هولنديون تأثروا بعمليات ذبح الرهائن فقرروا السفر إلى العراق للقتال ضد «داعش»

130 متطرفا منهم 20 سيدة سافروا إلى سوريا * قانون جديد ينص على إسقاط الجنسية عن كل شخص ينتمي إلى منظمة إرهابية

هولنديون تأثروا بعمليات ذبح الرهائن فقرروا السفر إلى العراق للقتال ضد «داعش»
TT

هولنديون تأثروا بعمليات ذبح الرهائن فقرروا السفر إلى العراق للقتال ضد «داعش»

هولنديون تأثروا بعمليات ذبح الرهائن فقرروا السفر إلى العراق للقتال ضد «داعش»

كانت مشاهد قطع رؤوس الرهائن من جانب عناصر تنظيم داعش، والتي نشرتها على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية، هي الدافع الرئيس لعدد من الهولنديين ليقرروا السفر إلى العراق ومحاربة «داعش». ومن جانبها، قالت وزارة العدل الهولندية إنها لن تحاكم من يذهب لقتال «داعش»، لكن على العكس من ذلك ستلاحق كل من يسافر بهدف القتال ضمن صفوف تنظيم داعش الذي وصفته بالمنظمة الإرهابية في العراق وسوريا.
واهتمت وسائل الإعلام البلجيكية، الجمعة، بتصريحات أدلى بها كلاوس أوتو، زعيم جماعة تعرف باسم «الدراجات النارية.. لا استسلام»، أشار فيها إلى أن ثلاثة من عناصر الجماعة سافرت إلى العراق لتقديم الدعم والمساندة للأكراد العراقيين، الذين يواجهون «داعش». وأشار كلاوس، في التصريحات التي نقلتها صحيفة «دي مورخن» البلجيكية اليومية الناطقة بالهولندية، إلى أن الأشخاص الثلاثة من مدن بريدا وأمستردام وروتردام، ودفعتهم المشاهد المرعبة على الإنترنت التي تضمنت قطع رؤوس الرهائن لدى «داعش» إلى قرار السفر للعراق، وتقديم خبراتهم للأكراد في محاربتهم لـ«داعش»، خاصة أن الأشخاص الثلاثة كانوا من العسكريين السابقين، أحدهم كان جنديا في مشاة الجيش الهولندي، وآخر كان جنديا في البحرية الهولندية، لكن وزارة الدفاع الهولندية لم تؤكد هذا الأمر حتى الآن.
وأشار كلاوس إلى أن أحد الأشخاص الثلاثة ويدعى رون يقوم حاليا بتدريب الأكراد في الموصل. وأضاف في تصريحاته لوسائل الإعلام الأوروبية أنه يخشى على رون لأنه ربما لن يعود أبدا من هناك. وذكر الإعلام البلجيكي أن وزارة العدل الهولندية سبق لها أن أشارت إلى أنها لن تحاكم من يذهب للقتال ضد «داعش»، وإنما ستلاحق من يذهب للمشاركة في صفوف هذا التنظيم الإرهابي.
وقالت الخارجية الهولندية في نشرتها التي توزعها على الصحافيين وتلقينا نسخة منها إن مشروع القانون يتماشى مع النهج المتكامل للتعامل مع ملف المتطرفين الذين يسافرون إلى الخارج للمشاركة في القتال في بؤر التوتر والصراعات تحت لواء الجهاد. وأفاد البيان بأن القانون الهولندي الجديد ينص على إسقاط الجنسية عن كل شخص ينتمي إلى منظمة إرهابية أو ذهب طوعا للانضمام إلى جيش دولة دخلت في أعمال عدائية ضد مملكة هولندا أو ضد دولة أخرى في تحالف تنتمي إليه هولندا، لكن القانون يشترط إدانة جنائية نهائية قبل إسقاط الجنسية، وانطلاقا من أن الحكومة ترى أن ذهاب الشخص إلى معسكرات تدريب الجهاديين يعتبرا أمرا يتعارض مع مصالح الدولة الهولندية وبمثابة سبب واضح لقطع العلاقة بين هذا الشخص والدولة الهولندية وهو الجنسية، ولكن للتأكد من قانونية هذا الأمر وافق مجلس الوزراء على إحالة الموضوع إلى مجلس الدولة للحصول على رأيه الاستشاري القانوني.
ومع مطلع الشهر الحالي قال جهاز الاستخبارات الأمنية في هولندا إن عدد الأشخاص الذين سافروا للقتال إلى جانب الجماعات المتشددة في سوريا، وبالتحديد خلال العامين الأخيرين، بلغ 130 متطرفا، لقي منهم 14 شخصا مصرعهم، وعاد إلى هولندا 30 شخصا، بينما يتبقى الآن ما يزيد على 80 شخصا منهم 20 سيدة في سوريا، وجاءت تلك البيانات في تقرير قدمه إلى البرلمان الهولندي، رئيس جهاز الاستخبارات روب بيرتهولي، ويحمل اسم «الأجندة الجديدة»، ويتناول ما يشكله ملف «الجهاديون» بالنسبة لهولندا.
وفي تقديمه للتقرير أشار المسؤول الأمني الهولندي إلى أن التشدد ينمو، وهذا يشكل خطرا وتحديا تواجهه هولندا، وأنه اعتبارا من بداية 2013 بدأ التنامي الملحوظ لفكرة السفر تحت لواء الجهاد. وشدد المسؤول الأمني على أن هذا الخطر لا يجب النظر إليه على أنه كان أمرا مؤقتا، بل هو أمر مستمر.
وفي بيان لوزارة الداخلية الهولندية، قالت إن خطر تسفير الشباب إلى مناطق الصراع وعودتهم بعد ذلك يشكل تهديدا مستمرا لأمن واستقرار هولندا، ولهذا فإن مستوى الخطر يظل مرتفعا، وإن إمكانية تعرض البلاد لعمل إرهابي تظل أمرا قابلا للحدوث. وأشار البيان إلى أن هذه الأمور تضمنها رسالة مكتوبة من وزير الداخلية ايفو اوبستلين إلى البرلمان، بناء على تقرير من جهاز الإدارة الوطنية للأمن ومكافحة الإرهاب، حول كيفية التعامل مع ملف الجهاديين،

وحسب ما جرى الإعلان عنه في هولندا، فهناك 3 آلاف من الشباب الأوروبي ممن يطلق عليهم اسم الجهاديين، وأنه ومن خلال التعاون بين الأجهزة المختلفة وبناء على التطورات الأخيرة في العراق وما تقوم به جماعة داعش، وأيضا في أعقاب حادث إطلاق الرصاص في المتحف اليهودي ببروكسل في مايو (أيار) الماضي، كان لا بد من الإشارة إلى ما يمثله هذا الأمر من خطر على الغرب خاصة داخل أوروبا. وقالت الحكومة الهولندية إن الطائرات الست المقاتلة من طراز «إف 16» التي تشارك بها هولندا في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم داعش ستقوم بقصف أهداف محددة خلال 600 ساعة طيران في الشهر.
وقال رئيس هيئة الأركان في الجيش الهولندي الجنرال توم ميدندورب «لا بد أن نضع في الاعتبار أنه إذا استمرت مهمة الطائرات في إطار البعثة لمدة عام فمن الضروري شراء الذخيرة اللازمة لأننا لا نملك الذخيرة اللازمة لهذه الفترة».
وفي رد كتابي على 225 استجوابا في البرلمان الهولندي، قالت وزيرة الدفاع جانين بلاسخرت، ووزير الخارجية فرانس تيمرمانس، إن هولندا ملتزمة بالعمل مع الدنمارك وبلجيكا والولايات المتحدة والتي تسهم بطائرات من طراز «إف 16» المقاتلة، ومن خلال تعاون مشترك، في شن الغارات على الأهداف المحددة، وإن هناك 250 جنديا هولنديا من قاعدة بوفارين الجوية الهولندية يشاركون في المهمة، وإن هناك 130 جنديا آخرين يشاركون في تدريب الجنود العراقيين والأكراد دون تحديد أماكن تلك التدريبات. وكانت الحكومة الهولندية أعلنت على لسان وزيرة الدفاع أن الطائرات ستنطلق من قاعدة في الأردن، وأن التدخل سيقتصر على العراق، لأن هذا البلد طلب مساعدة دولية.



زيلينسكي: سنساعد السوريين «بقمحنا ودقيقنا وزيتنا»

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
TT

زيلينسكي: سنساعد السوريين «بقمحنا ودقيقنا وزيتنا»

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (الأحد)، عزمه تزويد سوريا بالحبوب وبمنتجات زراعية أخرى على أساس إنساني، بعد أسبوع على سقوط حليف روسيا بشار الأسد.

وقال في خطابه اليومي: «الآن يمكننا مساعدة السوريين بقمحنا ودقيقنا وزيتنا: منتجاتنا التي تستخدم عالمياً لضمان الأمن الغذائي». وأضاف: «نقوم بالتنسيق مع شركائنا والجانب السوري لحل القضايا اللوجيستية. وسندعم هذه المنطقة حتى يصبح الاستقرار هناك أساساً لحركتنا نحو سلام حقيقي». وأوضح أن الشحنات المحتملة ستكون ضمن برنامج «حبوب أوكرانيا» الذي بدأ عام 2022 لتقديم المساعدات الغذائية إلى البلدان الأكثر احتياجاً.

وحتى في ظل الحرب، تبقى لدى أوكرانيا قدرات إنتاجية هائلة وهي واحدة من أنجح منتجي الحبوب في العالم. ورغم تهديدات موسكو باستهداف سفن الشحن في البحر الأسود، أقامت كييف ممراً في البحر اعتباراً من صيف 2023 لتصدير منتجاتها الزراعية.

تأتي تصريحات زيلينسكي بعدما أطاح تحالف من الفصائل المعارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» بالأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، وقد لجأ الرئيس المخلوع إلى روسيا. ويشكل سقوط الأسد انتكاسة خطيرة لموسكو التي كانت مع إيران الحليف الرئيسي للرئيس السابق وتدخلت عسكرياً في سوريا لدعمه منذ عام 2015.