أنهى رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب اللبناني وليد جنبلاط جولته على القيادات المسيحية اللبنانية، من دون الوصول إلى نتائج فيما خص الهدف الأساس من الجولة، وهو تقريب وجهات النظر حول ملف انتخابات الرئاسة اللبنانية الشاغرة منذ نهاية ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، في 25 مايو (أيار) الماضي. وكانت نهاية الجولة لقاء جمعه، أمس، مع رئيس حزب «القوات اللبنانية»، الذي كان أول من رشح نفسه رسميا إلى الانتخابات الرئاسية، علما بأن جنبلاط اصطحب معه إلى اللقاء المرشح الرئاسي الآخر هنري حلو (عضو كتلة جنبلاط)، بالإضافة إلى الوزير السابق نعمة طعمة. وخرج اللقاء بتمسك الطرفين بترشيحهما.
وأكد النائب جنبلاط أن «الحوار كان صريحا وإيجابيا مع رئيس حزب القوات اللبنانية، بحيث كان هناك نقاط التقاء ونقاط خلاف ولكن في النهاية لا يوجد إلا الحوار»، فيما أكد طعمة لـ«الشرق الأوسط» أنه كان هنالك توافق مشترك حول ضرورة تحصين الساحة الداخلية لمواجهة الإرهاب وسعي مشترك لدعم الجيش اللبناني والالتفاف حوله في هذه المرحلة التي تستوجب الحذر واليقظة». وعمّا إذا كانت القطيعة انتهت بين الرجلين، قال جنبلاط: «لم يكن هناك من قطيعة فيما بيننا»، رافضا الإعلان أو الكشف عن نقاط الخلاف التي جرت مناقشتها في هذا اللقاء. وعمّا إذا كان لبنان سيشهد رئيسا للجمهورية بعد هذه الزيارة، علّق جنبلاط قائلا: «هنري حلو مرشحنا وما زال«.
وبدوره، أوضح جعجع أن «اللقاء مع جنبلاط أبعد من ملف الرئاسة»، مشيرا إلى أنه «طالما أن الفريق الآخر باقٍ على موقفه، فلا جديد في الرئاسة». وأكد أن «الملف الأمني كان في صلب مباحثاتنا، وهو همّ وطني كبير»، مشددا على أن «مبادرة 14 آذار الرئاسية التي طرحتها بنفسي ما زالت قائمة، ولكن للأسف لا تجاوب من الفريق الآخر حتى الآن».
وأشار جعجع إلى أن «الجميع متفق على وجوب مواجهة الخطر الإرهابي، ولكن الأمر يختلف في سبل المعالجة»، معتبرا أن «الوضعية اللبنانية بأكملها تحتاج إلى لملمة تبدأ بانتخاب رئيس جديد للبلاد، الأمر الذي لا يتطلب الكثير من «الشطارة» والتدخلات الإقليمية والدولية، بل جل ما في الأمر أن تتوجّه الكتلتان المعطلتان للنصاب إلى المجلس النيابي للقيام بواجبهما الوطني بانتخاب رئيس جمهورية جديد.
وأكّد النائب طعمة أن اجتماع معراب اتسم بالصراحة المتناهية ولم يقتصر البحث في موضوع الاستحقاق الرئاسي، بل كان شاملا حيال ما يحيط بلبنان من مخاطر جمة وحروب، وكان هنالك توافق مشترك حول ضرورة تحصين الساحة الداخلية لمواجهة الإرهاب وسعي مشترك لدعم الجيش اللبناني والالتفاف حوله في هذه المرحلة التي تستوجب الحذر واليقظة.
وأشار النائب طعمة، إلى أن «النقاش في موضوع الاستحقاق الرئاسي كان عميقا وصريحا إلى أبعد الحدود، لا سيما أن الدكتور جعجع مرشح قوى 14 آذار ولدى اللقاء الديمقراطي مرشحه، النائب هنري حلو، إنما ذلك لا يُفسد للود قضية، بل التمني والتوافق كان من الطرفين حول ضرورة إجراء هذا الاستحقاق والخروج من مستنقع الشغور، لكن من الطبيعي أن تكون هنالك تباينات طفيفة، وهذا منحى ديمقراطي وليس بالأمر الجديد، ويمكنني القول إن اجتماع معراب كان صريحا ووديا، وحمل الكثير من نقاط وعناوين التلاقي والاتفاق على التواصل، لأن النائب جنبلاط والدكتور جعجع يهمهما البلد وسلامته وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت»، مؤكدا أن رئيس اللقاء الديمقراطي سيبقى على تواصل مع جميع الزعامات والقيادات المسيحية وسواها، ويعمل من روحية مصالحة الجبل، وصولا إلى المصالحة الوطنية الشاملة في كل لبنان والسعي لكل ما يمتن الجبهة الداخلية لمواجهة ومجابهة التحديات المقبلة.
وفي سياق آخر، أبدي النائب طعمة استنكاره حيال الحملات التي تطال المملكة العربية السعودية من قبل البعض، و«التعرّض لشخص وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، الذي يُعتبر من أعرق الدبلوماسيين في المنطقة وأكثرهم خبرة وعراقة، وهو غني عن التعريف في محبته للبنان وسعيه للقضايا العربية المحقة، وفي طليعتها القضية الفلسطينية، وما بقاء السفير السعودي علي عواض عسيري في موقعه بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلا دليل على حرص المملكة على استقرار لبنان وأمنه ومتابعتها لملفاته عبر حرصها على انتخاب رئيس للجمهورية»، تاليا تسليح الجيش عبر المكرمة السخية التي قدمتها المملكة للمؤسسة العسكرية، متمنيا على الجميع وقف هذه الحملات والتعرض للسعودية ولقيادتها، و«أن نبادلها الوفاء، في ظل دعمها التاريخي للبنان ولأبنائه في كل المحن والمفاصل السياسية والأمنية التي مرت على لبنان».
جنبلاط يختتم لقاءاته مع القيادات المسيحية من دون «نتائج» حول انتخابات الرئاسة
طعمة لـ («الشرق الأوسط») : تفاهم مع جعجع على تحصين الساحة الداخلية ودعم الجيش

وليد جنبلاط
جنبلاط يختتم لقاءاته مع القيادات المسيحية من دون «نتائج» حول انتخابات الرئاسة

وليد جنبلاط
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة