إنشاء مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الثقافي الإسلامي في قلب كابل

يهدف لنشر الوسطية بين الشباب وإبعادهم عن التطرف

محمد الحقباني المستشار الاقتصادي بوزارة المالية السعودية اثناء التوقيع على العقد ومن الجانب الافغاني محمد يوسف نيازي وزير الحج والشؤون الاسلامية (خاص بـ «الشرق الاوسط»)
محمد الحقباني المستشار الاقتصادي بوزارة المالية السعودية اثناء التوقيع على العقد ومن الجانب الافغاني محمد يوسف نيازي وزير الحج والشؤون الاسلامية (خاص بـ «الشرق الاوسط»)
TT

إنشاء مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الثقافي الإسلامي في قلب كابل

محمد الحقباني المستشار الاقتصادي بوزارة المالية السعودية اثناء التوقيع على العقد ومن الجانب الافغاني محمد يوسف نيازي وزير الحج والشؤون الاسلامية (خاص بـ «الشرق الاوسط»)
محمد الحقباني المستشار الاقتصادي بوزارة المالية السعودية اثناء التوقيع على العقد ومن الجانب الافغاني محمد يوسف نيازي وزير الحج والشؤون الاسلامية (خاص بـ «الشرق الاوسط»)

العاصمة الأفغانية كابل كانت على موعد يوم الجمعة الماضي مع حدث كبير في إطار الخطوات المتواصلة نحو مزيد من التقارب بين الشعبين الأفغاني والسعودي وتعزيز العلاقات بين البلدين قيادة وشعبا، وهو التوقيع على اتفاق يقضي ببناء أول وأكبر مركز ثقافي إسلامي من نوعه في المنطقة على تلة «مرنجان» المطلة على العاصمة. المركز أطلق عليه اسم «مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الثقافي الإسلامي» وهو مجمع يشمل مسجدا كبيرا يتسع لأزيد من 10 آلاف مصل، ومركزا لتعليم اللغة العربية للأفغان بشكل مجاني، ودارا لحفظ القرآن الكريم، وقاعة كبيرة للمؤتمرات والندوات إضافة إلى ساحات انتظار للسيارات.
المركز سيشيد بمساعدة سعودية كاملة هدية للشعب الأفغاني. ومن المقرر أن تستغرق عملية البناء عامين ونصف على مساحة تبلغ نحو 18 ألف متر مربع. وتجدر الإشارة إلى أن تلة مرنجان كانت الجماعات المسلحة تتخذ منه مقرا للعمليات العسكرية وقصف العاصمة كابل أثناء الحرب الأهلية في تسعينات القرن الماضي.
سفير المملكة العربية السعودية في كابل مسفر بن عبد الرحمن الغاصب الذي حضر عملية تسليم الأرض من الحكومة الأفغانية لمباشرة عملية البناء، قال، إن «المركز سيكون نموذجا لبث روح التسامح والأخوة والإسلام المعتدل»، مضيفا أن «جميع الخدمات التي سيقدمها مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الثقافي الإسلامي ستكون بشكل مجاني للشعب الأفغاني». وأشارت الشركة الاستشارية التي وقعت على مذكرة التفاهم لبدء مشروع البناء بأنها خلال 4 أشهر من الآن ستبدأ عملية البناء بصورة رسمية، وأن المركز سيكون جاهزا خلال 24 شهرا على أبعد تقدير.
وزير الشؤون الإسلامية والحج في الحكومة الأفغانية محمد يوسف نيازي الذي حضر أيضا عملية التوقيع على الاتفاق عبر عن خالص شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على هذه اللفتة الكريمة، مشيرا إلى أن الشعب الأفغاني كان تواقا لهذا المركز منذ زمان بعيد وأنه سيلعب دورا مهما في نشر الوسطية بين الشباب الأفغان الذي يصبحون في كثير من الأحيان فريسة للتطرف والأفكار الهدامة.
الحكومة الأفغانية تعاني دائما من الأفكار المتطرفة التي تقول إنها تستورد من خارج حدودها خاصة في تلك المدارس الدينية التي يتعلم فيها الطلبة الأفغان في المدن الباكستانية المختلفة الذين يشكلون ركيزة مقاتلي طالبان المسلحة التي تقاتل النظام السياسي الجديد في أفغانستان. كما يتم تدريبهم على تنفيذ عمليات انتحارية وفقا للسلطات الأفغانية. وبعد إنشاء وبناء مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الثقافي الإسلامي فإن الفرصة ستتاح لمئات من طلبة الأفغان الراغبين في تعلم اللغة العربية والشؤون الإسلامية في داخل أفغانستان وبالتالي فإنهم سيكونون في مأمن من الأفكار الهدامة التي تدعوا إلى قتال المسلمين وتستعمل الشباب البسطاء.
وقد ذكر ذبيح الله قريشي أستاذ مادة الثقافة الإسلامية في جامعة البيروني في كابل، أن خطوة بناء مركز إسلامي بتمويل من المملكة العربية السعودية خطوة إيجابية ومهمة في سبيل بناء جيل من الشباب يستقي العلوم الدينية والثقافية من مصادرها الأصلية المعتدلة، وأن المركز سيساعد في نشر وبث روح التسامح والاعتدال في أوساط الأفغانيين الذين عانوا ولا يزالون من التطرف والتشدد على مدة 3 عقود ماضية.
وأضاف قريشي أن «على الحكومة الجديدة في أفغانستان الاستفادة من هذا المركز المرتقب في استقطاب جميع طلبة الأفغان الذين يذهبون إلى خارج البلاد للالتحاق بالمدارس الدينية التي لا تقدم إلا الكراهية والتطرف على حد قوله».
ويشير المراقبون إلى أن بناء مركز إسلامي بتمويل من المملكة العربية السعودية وبهذا الحجم في قلب كابل لا شك أنه سيساعد في إحلال الأمن والاستقرار في أفغانستان التي دمرتها الحرب المستمرة منذ أكثر من 30 عاما. وأن المركز سيكون لبنة في نشر الوعي والتسامح والأفكار المعتدلة بين أوساط الشباب الأفغان، كما أنه سيساعد الحكومة الأفغانية في إنجاح عملية المصالحة مع معارضيها المسلحين.
مع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية عقب الانتخابات الرئاسية الأفغانية الأخيرة واصلت المملكة العربية السعودية وبتوحيهات من خادم الحرمين الشريفين مساعداتها السخية للشعب الأفغاني خاصة لمتضرري الكوارث الطبيعية وانزلاقات التربة خاصة في شمال البلاد بولاية بدخشان، حيث أرسلت السعودية مؤخرا مساعدات شملت المواد الغذائية الأساسية والملابس الدافئة لسكان تلك المناطق على متن حمولة طائرتين قبل أسبوعين.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.