مظاهرات في صنعاء وإب تنديدا بالإرهاب.. واغتيال قيادي حوثي

الحوثيون يختطفون ضابطا كبيرا في المخابرات وعددا من مشايخ أرحب

مظاهرات في صنعاء وإب تنديدا بالإرهاب.. واغتيال قيادي حوثي
TT

مظاهرات في صنعاء وإب تنديدا بالإرهاب.. واغتيال قيادي حوثي

مظاهرات في صنعاء وإب تنديدا بالإرهاب.. واغتيال قيادي حوثي

خرج عشرات الآلاف أمس في العاصمة صنعاء ومحافظة إب في مظاهرات تنديدا بالإرهاب وللمطالبة برحيل الرئيس عبد ربه منصور هادي بسبب تساهله مع الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء وشمال البلاد عموما، وأعلنت المظاهرات الرفض القاطع لدمج الميليشيات مع قوات الجيش، في حين قال العميد عبد الرزاق المؤيد، مدير شرطة العاصمة، إنه تم التوصل إلى هوية المفجر الانتحاري في حادثة نادي ضباط الشرطة الأربعاء الماضي، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 40 خريجا جامعيا كانوا يسجلون للالتحاق بكلية الشرطة، غير أن المسؤول الأمني لم يعلن عن اسم المشتبه به حتى اللحظة، وتكثف السلطات اليمنية من عملها الاستخباري والأمني منذ التفجير الانتحاري، بغية الوصول إلى الجهات والأشخاص المتورطين في العملية.
على صعيد آخر، أكدت مصادر قبلية في أرحب بشمال صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن ميليشيا الحوثي نفذت أمس واحدة من أعنف عمليات الاعتقالات والمداهمات في المنطقة، حيث اختطفت الشيخ علي هادي المراني ومحمد محسن الحقاري، واقتحمت منزل المحامي عبد العزيز هادي المراني واختطفت 3 من أبنائه، كما جرى اختطاف 4 من أسرة فازع المراني، وحمل المصدر الحوثيين في أرحب مسؤولية سلامة أبنائهم المختطفين، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الحوثيين وحتى قبل اجتياحهم لمحافظة عمران وللعاصمة صنعاء «يستهدفون أرحب بصورة خاصة، وقد دمروا كثيرا من المنازل في القرى وشردوا الأسر دون مراعاة لدين أو ضمير»، ونفى المصدر القبلي ما يتردد عن اختباء الشيخ عبد المجيد الزنداني، الداعية اليمني الشهير في أرحب (قريته)، حيث يعتقد أن الحوثيين يبحثون عن الزنداني، وقال إن «الشيخ الزنداني شخصية لها مكانتها على مستوى العالم الإسلامي ولا يمكن أن يختبئ بهذه الطريقة».
في هذه الأثناء، اغتال مسلحان مجهولان يستقلان دراجة نارية أحد قيادات اللجان الشعبية الثورية الحوثية في صنعاء، وقال مصدر أمني بأمانة العاصمة لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» إن رئيس اللجنة الثورية الطبية بالمستشفى العسكري بصنعاء، الدكتور محمد مطهر الشامي، اغتيل ظهر أمس برصاص مسلحين اثنين كانا يستقلان دراجة نارية في شارع 45 بالأمانة، وأردف المصدر الأمني أن «أحد أفراد اللجان الشعبية ويدعى عبد الإله الموشكي شاهد أحد المسلحين، وأثناء محاولته تصويب سلاحه باتجاههما سارع أحد المسلحين اللذين كانا يستقلان الدراجة النارية إلى إطلاق النار عليه مما أدى إلى إصابته، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، وحالته الآن مستقرة»، مبينا أن المسلحين لاذا بالفرار عقب ارتكابهما للجريمة، وتقوم أجهزة الأمن بأمانة العاصمة حاليا بالبحث عنهما تمهيدا لضبطهما وتقديمهما للعدالة. واتهم المصدر الأمني تنظيم القاعدة بالوقوف وراء الحادث.
في سياق آخر، كشفت مصادر محلية في صنعاء أن الحوثيين يواصلون منذ 15 يوما اختطاف مسؤول رفيع المستوى في جهاز المخابرات، دون الإعلان رسميا عن ذلك، ومنذ السادس والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) اختطف المسلحون الحوثيون اللواء يحيى المراني، قائد قطاع الأمن الداخلي بجهاز الأمن السياسي (المخابرات) من منزله في العاصمة صنعاء، وقد اتهمت المخابرات اليمنية الحوثيين باختطاف اللواء المراني، بينما تذكر بعض المصادر أن المخابرات الإيرانية تقف وراء اختطاف المراني الذي يرأس أهم قطاع في المخابرات (الداخلي) والمتعلق بالعلاقات السياسية والدبلوماسية، ولدى المختطف كم كبير من المعلومات التي قد لا تتوفر لكثير من الضباط الكبار في جهاز المخابرات اليمنية.
من ناحية ثانية، يتواصل التوتر في محافظة مأرب بشرق اليمن مع الأنباء عن قرب محاولة الحوثيين اجتياح المحافظة النفطية الهامة، وقد وجه أبناء مأرب رسالة إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي جاء فيها أن «قبائل مأرب خرجت لحماية أرضها، ومصالح اليمنيين، بأمر من الرئيس هادي شخصيا، كونها تحتضن مصالح حيوية من غاز ونفط وطاقة كهربائية»، وأعلنت الرسالة موقف القبائل و«رفضها القاطع لوجود أي ميليشيا أو جماعات إرهابية في مناطقها، وأنها ستقف بكل قوة إلى جانب القوات المسلحة، وترحب بها لحفظ الأمن والاستقرار، وإبعاد مأرب عن النزاعات السياسية والحروب العبثية»، على حد تعبير الرسالة التي حملت الجميع «مسؤوليتهم تجاه مأرب وأهلها ومصالح اليمنيين وثرواتهم التي في حال حدثت حرب، فقد تفلت الأمور، وتتدخل جهة ثالثة لديها مصالح وأجندات خارجية».
في ذات السياق قالت مصادر قبلية متطابقة في الجوف ومأرب إن مجاميع مسلحة من أبناء قبائل الجوف وصلت إلى عدد من مناطق محافظة مأرب للمساهمة في حماية المحافظة والمنشآت الحيوية فيها من نفط وغاز وكهرباء، وذلك خشية اجتياح الحوثيين لها.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».