اليمن: بحاح يجري مشاورات لتسمية الوزراء.. وهادي يحذر من حرب أهلية

«القاعدة» تهاجم موقعا للحوثيين في رداع.. ومحافظة «حجة» المحاذية للسعودية في قبضة الحوثيين بالكامل

مسلح من ميليشيا المتمردين الحوثيين يراقب أحد الشوارع من على جدار في صنعاء أمس (ا.ف.ب)
مسلح من ميليشيا المتمردين الحوثيين يراقب أحد الشوارع من على جدار في صنعاء أمس (ا.ف.ب)
TT

اليمن: بحاح يجري مشاورات لتسمية الوزراء.. وهادي يحذر من حرب أهلية

مسلح من ميليشيا المتمردين الحوثيين يراقب أحد الشوارع من على جدار في صنعاء أمس (ا.ف.ب)
مسلح من ميليشيا المتمردين الحوثيين يراقب أحد الشوارع من على جدار في صنعاء أمس (ا.ف.ب)

لقي عشرات من الحوثيين مصرعهم في مديرية رداع بوسط اليمن، إثر عملية انتحارية شنها تنظيم القاعدة، في الوقت الذي بسط فيه الحوثيون سيطرتهم الكاملة على محافظة حجة الحدودية مع المملكة العربية السعودية.
وأكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين تسلموا المحافظة حجة من دون مقاومة بعد أن سيطروا على معظم المديريات هناك خلال الأشهر القليلة الماضية، وتعد حجة من المحافظات الهامة حيث إنها حدودية مع المملكة العربية السعودية ويقع فيها منفذ حرض الحدودي وأيضا ميناء ميدي على البحر الأحمر.
وسمح للحوثيين بالتمركز في مواقع حيوية في مدينة حجة، التي دانت لسيطرتهم بالكامل. أكد مواطنون من محافظة حجة لـ«الشرق الأوسط»، انتشار الجماعات المسلحة الحوثية في مدينة حجة، لكنهم أشاروا إلى أنهم موجودون في المحافظة منذ أكثر من عام. وكانت أنباء قد تم تداولها أخبار قبل أيام تفيد سيطرة الجماعات المسلحة الحوثية على ميناء ميدي، على البحر الأحمر، قرب الحدود اليمنية - السعودية، وهو الأمر الذي نفاه محافظة محافظ حجة رئيس اللجنة الأمنية العليا اللواء علي القيسي في تصريح صحافي له، مؤكدا أن ميناء ميدي تحت سيطرة الدولة.
وفي رداع قالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن نحو 30 مسلحا حوثيا لقوا مصرعهم في قصف نفذه عناصر تنظيم «أنصار الشريعة» التابع لتنظيم «القاعدة» على أحد الحصون التاريخية في المدينة الواقعة بمحافظة البيضاء التي تقع وسط البلاد والتي تعد المعقل الرئيس لهذه الجماعة المتشددة. في وقت انفجرت فيه سيارتان مفخختان في رداع في تجمعات الحوثيين.
في غضون ذلك بدأ رئيس الوزراء المكلف المهندس خالد محفوظ بحاح مشاوراته من أجل تشكيل حكومة جديدة في اليمن. وعقد الرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس، اجتماعا بهيئة مستشاريه بحضور رئيس الوزراء المكلف من أجل بحث أسماء الوزراء في الحكومة الجديدة، وينتظر بحاح قوائم بأسماء الوزراء المقترحين. وحسب مصادر مقربة منه تحدثت لـ«الشرق الأوسط» فإنه يطالب بأسماء «شخصيات تكنوقراط وليسوا زعامات حزبية أو جماعات مسلحة متمردة».
ووفقا لمصادر خاصة، فإن اجتماع هادي مع مستشاريه بحث أسماء الوزراء المرشحين في الحكومة وبالأخص من جانب الحوثيين، وحزب الإصلاح الإسلامي (إخواني) وبقية المكونات في الساحة اليمنية. وبهذا الخصوص «تم الاتفاق من حيث المبدأ على الإسراع في تشكيل حكومة الشراكة الوطنية بناء على معايير النزاهة والكفاءة لتسهم في إخراج البلد من الأوضاع الراهنة وصولا إلى استكمال استحقاقات المرحلة الانتقالية وما تتطلبه من إجراءات لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني بناء على اتفاق السلم والشراكة الوطنية».
ودعا هادي «الجميع إلى تحمل المسؤولية كل من موقعه في هذه الظروف الصعبة والدقيقة التي يمر بها الوطن».. مؤكدا أهمية العمل بروح الفريق الواحد ووضع مصلحة الوطن العليا في المقدمة بعيدا عن المماحكات والولاءات الضيقة، وأشار الرئيس اليمني إلى «أهمية التنفيذ الدقيق والسريع لما تضمنه اتفاق السلم والشراكة الوطنية من بنود واضحة وبما يجنب البلد الانزلاق إلى عواقب ومآلات وخيمة تطال الجميع، ولن ينجو منها أحد»، في إشارة إلى حرب أهلية. وقال: «أي شخص يعتقد غير ذلك واهم فالبلد أكبر من أي منصب أو حقيبة وزارية هنا أو هناك».
وفي ما يتعلق بتحذير الرئيس اليمني من حرب أهلية في البلاد، قال الدكتور فارس السقاف، مستشار الرئيس اليمني، لـ«الشرق الأوسط» إن من حق الرئيس عبد ربه هادي أن يضع سلسلة من الخطوط العريضة الحمراء للمرحلة المقبلة، مشيرا إلى أن «الحرب الأهلية ستكون مقبلة إذا لم يتم تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الموقع بين الحكومة والحوثيين في 21 سبتمبر (أيلول)». وأكد السياسي اليمني أنه في حال إخلال الحوثيين بالاتفاقات فإن البلاد ستدخل في حروب أهلية والرئيس هادي يحاول منع ذلك حتى اللحظة.
من جانبه، دعا الاتحاد الأوروبي إلى سرعة تشكيل حكومة جديدة في اليمن، وقال في بيان أصدره، أمس، إنه ملتزم بـ«مواصلة دعم اليمن في عملية الانتقال». ودعا «جميع الأطراف الإقليمية إلى الإسهام الإيجابي في هذه العملية»، ورحب الاتحاد الأوروبي بـ«توقيع اتفاق السلم والشراكة الوطنية يوم 21 سبتمبر (أيلول) الماضي وملحقه الأمني، واللذان يقدمان سبيلا للخروج من الأزمة الراهنة»، وأضاف أن «على مؤسسات الدولة والأحزاب السياسية والمجموعات والمكونات الاجتماعية العمل معا لضمان التنفيذ السريع لكل بنود الاتفاق بما ينسجم مع مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية»، وقال بيان الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد «يشعر بالقلق إذ إن التقدم البطيء في تنفيذ توصيات مؤتمر الحوار الوطني أعاق بشكل كبير قدرة اليمن على معالجة تحدياته الملحة أمنيا واقتصاديا وإنسانيا»، وقال وزراء الاتحاد الأوروبي في اجتماع لهم في لكسمبورغ إن «الأمن يعد متطلبا أساسيا لنجاح عملية الانتقال»، وأعلنوا «إدانة الاتحاد الأوروبي بشدة العنف الذي وقع مؤخرا في صنعاء والجوف وعمران ومأرب وحضرموت».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.