الحكومة المغربية تخصص دعما مباشرا لـ300 ألف أرملة

عُدّ الخبر السار الذي وعد به ابن كيران المغاربة

الحكومة المغربية تخصص  دعما مباشرا لـ300 ألف أرملة
TT

الحكومة المغربية تخصص دعما مباشرا لـ300 ألف أرملة

الحكومة المغربية تخصص  دعما مباشرا لـ300 ألف أرملة

صادق مجلس الحكومة أمس (الخميس) في الرباط على مشروع مرسوم لتوزيع الدعم المباشر للنساء الأرامل في وضعية هشة. ويرجح حسب مصادر حكومية موثوقة أن يكون الخبر السار الذي وعد عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية، به المغاربة بالإعلان عنه أول من أمس بالتزامن مع الإضراب العام الذي دعت إليه 3 اتحادات عمالية رئيسية احتجاجا على خطة الحكومة لإصلاح أنظمة التقاعد وارتفاع تكاليف المعيشة.
ووافق مجلس الحكومة بشكل مبدئي على مضامين المشروع في انتظار إدخال لجنة وزارية تحت إشراف رئيس الحكومة شُكلت خلال الاجتماع لبعض التدقيقات فيما يتعلق بطرق صرف الدعم.
ويسعى المشروع وفق الأهداف التي سطرتها الحكومة إلى تقديم دعم اجتماعي لـ300 ألف أرملة رغم أن المندوبية السامية للتخطيط، أعلى هيئة حكومية مكلفة الإحصاء، تقدر عدد الأرامل في البلاد بـ600 ألف امرأة.
ونص المشروع على تقديم الحكومة نحو 43 دولارا شهريا عن كل طفل من أبناء الأرامل الذين يتابعون دراستهم بالمدارس العمومية أو مراكز التكوين، بيد أن المشروع الحكومي وضع سقفا لحجم الدعم الحكومي، وحدد المرسوم أقصاه بـ130 دولارا.
وقال مصدر حكومي لـ«الشرق الأوسط»، إن دعم الأرامل سيكون مباشرا من خلال حسابات بنكية لكل أرملة معنية بهذا الدعم بعد استكمالها الشروط التي ستعلن عنها الحكومة. ورجح المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن الشروع في توزيع الدعم على الأرامل لن يتعدى في أقصى الآجال الأشهر الثلاثة المقبلة في انتظار نشره بالجريدة الرسمية، وانتهاء اللجان التي ستشكلها الحكومة من وضع التدابير المرافقة لتطبيق المرسوم الحكومي.
ووصف المصدر ذاته مصادقة الحكومة على المشروع بـ«الثورة الاجتماعية»، مضيفا أن الحكومة التي يقودها الإسلاميون عازمة على تعزيز إجراءات تعزيز التماسك الاجتماعي وفق الإجراءات المالية الموجودة.
ووضعت مصادقة الحكومة على مشروع دعم الأرامل حدا لتضارب الأسباب التي كانت وراء تعليقه وعدم تقديمه بسبب الإشكالات التقنية الراجعة بالأساس إلى تحديد الفئات المستهدفة وسقف الميزانية التي ستحدد تمويله، وطرق صرفه.
وكان عبد الله بووانو، رئيس فريق العدالة والتنمية في مجلس النواب، قد استبق المفاجأة السارة لرئيس الحكومة وطالب الاثنين الماضي خلال أولى جلسات مناقشة مشروع موازنة 2015 بالإسراع في إخراج المرسوم المتعلق بالدعم المباشر الخاص بالأرامل.
وخاطب بووانو، وزير الاقتصاد والمالية، محمد بوسعيد قائلا، إن «المرسوم يجب أن يخرج إلى حيز الوجود قبل مصادقة البرلمان على مشروع قانون مالية 2015»، مشيرا إلى أنه لا معنى لمزيد من التأخر في هذا المرسوم.
ويرجع التزام الحكومة بإعداد مشروع مرسوم دعم الأرامل إلى موازنة 2014.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».