مجلس الأمن يبحث مطالبة جيران سوريا والعراق بمصادرة صهاريج نفط «داعش»

التنظيم الإرهابي يحقق دخلا بين 850 ألفا و1.6 مليون دولار يوميا من تهريب البترول والآثار

مجلس الأمن يبحث مطالبة جيران سوريا والعراق بمصادرة صهاريج نفط «داعش»
TT

مجلس الأمن يبحث مطالبة جيران سوريا والعراق بمصادرة صهاريج نفط «داعش»

مجلس الأمن يبحث مطالبة جيران سوريا والعراق بمصادرة صهاريج نفط «داعش»

يناقش مجلس الأمن الدولي اليوم (الأربعاء) توصيات قدمتها لجنة بالأمم المتحدة ترمي إلى تجفيف مصادر تمويل تنظيم داعش في العراق والشام من خلال مصادرة صهاريج النفط كافة والشاحنات التي تنقل النفط من وإلى المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش» في العراق وسوريا، ومصادرة القطع الأثرية التي يهربها «داعش»، ووقف أي تداولات وتعاملات للآثار المهربة، ووقف رحلات الطيران كافة لمنع «داعش» من الحصول على بضائع وأسلحة.
وترأست الاجتماع وزيرة الخارجية الأسترالية، جولي بيشوب، التي ترأس بلادها الدورة الحالية لمجلس الأمن. ويناقش الدول الأعضاء كيفية تعزيز جهود المجتمع الدولي لمواجهة خطر «داعش» وإصدار قرار لتجفيف مصادر تمويل «جبهة النصرة» في سوريا.
وكان فريق من 8 خبراء تابعين للجنة الأمم المتحدة المسؤولة عن تطبيق العقوبات المفروضة على التنظيمات الإرهابية، أصدر مساء الاثنين توصياته في 35 صفحة وقام بتوزيعها على الدول الأعضاء في مجلس الأمن. وشدد التقرير على أن تهريب كل من النفط والآثار، إضافة إلى قدرة «داعش» على الاستفادة من شبكات التهريب الراسخة، يحقق للتنظيم الإرهابي مصادر حيوية للتمويل.
وأوصي التقرير بأن يصدر مجلس الأمن قرارا يطالب الدول الحدودية المجاورة لسوريا والعراق بأن تقوم بمصادرة كل الصهاريج والحمولات والشحنات الآتية من المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين أو الحمولات المتجهة إليها. وأشار التقرير إلى تركيا بشكل خاص كبلد عبور رئيسي لنفط «داعش».
وأوصى التقرير بفرض حظر على تجارة القطع الأثرية المهربة من سوريا والعراق، وذلك للتصدي لعمليات النهب التي تستهدف المناطق التاريخية والأثرية في كل من سوريا والعراق. ومن بين التوصيات، أن يمتنع الدول عن الإذن للطائرات في الهبوط أو الإقلاع إذا كانت قادمة أو تنوي الذهاب إلى الأراضي التي تسيطر عليها المجموعات الإرهابية.
وطالب تقرير فريق الخبراء بوضع الوسطاء والمتعاملين مع «داعش» في السوق السوداء على لائحة العقوبات، كذلك فرض عقوبات على الذين يقومون بعملية الدعاية للتنظيمات الإرهابية واستخدام الصراع السوري ذريعة لطلب التبرعات، وتوليد موارد بملايين الدولارات لتلك الجماعات الإرهابية.
وطالب الخبراء بمزيد من تبادل المعلومات بين الحكومات، واتخاذ التدابير من قبل جميع الدول لاستهداف مبيعات الأسلحة وتجفيف مصادر التمويل من بيع النفط المهرب وتهريب الآثار واللوحات الفنية.
وقال واضعو التقرير إن فرض العقوبات ومصادرة صهاريج وشحنات النفط التابعة لـ«داعش»، لا يمكنها أن تمنع بشكل حاسم شبكات التهريب التي أنشئت منذ فترة طويلة، خاصة مع سهولة اختراق الحدود والطرق البرية، لكن الخبراء أوضحوا أن تلك العقوبات يمكن أن تلعب دورا في عرقلة قدرات تنظيم داعش و«جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم القاعدة، وأن تضع عراقيل تصعب عملية التهريب وتقلص شبكات التهريب المتحالفة مع تنظيم داعش.
ويحقق تنظيم داعش أرباحا من بيع النفط ما بين 850 ألف دولار إلى 1.65 مليون دولار يوميا، حيث يعتمد على أسطول من الصهاريج التابعة لوسطاء يتولون تهريب النفط من المناطق التي يسيطر عيها «داعش» وبيعه في السوق السوداء. لكن التقرير لم يذكر الطرق التي تسلكها صهاريج النفط لتهريب النفط للخارج وبيعه في السوق السوداء.
وقد سبق لمجلس الأمن إصدار قرار لمنع انتقال المقاتلين الأجانب إلى سوريا والانضمام إلى صفوف التنظيمات الإرهابية. وشدد القرار الذي أصدره مجلس الأمن في سبتمبر (أيلول) الماضي على هامش اجتماعات الأمم المتحدة على دور الدول في منع المقاتلين الأجانب من العبور بأراضيهم وأوصى قرار لمجلس الأمن في أغسطس (آب) الماضي بتجفيف مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا وهدد بفرض عقوبات على الدول التي لا تلتزم القرار. وتشير التقديرات إلى أن «داعش» لديه ما بين 20 ألفا إلى 30 ألف مقاتل، من بينهم مئات من المقاتلين الأجانب من 80 دولة.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.