النفط يبدد مكاسبه مع تعهد خادم الحرمين بالسير على نهج المملكة دون تغيير

ارتفع نحو 3 في المائة عقب نبأ وفاة الملك عبد الله

النفط يبدد مكاسبه مع تعهد خادم الحرمين بالسير على نهج المملكة دون تغيير
TT

النفط يبدد مكاسبه مع تعهد خادم الحرمين بالسير على نهج المملكة دون تغيير

النفط يبدد مكاسبه مع تعهد خادم الحرمين بالسير على نهج المملكة دون تغيير

بدد النفط مكاسبه الصباحية في تعاملات اليوم (الجمعة)، بعد أن أكد خادم الحرمين الشريفين السير على نهج المملكة من دون تغيير، وهو ما اعتبرته أسواق النفط إشارة إلى تمسك المملكة بسياستها النفطية من دون تغيير.
وفي التعاملات الصباحية ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت بنحو 2.7 في المائة، كما ارتفعت أسعار عقود النفط الأميركي الخفيف بنحو 3 في المائة، إذ سارت تكهنات في أوساط المستثمرين عن تغيير في السياسة النفطية للمملكة في أعقاب وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله.
لكن تصريحات أدلى بها الملك سلمان، خادم الحرمين الجديد، بددت تلك المكاسب وتراجعت أسعار خام برنت بنحو اثنين في المائة بعد أول خطاب للملك الجديد.
وقال الملك سلمان، في أول كلمة له بعد اعتلائه سدة الحكم: «سنظل بحول الله وقوته متمسكين بالنهج القويم الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز، رحمه الله، وعلى أيدي أبنائه من بعده، رحمهم الله».
وتعامل المستثمرون مع تأكيد الملك على انتهاج السياسة نفسها على أنه إشارة ضمنية تؤكد على استمرار السياسة النفطية للمملكة دون تغيير.
وتنتهج المملكة سياسة نفطية تعتمد على المحافظة على حصتها في السوق بغض النظر عن تراجع الأسعار مع تخمة المعروض.
وكثيرا ما أكد وزير النفط السعودي، علي النعيمي، على أن هبوط أسعار الخام، حتى ولو وصل إلى مستوى 20 دولارا للبرميل، لن يثني السعودية عن الدفاع عن حصتها في السوق.
وفي أواخر العام الماضي قال في تصريحات صحافية: «إذا خفضت الإنتاج، ماذا سيحصل بحصتي في السوق؟ السعر سيرتفع وسيستولى الروس والبرازيليون ومنتجو النفط الصخري الأميركي على حصتي».
وفي سياق متصل، قال رئيس قسم الاقتصاد في وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، في حديث صحافي، إنه من غير المتوقع أن تؤدي وفاة العاهل السعودي الملك عبد ا لله إلى تغيير كبير في السياسة النفطية السعودية.
وقال بيرول، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في دافوس، إنه «بعد وفاة الملك، لا أتوقع تغييرا كبيرا في السياسة النفطية للسعودية»، معربا عن أمله في أن «يبقوا عامل استقرار في الأسواق النفطية، خصوصا في هذه الأيام الصعبة».



«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.