مليونا نازح من الأنبار والموصل وديالى في إقليم كردستان

عددهم في بعض المناطق يفوق السكان الأصليين

غالبية النازحين يوجدون بالترتيب في دهوك ثم أربيل ثم محافظة السليمانية من حيث العدد
غالبية النازحين يوجدون بالترتيب في دهوك ثم أربيل ثم محافظة السليمانية من حيث العدد
TT

مليونا نازح من الأنبار والموصل وديالى في إقليم كردستان

غالبية النازحين يوجدون بالترتيب في دهوك ثم أربيل ثم محافظة السليمانية من حيث العدد
غالبية النازحين يوجدون بالترتيب في دهوك ثم أربيل ثم محافظة السليمانية من حيث العدد

أعلن المكتب الإقليمي لوزارة الهجرة والمهجرين العراقية في إقليم كردستان أمس، أن أعداد النازحين في محافظات الإقليم كافة وصلت إلى نحو مليوني نازح من مناطق أخرى في العراق، مؤكدا أن محافظة دهوك تأتي في المرتبة الأولى من حيث إيوائها العدد الأكبر من النازحين العراقيين ومن ثم تأتي محافظة أربيل بالمرتبة الثانية ومحافظة السليمانية بالمرتبة الثالثة، فيما أكد قائمقام قضاء شقلاوة السياحي التابع لأربيل أن أعداد النازحين في القضاء وصل إلى 35 ألف شخص وبذلك فاق عددهم عدد سكان شقلاوة الأصليين.
وقالت عاليا البزاز مسؤولة المكتب الإقليمي في وزارة الهجرة والمهجرين العراقية في إقليم كردستان، لـ«الشرق الأوسط»: «إن أعداد النازحين في إقليم كردستان بلغت نحو مليوني نازح من مناطق الأنبار وديالى والموصل وصلاح الدين، غالبية هذا العدد يوجدون في دهوك بالمرتبة الأولى، ومن ثم أربيل التي تأتي بعد دهوك في المرتبة الثانية من حيث عدد النازحين وثم محافظة السليمانية التي تأتي في المرتبة الثالثة، وهم موزعون ما بين الذين يعيشون في المخيمات والذين يسكنون خارج المخيمات في مدن الإقليم».
وتابعت البزاز: «الحكومة الاتحادية وزعت منحة المليون دينار على 95 في المائة من هؤلاء النازحين، أوقفنا التوزيع لمدة أسبوعين بسبب عدم وجود مبالغ كافية لتوزيعها على النازحين الذين لم يتسلموا المنحة لحد الآن، وأمس بدأنا مرة أخرى بتوزيع المنحة، هذا بالإضافة إلى إننا نوزع وباستمرار المساعدات على النازحين ونوفر لهم احتياجاتهم الضرورية من أجهزة وأغراض منزلية».
موجات النزوح من المحافظات العراقية بدأت بالتدفق إلى الإقليم منذ بداية العام الحالي 2014، وازدادت كثافتها مع دخول تنظيم داعش العراق وسيطرته على مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق في يونيو (حزيران) الماضي، وما آلت إليه من سقوط للمحافظات السنية الأخرى الواحدة تلو الأخرى، فاكتظت مدن الإقليم بأعداد هائلة من النازحين الذين تركوا كل شيء ولجأوا إلى الإقليم الكردي الذي وجدوا فيه الأمان الذين كانوا يبحثون عنه.
ويعتبر قضاء شقلاوة واحدا من الأقضية التابعة لمحافظة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، فهي تقع على بعد (50 كلم شمال شرقي أربيل)، وتعد من المدن السياحية في كردستان العراق، أصبحت هذه المدينة مركزا للنازحين القادمين من محافظة الأنبار بعد تدهور الأوضاع الأمنية في تلك المحافظة منذ يناير (كانون الثاني) الماضي.
وقال رزكار حسن، قائمقام قضاء شقلاوة، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «بلغت أعداد النازحين حسب آخر إحصائية في قضاء شقلاوة 6 آلاف عائلة، أي بواقع (35 ألف شخص)، وهم موزعون في مركز القضاء والنواحي والقرى التابعة له، في المقابل يبلغ عدد سكان شقلاوة الأصليين نحو 26 ألف شخص، حيث فاق عدد النازحين عدد سكانها الأصليين».
وتابع حسن: «أبرز المشكلات التي يواجهها النازح تتمثل في مشكلات الحصول على السكن والإيجارات، ومشكلات التربية، نحن فتحنا 3 مدارس للنازحين في مركز المدينة، الآن نعاني من مشكلات نقل الطلبة إلى المدارس من أماكن سكناهم، فهذه المدارس موجودة وسط المدينة، وأكثر الطلبة يسكنون ضواحي شقلاوة، كذلك هناك مشكلات في القطاع الصحي من حيث قلة الأجهزة والمستلزمات الطبية والأدوية، فعدد المرضى في صفوف النازحين كبير جدا لأنهم لم يعتادوا على مناخ شقلاوة البارد وكذلك منازلهم غير مهيأة بأجهزة التدفئة اللازمة».
وأشار قائمقام شقلاوة إلى أن المساعدات المقدمة للنازحين ليست بالمستوى المطلوب، وأضاف: «حقيقة وزارة الهجرة والمهجرين العراقية مقصرة بحق النازحين في شقلاوة، أما حكومة الإقليم فهي قدمت للنازحين كل ما بوسعها تقديمه، وهنا أناشد الحكومة الاتحادية ووزاراتها خاصة وزارة الصحة ووزارة الهجرة والمهجرين ووزارة النفط، فنحن في فصل الشتاء ونحتاج إلى مادة النفط الأبيض لتوزيعها على العوائل، وكذلك نطلب المنظمات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة بالمساهمة في مساعدة النازحين».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».