انضمّت الفنانة اللبنانية هبة طوجي إلى لائحة الفنانين اللبنانيين الذين التحقوا ببرنامج «ذا فويس» في نسخته الفرنسية بهدف نشر موهبتهم الغنائية عالميا. فبعد جوني معلوف الذي كان أول الغيث، فشارك في «ذا فويس» في موسمه الأول، وأنطوني توما الذي شارك في البرنامج نفسه في موسمه الثاني، وآلين لحود التي التحقت بالقافلة نفسها عام 2014 (أي في الموسم الثالث منه)، ها هي المغنية اللبنانية متعددة المواهب هبة طوجي تخوض التجربة نفسها هذا العام في «ذا فويس 4».
ورغم أن توما وصل إلى مرحلة النهائيات، فإن الحظ لم يحالفه يومها ليكون صاحب لقب «ذا فويس»، لا سيما أن المغنية الفرنسية جنيفر التي ساندته طيلة مشواره في البرنامج (كان من ضمن فريقها الغنائي المشرفة على تدريبه)، قد تخلّت عنه في مرحلة التصفيات نصف النهائية، لتعطيه 15 علامة فقط مقابل 35 لمنافسه المشترك الفرنسي أوليمب، مما أدى إلى خروجه من البرنامج، إلا أن اللبنانيين لم ينسوا طعنتها هذه له، كما وصفها كثيرون، كون هذه العلامة تشكّل ثلث العلامة الإجمالية للمدرب، في حين يمنحه الجمهور الثلثين منها. هذا التصرف من قبل جنيفر أغضب الشارع اللبناني يومها، مما دفعه إلى اعتبار أن البرنامج لا يتمتع بالمصداقية المطلوبة، وأن تعصّب الفنانة المذكورة لفرنسيتها حال دون ذلك، لا سيما أن توما حصل حينها على أعلى نسبة تصويت من قبل المشاهدين.
هذا الأمر لم يمنع آلين لحود ابنة المطربة الراحلة سلوى القطريب، من أن تقوم بالمحاولة نفسها عام 2014 وتقرر المشاركة في البرنامج الذي تعرضه القناة الفرنسية (TF1) تاركة وراءها بطولة مطلقة لمسرحية غنائية من تأليف عمّها روميو لحود (شقيق والدها ناهي لحود). الحظ لم يحالف أيضا لحود، رغم أنها جعلت المدربين الـ4 أعضاء لجنة الحكم المشرفين على اختيار أصوات المشاركين، يلتفون بكراسيهم بسرعة ليضغطوا على الزر الأحمر في فقرة الاختبار السمعي (blind test) في البرنامج تعبيرا عن إعجابهم بصوتها، وذلك خلال أدائها أغنية «خدني معك» لوالدتها الراحلة.
ولم يطل مشوار لحود في البرنامج، إذ خرجت منه في القسم الأول لمرحلة المواجهة. وعقدت آلين لحود مؤتمرا صحافيا عقب خسارتها هذه، ولمحت خلاله إلى إصابتها بالمرض قبيل يوم من إطلالتها على المسرح في مرحلة المواجهة، وإلى أن الفنان العالمي اللبناني الأصل ميكا (أحد أعضاء لجنة التحكيم في البرنامج)، تخلى عنها ولم ينقذها بفعل روابط جذورهما اللبنانية كما كان يتوقع البعض، مما أدى إلى خروجها من «ذا فويس» فرنسا، في وقت مبكر.
ولكن كل هذه التجارب غير المشجعة لم تثن هبة طوجي عن خوضها هي أيضا هذه المحاولة، فهبة التي تتمتع بخامة صوتية رائعة جعلت أسامة الرحباني يتمسّك بها، وينتج لها ألبوماتها الغنائية ومسرحيات استعراضية وغيرها من الأعمال الفنية، أظهرت مدى أهمية الموهبة الفنية التي تتمتع بها، حيث وجدت في أن هذه التجربة قد تفيدها على صعيد الانتشار العالمي، فلمَ لا تقدم عليها هي التي تتمتع بجميع العناصر التي تخول لها النجاح؟
واللافت في مشاركة هبة طوجي في برنامج «ذا فويس» الفرنسي، هو اختيارها من قبل القيمين عليه للترويج لموسمه الرابع، من خلال إعلان مصور شاركت فيه الفنانة اللبنانية من خلف عازل أظهر منها خيالها فقط، وهي تؤدي ولثوانٍ قليلة أغنية «moulins de mon Coeur» للمغني الفرنسي ميشال لو غران، والمعروفة بالإنجليزية بـ«windmills of your mind»، التي غنّتها هبة طوجي بالعربية تحت عنوان «لا بداية ولا نهاية». وهذا الأمر كان بمثابة دلالة واضحة على أن هبة طوجي استطاعت أن تأسر بصوتها لجنة الحكم المشرفة على البرنامج، وكذلك على إعجاب الصحافيين الفرنسيين، فكتبوا بأقلامهم يشيدون بصوتها وبأدائها اللذين جعلاها تتأهل إلى مرحلة الاختبار المباشر.
وفي اتصال هاتفي مع هبة طوجي، رفضت إعطاءنا أي تصريح يتعلق بهذا الشأن قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «لا أستطيع إفادتكم بأي انطباع أو أي حديث حول هذا الموضوع لأنني غير مخولة بالقيام بذلك حاليا». وأضافت: «كل ما يمكنني قوله إنه تم عقد مؤتمر صحافي في فرنسا من قبل القيمين على البرنامج، غنيّت فيه مباشرة الأغنية الخاصة بالإعلان الترويجي للبرنامج في موسمه الرابع (les moulins de mon Coeur) وكتبت الصحافة الفرنسية تعليقاتها بهذا الشأن».
ورغم أن الإعلان تضمن مقطعا صغيرا بصوت هبة تؤدي فيه الأغنية بالفرنسية، فإنه يُتوقع أن تكون قد غنتها بأكثر من لغة، مما أسر انتباه المدربين الـ4، وجعلهم يتهافتون على ضمها، كل من ناحيته، إلى فريقه.
وكان برنامج «ذا فويس» في نسخته الفرنسية قد أعلن عن موعد انطلاق موسمه الرابع (في 10 يناير «كانون الثاني» 2015)، في مؤتمر صحافي عقد في مكاتب البرنامج الواقعة في مدينة (بولونيا) الفرنسية في 17 ديسمبر (كانون الأول). وقد تم خلاله الكشف عن الشخصية الفنية «زازي»، التي ستحل مكان المغني الفرنسي «غارو»، بعدما أعلن مغادرته البرنامج والتوقف عن قيامه بمهمته مدربا للمواهب المشاركة فيه.
وبذلك تصبح لجنة الحكم في البرنامج مؤلفة من المغنين الفرنسيين فلوران بانييه وجينيفر، إضافة إلى ميكا (من أصول لبنانية) و«زازي» التي وصف استبدالها بـ«غارو» بغير المناسب في تعليقات لبعض الفرنسيين على شبكات التواصل الاجتماعية، مثل «فيسبوك» و«تويتر».
ومن جهتها، فقد وضعت الصفحة الرسمية للبرنامج إعلانا ترويجيا عن انطلاق الموسم الرابع كتبت تحته «هبة أول موهبة نسائية يكشف عنها «ذا فويس4»). وكانت مجلة «لو فيغارو» الفرنسية أول من أكد رسميا أن المشتركة التي تم اختيارها للترويج للإعلان التلفزيوني للبرنامج هي الفنانة هبة طوجي. وكتبت في هذا الصدد: «هي أيضا ممثلة ومخرجة، وتجيد الغناء بالفرنسية والإنجليزية والعربية. قدّمت 3 أعمال مسرحية غنائية وألبوما غنائيا، وصورت كليبا غنائيا مع الفرنسي فابريس برغوتي منتج فيلم (ذا فرنسيس) لبطلته المغنية جنيفر (عضو في لجنة ذا فويس)، الأمر الذي قد يكون أسهم بصورة غير مباشرة في اختيارها في البرنامج».
إلا أن منتج ومدير أعمال هبة طوجي أسامة الرحباني أوضح هذا الأمر قائلا في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «كل ما في الأمر أن برغوتي وقّع لها كليب أغنيتها (خلص)، وانتهت علاقتنا به عند هذا الحدّ، وأي شيء أثير حول هذا الموضوع وعن تأثيره على مشاركة هبة في (ذا فويس) غير صحيح ومجرّد تكهنات من أهل الصحافة ليس أكثر».
أما موقع « «pure peopleإحدى الوسائل الإعلامية الإلكترونية الشهيرة في فرنسا، فعلّق على إطلالة هبة طوجي في المؤتمر الصحافي بالقول: «المؤتمر الصحافي استهل بقوة مع عرض لإحدى المواهب الغنائية لهذا الموسم من (ذا فويس 4)، التي كانت مختبئة وراء حاجز شفاف (paravent) حجب صورتها عنا». وتابع الموقع وصفه لهبة طوجي: «أداء خارق اقشعرت له الأبدان بشهادة المدربين الـ4. واكتشفنا فيما بعد أنه يعود لـ(هبة) المرأة الشابة والجميلة صاحبة الصوت الذهبي».
وعما إذا ما تقوم به هبة يصب في خانة الوصول إلى العالمية أجاب أسامة الرحباني: «لا شك في أن مشاركتها هذه ستسهم في انتشارها عالميا، فهي تجربة غير عادية وغير مألوفة أرادت هبة خوضها من دون تردد وأنا معها في هذا الصدد». وعلّق أسامة حول رأيه عن شعور الخوف الذي انتاب اللبنانيين فور معرفتهم بالأمر، من خلال إمكانية ملاقاتها مصير من سبقها من الفنانين أبناء بلدها، الذين شاركوا في البرنامج منذ موسمه الأول، فرد بالقول: «الموهبة الفنية التي تملكها هبة ليست عادية، فقد أثبتت عن جدارة أنها فنانة ذات مستوى رفيع وأن قلّة هي نسبة الفنانين مثلها، ولذلك كان علينا دخول هذه التجربة ونحن متفائلون بنتائجها وليس العكس». ولكن ماذا عن التعصب الذي يسكن مبادئ بعض أعضاء لجنة الحكم فيطيح بكل العناصر الصحيحة والموجبة لفوزها، ويؤدي في النهاية إلى إلحاق الأذى بهبة، كما حصل مع أنطوني توما مثلا، أجاب: «لا يسعنا إلا أن نتفاءل بالخير، فلا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي من أجل فرضية قد تكون صحيحة أو العكس».
وفي انتظار أن يُفكّ الأسر عن أحاديث هبة طوجي للصحافة بعيد بداية عرض البرنامج على التلفزيون الفرنسي (TF1)، فتنقل انطباعاتها المباشرة عن هذه التجربة، فإن اللبنانيين يمسكون قلوبهم بأيديهم من ناحية، وبهواتفهم الجوالة من ناحية ثانية، لمساندتها، من خلال تصويتهم المباشر لها في المراحل المقبلة من البرنامج، على أمل أن تكسر هبة طوجي قاعدة استبعاد المشتركين اللبنانيين من البرنامج وتفوز باللقب.
هبة طوجي تنضم لبرنامج «ذا فويس» بنسخته الفرنسية لنشر موهبتها الغنائية
أسامة الرحباني: التجربة ستسهم في انتشارها عالميا.. وأنا أساندها
هبة طوجي تنضم لبرنامج «ذا فويس» بنسخته الفرنسية لنشر موهبتها الغنائية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة