخلين والخارجين من الجامعة بصورة دقيقة تستفز المشاعر، وخاصة تفتيش الحقائب الشخصية للطالبات، هذا في الوقت الذي ما زال الحوثيون يحتجزون عددا من الطلاب والطالبات في أقسام الشرطة بعد اعتقالهم في المظاهرات، وتعيش صنعاء تحت قبضة عسكرية لميليشيا المتمردين الحوثيين الذين يمنعون الوزراء المستقيلين والمسؤولين من التحرك ومغادرة صنعاء ويحتجزونهم تحت الإقامة الجبرية في منازلهم.
وفي تطورات أخرى، لقي 3 أشخاص، يعتقد أنهم من عناصر تنظيم «القاعدة» مصرعهم في غارة جوية من طائرة أميركية من دون طيار استهدفت سيارة كانوا يستقلونها في منطقة صحراوية بين محافظتي مأرب وشبوة في شرق البلاد.
وقالت مصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط» إن الأشخاص الذين كانوا في السيارة تفحموا تماما، وأشارت المصادر إلى أن هذه هي الغارة الجوية الأولى التي تنفذ في تلك المنطقة منذ بضعة أشهر، وفي ظل الفراغ السياسي الذي تشهده اليمن باستقالة الرئيس والحكومة، وإلى أن هذه الغارة جاءت رغم التسريبات الإعلامية التي تحدثت، اليومين الماضيين، عن تأثر الحرب على «القاعدة» في اليمن باستيلاء الحوثيين على السلطة، وجاءت هذه الغارة في وقت يكثف الحوثيون من تحريضهم على محافظة مأرب واتهام القبائل هناك بإيواء عناصر «القاعدة» و«داعش» و«التكفيريين»، ويتخذ الحوثيون من هذه القضايا مبررات للتحضير لاجتياح مأرب المحافظة النفطية الهامة في اليمن والتي ترفض فيها القبائل دخول الحوثيين وقد استعدوا بآلاف المقاتلين لصد أي هجوم للحوثيين.
وفي أعنف هجوم تنفذه عناصر تنظيم «القاعدة» في محافظة أبين بجنوب اليمن على موقع عسكري منذ أشهر، لقي جندي مصرعه وأصيب 4 آخرون بجراح وجرى تدمير عدد من الآليات العسكرية، إضافة إلى مقتل عنصرين من «القاعدة» واعتقال 4 آخرين، وذلك في الهجوم الذي نفذه المسلحون على ثكنة عسكرية على خط شقرة – احور قرب مدينة زنجبار عاصمة المحافظة، وقدرت مصادر محلية عدد المسلحين المهاجمين بنحو 50 شخصا، وساعدت التعزيزات العسكرية التي أرسلت إلى الموقع العسكري في تخفيف حدة الهجوم وتفريق المهاجمين وملاحقتهم.
وفي محافظة البيضاء، قتل نحو 10 مسلحين حوثيين، مساء أول من أمس، عندما استهدفهم مسلحون يعتقد بانتمائهم لتنظيم «أنصار الشريعة» التابع لـ«القاعدة» في منطقة قيفة بمديرية رداع، بكمين مسلح، وأشارت مصادر محلية إلى وقوع اشتباكات عنيفة، أعقبت تفجير عبوة ناسفة في الكمين، وذكرت المصادر إلى أن الحوثيين أرسلوا تعزيزات من المسلحين والعتاد العسكري إلى المنطقة، وقالت المصادر إن الأسلحة التي أرسلت إلى رداع هي من الأسلحة التي استولى عليها الحوثيون من معسكرات الجيش، مؤخرا، من صنعاء، حيث يسعى الحوثيون إلى السيطرة على تلك المنطقة بالقوة المسلحة منذ بضعة أشهر، غير أنهم يلاقون مقاومة شرسة من قبائل المنطقة التي ترفض الخضوع لسيطرتهم، وكان الحوثيون فجروا، أول من أمس، منزل أحد القيادات المحلية في قيفة وهو أحمد أبو صالح، وذلك في سياق مساعي الجماعة السيطرة على المنطقة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».