«انشقاق» جندي لبناني خامس وانضمامه لـ«داعش»

الادعاء على «أبو طاقية» المفاوض السابق بملف العسكريين المختطفين

«انشقاق» جندي لبناني خامس وانضمامه لـ«داعش»
TT

«انشقاق» جندي لبناني خامس وانضمامه لـ«داعش»

«انشقاق» جندي لبناني خامس وانضمامه لـ«داعش»

أعلن أمس جندي خامس من الجيش اللبناني «انشقاقه»، وانضمامه إلى تنظيم «داعش» في خطوة، تصر المؤسسة العسكرية اللبنانية، والقوى السياسية على التقليل من شأنها، باعتبار أن الذين أعلنوا انشقاقهم، هم في غالبيتهم فارون من الخدمة العسكرية من أشهر طويلة سبقت أحداث بلدة عرسال الحدودية التي خطف فيها نحو 27 جنديا وشرطيا لبنانيا من قبل تنظيمي «داعش» و«النصرة».
وتم يوم أمس التداول بفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر الرقيب عبد المنعم خالد من بلدة دوير عدوية في منطقة عكار الشمالية وهو يعلن انفصاله عن الجيش اللبناني وانضمامه لـ«داعش». وبدا خالد في الفيديو وهو يعصب رأسه بشارة «داعش» وخلفه علم التنظيم، معرفا نفسه بأنه من فوج التدخل الثالث في الجيش من سرية الدعم، ممسكا ببطاقته العسكرية ومعلنا مبايعته لأمير التنظيم أبو بكر البغدادي.
وأوضح خالد أن السبب الأول لانشقاقه «ديني عقائدي، خصوصا أن رئيس الجمهورية وقائد الجيش ومعظم ضباطه من النصارى (المسيحيين) ونحن نتلقى الأوامر منهم»، داعيا الجنود السنة للانشقاق ورفض تنفيذ مشروع حزب إيران، في إشارة لحزب الله.
وكان 4 جنود سبقوا خالد لإعلان انشقاقهم، انضم 3 منهم إلى «النصرة» وواحد إلى «داعش» وآخرهم عبد القادر أكومي الذي ظهر في فيديو يوم السبت الماضي معلنا انشقاقه بسبب «قصف الجيش لأهلنا في عرسال وأعمال الجيش السيئة في الشمال وامتلاء السجون بالشباب من أهل السنة».
وتقلل المصادر العسكرية من أهمية ما تسميه «انشقاقات فردية»، مستبعدة تسجيل المزيد من الحالات. وفور شيوع خبر انشقاق خالد، أصدر أهالي ومختار ورئيس بلدية دوير عدوية، مسقط رأسه، بيانا استنكروا فيه أشد الاستنكار ما صدر عن خالد من كلام «مسيء» بحق الجيش وقائده العماد جان قهوجي، مشددين على أنه «كلام لا يمثل رأي أحد من أهالي البلدة.. فجميعنا مع الجيش اللبناني ومن أراد الإساءة للجيش إنما أساء إلينا جميعا». وذكرت معلومات أن خالد فار من الخدمة العسكرية من يونيو (حزيران) الماضي.
وبالتزامن، ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر يوم أمس على 4 أشخاص بينهم موقوفان في جرم «الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح، جبهة النصرة، بهدف القيام بأعمال إرهابية سندا إلى مواد تنص على عقوبة الإعدام»، وأحالهم إلى قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا. كما أصدر قاضي التحقيق العسكري فادي صوان قرارا اتهاميا في حق الفار من وجه العدالة الشيخ مصطفى حسين الحجيري (أبو طاقية) بجرم «الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح (جبهة النصرة)»، وأصدر مذكرة إلقاء قبض في حقه، وأحاله أمام المحكمة العسكرية الدائمة للمحاكمة.
وكان أبو طاقية قاد في مرحلة سابقة المفاوضات مع «النصرة» و«داعش» لتحرير العسكريين المختطفين ولكنه عاد وأعلن وقف مساعيه بعد تعرضه لإطلاق النار. ويقود حاليا وسيط قطري المفاوضات التي لم تصل بعد إلى أي نتائج ملموسة.
وأعدم التنظيمان منذ أغسطس (آب) الماضي ثلاثة جنود بحجة عدم تلبية الحكومة اللبنانية مطالبهما وأبرزها الإفراج عن موقوفين إسلاميين في سجن رومية الواقع شرقي البلاد.
وكان مصدر أمني أبلغ «الشرق الأوسط» في وقت سابق بأن المعلومات حول العسكريين المختطفين تفيد بأنهم محتجزون في منزل لا في مغاور، وأن هذا المنزل مزنر بالمتفجرات لمنع أي محاولة لتهريبهم. وأوضح المصدر أن عملية تغذية المحتجزين تتم بطريقة متقشفة للغاية، حيث تقتصر أحيانا على الخبز أو على الأرز فقط.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».