النون على البيبان
ليستْ نون النسوة
ولا نون الجماعة
حرف من وطنٍ
يتساقط بعيدا
نصفَ شفقٍ
في الآخرة
النون خروجُهم من البيوتِ
بلا مفاتيحَ
بلا بوصَلة
بلا كلام
ثيابُهم العريضة تغطّي
أنفاسهم المحصورة
المرتعشة
كأضواءِ القناديل
النون تتقوسُ حضنا
في جبل سنجار
كل حبة في الجبل
ناقوس
يرنُّ بلا نهاية
إلى أي البلاد سيحملهم الرنينُ؟
كم منهم سينجو
ليعود يوما
ويرى صورَ مَن ماتوا
على الحيطان؟
تعِبَ سيزيفُ
فتركَ لنا صخرتَهُ
وحين جاءَ دوري
توقفتُ
لأسألَ عن أبي
هل طلعَ معهم من جوفِ الحوت؟
هل تركَ فراشَه وهو مريض؟
هل ماتَ من العطش؟
فتحت الصخرة فمَها:
«لم أرَ أباكِ منذ عشرين سنة.. ومَن أنتِ؟»
أنا الطفلة التي ركضتْ
إلى ذراعين مفتوحتين
كأنَّ دائرة اكتملتْ في النهر
حيث مضى زورقُها الورقي
ومضى العالم خلفهُ
أنا الغريبة التي نسيتْ
أن تطفئ النارَ
والآن عادتْ تلمُّ الريشَ المبعثرَ
في الرماد
رأتْ كلَّ تجاعيدِها على الخريطة
بنظرة واحدة إلى الوراء
أنا القرية على سفح التل
تركوا أبوابي مفتوحة
ورحلوا
لم يربطوا أحذيتَهم
ولم ترتفعْ عجينة في تنورٍ هذا المساء
فقط ظلالُهم تكورتْ
على جدار الكهفِ
اليومَ
لا أحدَ
تحتَ
الشمس
نان
نون
نونا
نونتا
نينوى
ناي
ناي لمريم الصغيرة
صنعتْ من ورق الشجر
نعلا ترتديهِ
في الكَرَفان
ناي لخُديدة
لم يدفن عائلتَهُ
جامد دامع: جليد في منتصفِ ذوبانهِ
وصورُهم بيديهِ
ناي للطفلِ الذي لا يعرفون اسمَه
ولا أين أهله
نظرتهُ الهادئة
برق
استراحَ
في الأجفان
ناي لأهلنا الذين سقطوا
قبلَ ثمارِهم
نائمون
والعشبُ حولهم ينمو
بلا ذاكرة
مثلما ينمو
في أي مكان.
نون
نون
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة