مسيرة نسائية لـ«الحراك التهامي» ضد الوجود الحوثي

بعد سيطرة الحركة على قلعة «الكورنيش» التاريخية وميناء الحديدة

مسيرة نسائية لـ«الحراك التهامي» ضد الوجود الحوثي
TT

مسيرة نسائية لـ«الحراك التهامي» ضد الوجود الحوثي

مسيرة نسائية لـ«الحراك التهامي» ضد الوجود الحوثي

شهدت محافظة الحديدة، غرب اليمن، أمس، مسيرة نسائية احتجاجية رافضة لوجود جماعة الحوثيين المسلحة في تهامة، في وقت يسعى فيه الحوثيون لبسط سيطرتهم على محافظة الحديدة بعد سيطرتهم على قلعة «الكورنيش» التاريخية على ساحل البحر الأحمر، وسيطرتهم على ميناء الحديدة، ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن، بعد إنشاء نقاط أمنية تابعة للحوثيين للميناء بغرض الحراسة.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر خاصة أن «الحراك التهامي السلمي في مدينة الحديدة (غرب اليمن)، أعلن تصعيد احتجاجاته للمطالبة بخروج مسلحي الحوثي من محافظتهم، وأن هناك مسيرة جماهيرية حاشدة يشارك فيها جميع مكونات الحراك التهامي وأبناء تهامة ستكون الأسبوع المقبل، بالإضافة إلى مسيرة طلابية، أيضا رافضة للوجود الحوثي في تهامة».
وقالت أسوان عثماني المروعي، الناشطة الحقوقية والسياسية في الحراك التهامي السلمي، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، إننا «من أمام قلعة تهامة التاريخية، قلعة (الكورنيش)، نرفع أصواتنا بقوة للمطالبة بخروج ميليشيات الحوثي العسكرية المسلحة دون قيد أو شرط وتحرير قلعة تهامة المستعمرة من قبل ميليشيات الحوثي المسلحة، لتعود تهامة كما كانت قبل عدة أيام منطقة آمنة ومسالمة، يعيش سكانها بكل أمن وسلام حتى مجيء الحوثي بقواته العسكرية مغتصبا الحياة الآمنة والأمن والسلام». وأضافت: «نحن صامدون، صامدون، صامدون حتى طرد الميليشيات الحوثية من تهامة التي تعمل على إقلاق سكينة وأمن وأمان أبناء تهامة».
وأعلنت الناشطة في الحراك التهامي السلمي استنكارها واستنكار أبناء تهامة الشديد من موقف الدولة ودعمها اللوجيستي والعسكري لجماعة الحوثي المسلحة، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «إننا نستنكر الدعم اللوجيستي والعسكري الذي يلقاه الحوثيون من الدولة ممثلة بمشاركة الحرس الجمهوري لاحتلال تهامة بالقوة العسكرية الحوثية».
وأضافت أسوان المروعي: «إن الأمور غير واضحة من دعم الرئيس السابق علي عبد الله صالح لجماعة الحوثيين المسلحة، لكن الواضح أن الحرس الجمهوري هو من يقوم بالعمليات العسكرية في الحديدة واحتلالهم قلعة (الكورنيش)، والحرس الجمهوري بحد ذاته يتبع الرئيس السابق على عبد الله صالح»، متسائلة: «لماذا يريدون الإبادة للشعب التهامي الأبي الحر؟!».
وطالبت أسوان المروعي، الناشطة في الحراك التهامي السلمي، من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ووزراء الداخلية والدفاع والإدارة المحلية وإدارة الأمن بمحافظة الحديدة معرفة وتوضيح «لماذا كل هذه القوات العسكرية، بمشاركة الحرس الجمهوري، لمواجهة أبناء تهامة المسالمة والبريئة والأكثر أمنا في كل أنحاء الجمهورية؟ وهل قوات الحرس الجمهوري تتبع الدولة؟ ام أن الدولة هي التي تتبع ميليشيات الحوثي؟».
ووجهت أسوان عثمان رسالتين: الأولى إلى جماعة الحوثيين المسلحة مطالبة إياهم بالخروج من الحديدة ومن قلعة «الكورنيش» ومن تهامة بشكل عام دون قيد أو شرط. والثانية إلى الرئيس هادي مطالبة إياه بإعطاء الإجابة السريعة ومعرفة لماذا تريد الدولة إبادة الشعب التهامي الأكثر أمنا وسلامة في الجمهورية؟!
من جهة أخرى، يقول الدكتور حميد المخلافي، المحاضر في العلوم السياسية بجامعة الحديدة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «أ(نصار الله) لم يستطيعوا إيضاح أهدافهم وإقناع الناس بانتشارهم في المحافظات كما استطاعوا إيضاح أهداف ثورتهم المتمثلة في إسقاط الحكومة وإسقاط الجرعة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وهي الأهداف التي أتت مطابقة مع مطالب معظم أبناء الشعب الذي التف حولها وساندها».
وأضاف المخلافي: «عند انتشار (أنصار الله) في بعض المحافظات اليمنية، شعر الناس كأن الحوثيين أرادوا فقط السيطرة بعيدا عن تحقيق مطالب الناس وتلبية احتياجاتهم، وخصوصا أن المجتمع قد أصيب بفقدان الثقة بمختلف النخب السياسية والأحزاب والجماعات رغم ما قالته جماعة أنصار الله إنها انتشرت بسبب الضرورة لمحاربة (القاعدة) وتثبيت الأمن والاستقرار».
وكانت مدينة الحديدة شهدت مطلع الأسبوع الحالي مسيرة احتجاجية كبيرة تحت شعار «نفد صبرنا»، معلنين رفضهم ومطالبين بطرد جماعة الحوثيين المسلحة من تهامة واحتجاجا على اقتحامهم قلعة «الكورنيش» اليمنية بعد اشتباكات دامية دارت بين المحتجين من أبناء تهامة وجماعة الحوثيين المسلحة، في محاولة منهم اقتحام ساحة اعتصام الحراك التهامي بالقرب من قلعة «الكورنيش» أسفرت عن مقتل أحد عناصر الحوثيين ومقتل مواطن من أبناء الحديدة وسقوط جرحى من الطرفين.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.