مهرجان الـ«فرنكوفولي» يعيد اللبنانيين إلى الزمن الجميل

يتلون برنامجه بمزيج ثقافات يربط ما بين فرنسا ولبنان

ملصق المهرجان الفني «فرنكوفولي»
ملصق المهرجان الفني «فرنكوفولي»
TT

مهرجان الـ«فرنكوفولي» يعيد اللبنانيين إلى الزمن الجميل

ملصق المهرجان الفني «فرنكوفولي»
ملصق المهرجان الفني «فرنكوفولي»

في مبادرة منه لاستعادة ذكريات الحقبة الذهبية لبيروت، يقام وللسنة الخامسة على التوالي المهرجان الفني «فرنكوفولي» (فرنسا في مار مخايل) في 18 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
فعلى بعد بضعة كيلومترات من وسط بيروت، وفي ساحة محطة قطار مخايل الخضراء بالتحديد، أحد الأماكن التاريخية القديمة والمهجورة منذ مدة طويلة، ستشهد العاصمة اللبنانية أحد النشاطات الثقافية التي تجمع ما بين ثقافتي لبنان وفرنسا من بابها العريض.
ويعدّ «فرنكوفولي» واحدا من المناسبات الفنية المنتظرة من قبل اللبنانيين، لا سيما أنه يعيدهم في الذاكرة إلى حقبة لبنان ما قبل الحرب عندما كان يلقّب بـ«سويسرا الشرق».
لوحات غنائية «نوستالجية» وأخرى راقصة تمزج ما بين الفرنسية والعربية، إضافة إلى أطباق طعام اختيرت من المطبخين لهذه المناسبة، ستكون في متناول روّاد هذا المهرجان الذي سيمتد من الخامسة مساء حتى الثالثة فجرا.
ما الهدف من إقامة هذا المهرجان؟ يقول إيلي روحانا، المنظم لهذا الحدث منذ عام 2008 «هو بمثابة تحية سنوية نقوم بها لأجيال عاشت حقبة بيروت أيام الزمن الجميل، عندما كان أهلها يتنقلون في لبنان بواسطة القطار الحديدي الذي أسسه الفرنسيون أثناء وجودهم هنا، ومن خلاله نتوجه أيضا للشباب اللبناني الذي ما زال يحب البحث عن تاريخه والعلاقة القوية التي تربط بين البلدين». ويتضمن المهرجان أيضا عرضا لشريط مصور عن بيروت القديمة وسكة قطارها الحديدية، وفيه أيضا زاوية خاصة تستقبل على مدار ساعات إحياء المهرجان أشخاصا عاصروا حقبة الخمسينات والستينات ليرووا مشاهداتهم عنها وانطباعاتهم وأسلوب حياتهم في تلك الآونة.
«لقد كانت أيام بركة وعزّ»، يقول إيلي روحانا الذي يستذكر تلك الحقبة من أخبار أجداده وأهله، ويضيف «كل ما فيها كان هادئا وجميلا، فأهالي المنطقة هنا كانوا يتنقلون سيرا على الأقدام ما بين منطقتي الجميزة ومار مخايل، ويرتشفون فنجان القهوة ويلعبون طاولة الزهر في مقهى (القزاز) العريق، كما أن من بين هؤلاء من عملوا في محطة القطار الحديدية لفترة من الزمن وسينقلون لنا ذكرياتهم عنها مباشرة خلال المهرجان».
أما الإعلام المكتوب فستكون له حصّته أيضا في هذه المناسبة، إذ اختيرت مقتطفات من مقالات صحافية كتبت في صحف قديمة كـ«لسان الحال» والـ«أوريان لوجور» وغيرهما، تحكي عن الموضوع الرئيس للمهرجان ألا وهو قطار مار مخايل. ويوضح إيلي روحانا بالقول «اخترنا القطار الحديدي في لبنان ليكون عنوان الحدث هذه السنة، علّنا نسهم بذلك في تسليط الضوء على مدى أهميته، خصوصا أنه يتم البحث حاليا في إمكانية إعادة تسييره في بعض المناطق اللبنانية كالبترون وجبيل». ويتابع «سينقلنا هذا الحدث أيضا من خلال الخليط المتبع في موسيقاه وأغانيه الغربية والعربية معا، إلى محطات فنية مع مغنين قديمين أمثال الراحلين وديع الصافي وزكي ناصيف وشارل أزنافور وجاك بريل وغيرهم، كما أننا استخدمنا أطباقا لبنانية عريقة، كالـ(المنقوشة بالزعتر) وساندويتش (الفلافل)، لترافقنا في مشوارنا هذا مقابل الجبنة الفرنسية على أنواعها كالـ(بري) والـ(كمامبير) والـ(بورسان)، والتي ستشكّل مع عصائر العنب الأبيض والأحمر الطبق الرئيس لزوارنا الذين سيتابعون برنامج مهرجان (الفرنكوفولي)».
وكان سبق لهذا المهرجان أن أقيم في السنوات الماضية تحت عناوين عدة بينها «فرنسا في بيروت» و«فرنسا في الجميزة» وغيرهما. وسيستحدث بعد المهرجان مباشرة متحف خاص بمحطة قطار مار مخايل، يتضمن قطعا من سكك حديدية قديمة في بيروت وصورا التقطها بعض المصورين الفوتوغرافيين المحترفين حول خطوط السكك الحديدية في لبنان عامة، إضافة إلى أحاديث ومقتطفات خطابية لشخصيات شهيرة زارت لبنان من سوريا أو فلسطين والأردن بواسطة القطار وعبر محطات عدة له في لبنان.
كما ستشارك في هذه الاحتفالية مؤسسات لبنانية تعمل في مجالات عدة، كجمعية «دونيه سان كونتيه» للتبرع بالدم، و«سوق الطيّب» المعروف بأطباقه وأكلاته اللبنانية المحضرة من مواد غذائية طبيعية، كالكبة الزغرتاوية والبيض بالقاورما المقدمة في صحون من فخار على الطريقة القديمة وما إلى هنالك من مواد ومنتجات تعرف بالـ«مونة» اللبنانية العريقة، كـ«ماء الزهر» و«دبس الرمان» و«الكشك» وغيرها.
يعد مهرجان «فرنكوفولي» والمشتق من كلمتي «فرنكوفونية» و«فولي» أي «جنون الفرنكوفونية»، بمثابة سوق مفتوحة أمام الجميع ستنعش ذكريات أهالي بيروت وتزوّدهم بمساحة من الحرية والفن. كما أن هذه الساحة الخضراء التي ستستضيفه تحمل الكثير من الأخبار والذكريات ع البال والتي ما زالت حتى اليوم تشكّل مادة دسمة لمواضيع برامج إذاعية وتلفزيونية. وسيتمكن الأشخاص الذين سيحضرون «فرنكوفولي» من متابعة برامجها في الهواء الطلق على مقاعد وطاولات وزّعت بشكل عشوائي لتبدو وكأنها لوحة طبيعية مؤلّفة من اللبنانيين أنفسهم، ترافقهم فيها خلفية مشهدية لمحطة قطار أثرية علّها تصيبها سهام الحياة فتتنفس من جديد وتعيدها إلى مسار سكة «مترو بيروت».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.