حزب العدالة والتنمية المغربي يسحب مقترحه بشأن مراقبة الانتخابات

المعارضة مصرة على الإبقاء على مقترحها المانح سلطات واسعة للقضاء لتدبير العملية

حزب العدالة والتنمية المغربي يسحب مقترحه بشأن مراقبة الانتخابات
TT

حزب العدالة والتنمية المغربي يسحب مقترحه بشأن مراقبة الانتخابات

حزب العدالة والتنمية المغربي يسحب مقترحه بشأن مراقبة الانتخابات

بشكل مفاجئ ومن دون سابق إنذار، سحب فريق حزب العدالة والتنمية، ذو المرجعية الإسلامية، متزعم تحالف الغالبية بمجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان) مقترح قانون يقضي بتحديد شروط ومحددات الملاحظة (المراقبة) المستقلة والمحايدة للانتخابات.
وكشفت مصادر برلمانية عليمة أن قرار فريق «العدالة والتنمية» التراجع عن مقترحه جاء بعد حصول رئيس الفريق عبد الله بوانو على تطمينات مؤكدة من وزير الداخلية محمد حصاد بإدماج بعض مقتضيات مقترح فريقه في مشروع قانون الملاحظة الانتخابية الذي أعدته الحكومة.
ونفت المصادر ذاتها أن تكون الضغوطات الحكومية وراء عملية السحب فريق «العدالة والتنمية» لمقترحه خصوصا أن وزير الداخلية أبدى تحفظات كبيرة تجاه المقترح النيابي الشهر الماضي خلال جلسة تقديمه أمام أعضاء اللجنة الداخلية بالغرفة الأولى، معتبرا أن الانتخابات في المغرب «لها سياقها الخاص ولا تتشابه مع تجارب انتخابية أو استفتائية في دول عربية أخرى».
وأكد مصدر مقرب من فريق «العدالة والتنمية» أنه تولد اقتناع لدى الحزب بعدم أولوية المقترح ضمن أجندته التشريعية، مضيفا أن الفريق النيابي للحزب حصل على وعود حكومية بالاستجابة لمطالبه، بعد إجراء وزارة الداخلية مشاورات مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان بشأن موقفه الحقوقي من الرقابة على الانتخابات.
ويقوم مقترح «العدالة والتنمية» الذي جرى سحبه على مطلبين، الأول هو تمكين المنظمات الدولية ذات المصداقية في هذا المجال من المساهمة في ملاحظة الانتخابات، والوفاء بالاتفاقيات الوطنية مع المنظمات الدولية. أما المطلب الثاني، فيتعلق بمنع الملاحظين الوطنيين غير المعتمدين من حق الطعن إذا رفضت طلباتهم المتعلقة بالمشاركة في الملاحظة الانتخابية، أمام المحكمة الإدارية بالرباط، والتي يجب أن تبت في الطعن في غضون 8 أيام من تاريخ تقديمه.
وفي المقابل، رفض حزبا الاستقلال والاتحاد الاشتراكي (معارضة) سحب مقترحهما المشترك حول الهيئة الوطنية للإشراف على الانتخابات ومراقبتها التي تمنح القضاء سلطات واسعة للإشراف على العمليات الانتخابية. وذكرت مصادر برلمانية أن حزبي المعارضة رفضا الأسبوع الماضي الشروع في مناقشة مشروع قانون مراجعة القوائم الانتخابية قبل الحصول من الحكومة على وعد ببرمجة مقترحهما بالموازاة مع المشروع الحكومي.
وأضافت المصادر ذاتها أن الحكومة وإن أبدت عدم تحمسها لمقترح المعارضة بعد تكليف العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال المجلس الوزاري الأخير الحكومة الإشراف السياسي واللوجيستي على الانتخابات، إلا أن وزير الداخلية وافق على مناقشة مقترح المعارضة خلال الجلسة التي جرت أمس الاثنين بلجنة الداخلية بالغرفة الأولى.
وينص مقترح المعارضة على إحداث هيئة وطنية للانتخابات يشرف عليها القضاء تتوفر على الاستقلال المالي والإداري، وتتشكل عضويتها من 3 رؤساء للغرف بمحكمة النقض، ينتخبون من طرف مستشاري المحكمة عن طريق التصويت السري، مشددة على أن يجري انتخاب رئيس الهيئة الوطنية ونائبه من ذوي الأصل القضائي لمدة 6 سنوات.
وعدت المعارضة أن من شأن إحداث هيئة لمراقبة الانتخابات ضمانا للشفافية والحياد والمصداقية والمساواة في كل مراحل العملية الانتخابية، بين جميع الأحزاب السياسية والمرشحين من دون تمييز.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.