3 ميزات في شخص واحد: الجمال والذكاء وحسن الإلقاء

مقدمة البرامج الجدية في التلفزيون الإيطالي

بنيديتا رينالدي
بنيديتا رينالدي
TT

3 ميزات في شخص واحد: الجمال والذكاء وحسن الإلقاء

بنيديتا رينالدي
بنيديتا رينالدي

يمتاز التلفزيون الإيطالي بتفوقه في برامجه الترفيهية التي يصل بعضها إلى حد الإسفاف، لكن النجمة الصاعدة هذه الأيام هي مقدمة البرامج الجدية الشابة الجميلة الودودة بنيديتا رينالدي التي تشبه الممثلة المعروفة صوفيا لورين.
سئم المتفرجون رؤية الراقصات وهن يكررن نفس الحركات في أغلب البرامج الموسيقية ومتابعة برامج الأسئلة والأجوبة التي تدل على تفاهة واضع الأسئلة وتهريج المسؤول عن تقديمها. إيطاليا في أزمة اقتصادية مستمرة منذ 4 سنوات، والتلفزيون يحاول إقناع الناس بالتسلية والدعابة حتى ينسى مشكلاته اليومية. رينالدي اتخذت قرارا معاكسا وصارت تتحدث عن هجرة الإيطاليين أنفسهم إلى الخارج وحتى إلى الصين، حيث وصل عددهم مؤخرا إلى 6 آلاف مهاجر.
يعاني التلفزيون الحكومي (راي) من الاضطراب والمعضلات هذه الأيام، ويتندر العاملون فيه ويزيد عددهم على 13 ألفا على رئيسهم الذي يضع صحنا للفواكه من التفاح والأجاص والموز على طاولة مكتبه كل يوم، ويخشون اهتمام رئيس الحكومة الإصلاحي الطموح ماتيو رينزي المفرط باختيار المدير العام الجديد بعد بضعة أشهر، فالإشاعات تقول إنه معجب بأداء فينشينزو نوفاري مدير شركة «3 إيطاليا» للهواتف الجوالة المملوكة من قبل شركة «هتشيسون وامبوا» العالمية للاتصالات وخطيبته الحسناء دانييلا فيرولا ملكة جمال إيطاليا السابقة التي تقدم حاليا برنامجا عن الزراعة والريف والبيئة في التلفزيون الحكومي. طموح نوفاري يشبه طموح رينزي اللذان يؤمنان بأنه لا وجود لكلمة «مستحيل» في القاموس السياسي أو التجاري. يسعى رينزي إلى تغيير جذري في المؤسسة لكي تصبح برامجها ذات مصداقية عالمية ونوعية عالية الجودة مستهدية بالمعايير التي تتبعها الـ«بي بي سي» البريطانية.
في مقابلة خاصة على العشاء مع «الشرق الأوسط» قالت رينالدي إن برنامجها الحالي يهتم بهجرة الطليان من إيطاليا في الوقت الذي يحاول المهاجرون الأجانب المجازفة بحياتهم لدخول إيطاليا عبر البحر، آملين في حياة أفضل لهم في إيطاليا أو أوروبا. يعرض برنامجها ذو الشعبية الواسعة على القناة الثالثة للتلفزيون الحكومي والقناة الدولية التي يشاهدها المغتربون الإيطاليون في جميع أرجاء العالم. تضيف بنيديتا مبتسمة: «لم يتغير التلفزيون الحكومي كثيرا رغم تبدل إدارته مرارا في السنوات الأخيرة لأنه يعكس الواقع المرير للبلد». وتردف: «البعض قال لي وجودك والمشكلات التي تثيرينها يزعج الكثيرين لكن عدد المتفرجين يزداد باستمرار وتصلني منهم رسائل من أوروبا وآسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية». حين سألتها عما يضايقها في عملها الجدي وطريقتها المحببة والرزينة بآن واحد أجابت بكل وضوح: «كفانا استعراض سيقان الفتيات الغبيات اللاتي يعطين فكرة سيئة عن المرأة الإيطالية وأن دورها لا يتعدى الترفيه الخفيف. العاملون القدماء في التلفزيون لا يحبون نجاح الجيل الجديد، بل يتحينون الفرص للإيقاع بهم والنميمة حولهم». وختمت كلامها قائلة: «سأبقى في إيطاليا مهما كان وآمل أن ينجح رينزي في خططه لإصلاح البلد والمؤسسة، وإذا فشل أرجو أن يجري ذلك بكل احترام وفخر لأنه بذل الجهود بصدق وإخلاص».
عملت بنيديتا التي لا تتجاوز 33 عاما في راديو الفاتيكان قبل انضمامها إلى «الراي» عام 2005، وينصب اهتمامها على المشكلات الاجتماعية التي تستحوذ اهتمام عامة الشعب فتدرسها بعمق وإسهاب وتحضر الحلقات بعناية كبيرة، فهي عنصر أمل جديد في مؤسسة عتيقة بدأت في عشرينات القرن الماضي وتعرضت لكثير من المداخلات الحكومية والمحسوبية للأحزاب والساسة. من يتابع الحلقات اليومية (الجماعة أو المجتمع) التي تقدمها يكتشف شخصية وروح الفرد الإيطالي الذي يعشق الحرية والإبداع ويتمتع بروح الدعابة الإنسانية والمرونة وسهولة التكييف كما يتحلى بالعزم والمثابرة والثبات، لذا ترى نجاحه في الخارج أكثر احتمالا من الداخل، حيث يشعر هذه الأيام بالإحباط والتشاؤم وبأن إيطاليا مقبلة على شفى الانهيار.
في إحدى الحلقات يرى أنزو برتولوزي الذي هاجر إلى كندا منذ 15 سنة وعمل في قطاع البناء ثم نجح في فانكوفر بإقامة فرع لنادي كرة القدم الإيطالي المعروف «إيه سي ميلان» والمهاجر الإيطالي إلى المكسيك الذي أنشأ ناديا سياحيا فخما للسباحة، والمغترب من مدينة بارما الشمالية إلى أستراليا، حيث بدأ في غسل الصحون في المطاعم ثم ابتكر طريقة مسلية لرواية القصص عبر نفخ فقاعات الصابون. قصص المغتربين في الأرجنتين (40 في المائة من سكانها من أصل إيطالي) تشير إلى أمهات المختفين أثناء الحكم العسكري قبل 30 سنة ومظاهراتهم الأسبوعية وهن يطلبن العدالة، أما في البرازيل فنجد بيبي سكيافو في مدينة سان باولو، الذي احترف مهنة الحلاقة وتصفيف الشعر ويفتخر بأنه قص شعر رئيس الجمهورية الإيطالية الأسبق أثناء زيارته للبرازيل. ويصر قائلا: «الطليان مشهورون بموهبتهم في استعمال يدهم». أما في نيويورك فنرى مونيكا كاستليوني مصممة الجواهر الناجحة وهي تصنع جواهر مبتكرة من البرونز حازت إعجاب الأميركيين فقدم متحف الفن الحديث في نيويورك معرضا خاصا لها.
الإيطاليون ينتشرون في أرض الله الواسعة ويوزعون مواهبهم على العالم ساعين للرزق ولو في الصين، والتلفزيون الإيطالي بدأ يفرد حلقات يومية لمتابعة أخبارهم بدل التركيز على برامج المنوعات والمسلسلات والمقابلات السطحية السخيفة، إنما المفاجأة لمن يتابعون إحصاء أعداد المشاهدين بغرض الحصول على أموال الدعايات أن الجمهور يحب البرامج الاجتماعية الجدية الذكية وحسن الإلقاء، كما يقدر المستوى النوعي العالي لتلك البرامج لأنها ممتعة وخالية من الملل لأنها كمرآة تعكس وجه المجتمع الحقيقي والتحديات التي يواجهها، لذا يترقب الحلقة القادمة بشغف.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.