حوار المعارضة السورية يختتم أعماله في القاهرة بالدعوة لتشكيل مجلس رئاسي

الخارجية المصرية أكدت حرصها على أهمية الخروج من المأزق بـ«حل سياسي»

حوار المعارضة السورية يختتم أعماله في القاهرة بالدعوة لتشكيل مجلس رئاسي
TT

حوار المعارضة السورية يختتم أعماله في القاهرة بالدعوة لتشكيل مجلس رئاسي

حوار المعارضة السورية يختتم أعماله في القاهرة بالدعوة لتشكيل مجلس رئاسي

أكدت مصر حرصها على أهمية الخروج من المأزق السوري بـ«حل سياسي». وجاء ذلك عقب حوار المعارضة السورية الذي اختتم أعماله في القاهرة، أمس، بالدعوة لتشكيل «مجلس رئاسي» وإعادة هيكلة المؤسسات العسكرية.
وشدد وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال لقائه مع ممثلين عن المعارضة السورية في القاهرة، أمس، على حرص مصر البالغ على الخروج من المأزق الراهن في سوريا من خلال الحل السياسي، وتوصل فصائل المعارضة السورية إلى نقطة التقاء في ما بينها بما يضمن وقف نزيف الدم السوري وتحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق في بناء نظامه الديمقراطي التعددي، ويحفظ لسوريا وحدتها الإقليمية وبما يعزز الأمن القومي العربي.
ويأتي هذا اللقاء في أعقاب انتهاء الجولة الأولى للحوار بين الفصائل المعارضة السورية التي شاركت في المؤتمر الذي نظمه المجلس المصري للشؤون الخارجية وعقد في القاهرة في الفترة من يوم 22 إلى 24 يناير (كانون الثاني) الحالي، بهدف التوصل إلى رؤية مشتركة موحدة لفصائل المعارضة السورية للخروج من الأزمة السياسية والأمنية الراهنة في سوريا.
وأوضح السفير بدر عبد العاطي، المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، أن قيادات المعارضة السورية من الداخل والخارج أجمعوا خلال اللقاء على الأهمية البالغة للدور المصري في حل الأزمة السورية بالطرق السياسية، وتقديرهم البالغ لعودة مصر للقيام بدورها الإقليمي المحوري وتعافيها إقليميا ودوليا، منوهين بأهمية انعقاد اجتماع القاهرة الأخير الذي نظمه المجلس المصري لتوحيد صفوف ورؤى المعارضة السورية وتطلعهم إلى استمرار الدور المصري الإيجابي في هذا الشأن.
وكانت المعارضة السورية قد أكدت في ختام جولتها الأولى من حوار القاهرة على ضرورة الحل السياسي للصراع في سوريا، وفقا لمرجعية جنيف وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، معلنة عن عقد اجتماع وطني سوري آخر الربيع المقبل في القاهرة.
وطالبت الأطراف المجتمعة، في بيان لها أصدرته أمس، بتشكيل مجلس رئاسي يتولى السلطة في سوريا بشكل مؤقت وفق جدول زمني محدد، والإفراج عن المعتقلين والمخطوفين، وإعادة هيكلة المؤسسات العسكرية، بالإضافة لإنهاء الوجود الخارجي العسكري بسوريا، وتسوية الأزمة وفقا لمرجعية جنيف.
كما طالبت المعارضة بالتوقف عن قصف المدنيين وتوفير الاحتياجات الأساسية والإغاثة للمواطنين، وتأمين الشروط الضرورية لعودة النازحين والمهجرين، مؤكدة على ضرورة الحل السياسي، من خلال مرحلة الحكم الانتقالي لحل الأزمة السورية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.