إسرائيل تسمح بدخول مئات الشاحنات إلى غزة

الأمم المتحدة تعتزم التحقيق في استهداف الجيش الإسرائيلي لمقراتها داخل القطاع

إسرائيل تسمح بدخول  مئات الشاحنات إلى غزة
TT

إسرائيل تسمح بدخول مئات الشاحنات إلى غزة

إسرائيل تسمح بدخول  مئات الشاحنات إلى غزة

قال رائد فتوح، رئيس لجنة تنسيق إدخال البضائع إلى قطاع غزة، إن إسرائيل أدخلت عبر معبر كرم أبو سالم أمس 300 شاحنة.
ونقلت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) عن فتوح القول إن الشاحنات التي تقرر إدخالها محملة ببضائع للقطاعات التجارية والزراعية، والمساعدات والمواصلات.
وأوضح أنه سيتم ضخ كميات من البنزين وسولار المواصلات وغاز الطهي فقط.
ويعد معبر كرم أبو سالم المعبر التجاري الوحيد حاليا الذي تدخل منه البضائع والوقود إلى قطاع غزة، وتغلقه سلطات الاحتلال يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع.
من جهة ثانية، قال متحدث باسم الأمم المتحدة أول من أمس، إنه جرى تشكيل لجنة تحقيق داخلي مستقلة للتحقيق في الأضرار التي لحقت بمباني الأمم المتحدة خلال الحرب الأخيرة في قطاع غزة.
يأتي هذا التحقيق بعدما اتهم مسؤولو الأمم المتحدة والفلسطينيون إسرائيل بتعمد استهداف مدارس الأمم المتحدة، التي كان الفلسطينيون يحتمون فيها من القصف الإسرائيلي.
وقالت إسرائيل إن مقرات الأمم المتحدة كانت تستخدم من جانب عناصر حركة حماس لتخزين الأسلحة والصواريخ خلال الحرب التي استمرت 50 يوما.
وبهذا الخصوص، قال فرحان حق، المتحدث باسم الأمم المتحدة: «ستراجع اللجنة وتحقق في عدد من الحوادث المحددة التي أسفرت عن حدوث وفيات، أو إلحاق أضرار بمباني الأمم المتحدة»، مشيرا إلى أنه سيتم أيضا التحقيق في الحوادث التي تم خلالها العثور على مجموعة من الأسلحة في مباني الأمم المتحدة.
وسيترأس اللجنة التي شكلها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الهولندي باتريك كامارت، وستضم أعضاء آخرين من الأرجنتين والولايات المتحدة الأميركية، وكندا، والهند.
وكانت الهجمات عبر الحدود في غزة، التي انتهت بهدنة في 26 أغسطس (آب) الماضي، قد أودت بحياة أكثر من 2100 فلسطيني و70 إسرائيليا. وأثناء هذا النزاع قتل مدنيون فلسطينيون كانوا يحتمون في مدارس تابعة للأمم المتحدة، وتم إبلاغ إحداثياتها للجيش الإسرائيلي، في قصف تم خلال 3 مناسبات متفرقة.
إلا أن إسرائيل نفت أن تكون قد استهدفت عمدا مدنيين في ملاجئ الأمم المتحدة، وقالت إن مقاتلي حركة حماس استخدموا مقر المنظمة، بعدما تم العثور على أسلحة في مباني مهجورة تابعة للمنظمة الدولية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».