بعد أيام من التوتر في المسجد الأقصى، بسبب محاولات متطرفين يهود اقتحامه، تفجرت أمس مواجهات تعد الأعنف منذ شهور، وذلك بسبب إصرار الشرطة الإسرائيلية على إخراج مصلين مسلمين من داخل المسجد والسماح لمتطرفين يهود بإقامة جولات وصلوات تلمودية في ساحاته، بمناسبة عيد «المظلة» اليهودي، مما أدى إلى إصابة أكثر من 30 فلسطينيا واعتقال آخرين.
واقتحم مئات من عناصر الشرطة الإسرائيلية ساحات المسجد الأقصى في وقت مبكر، وحاصروا مصلين معتكفين وأجبروهم على المغادرة، قبل وصول جماعات يهودية متطرفة، وهو الأمر الذي رفضه المصلون وأدى إلى اشتباكات استخدمت فيها الشرطة الإسرائيلية الأعيرة المطاطية وقنابل الصوت، واعتدت على البعض بالهراوات، فيما استخدم الفلسطينيون الحجارة والزجاجات الفارغة والكراسي.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن «مجموعة من الشبان الفلسطينيين الملثمين أطلقوا المفرقعات باتجاه أفرادها عندما اقتحمت قوة من عناصر الشرطة الحرم القدسي الشريف لإبعاد مجموعة الملثمين الفلسطينيين، وإفساح المجال أمام الزوار اليهود للقيام بجولة في باحة الأقصى».
وفورا هدد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاق أهارونوفيتش بإغلاق المسجد الأقصى في مدينة القدس أمام المسلمين، وقال الوزير الإسرائيلي إنه «لن يتردد في إغلاق الحرم القدسي الشريف أمام المسلمين مثلما تم إغلاقه أمام الزوار اليهود (الأحد)، بسبب وقوع أعمال مخلة بالنظام».
وأجرت السلطة الفلسطينية أمس اتصالات مع الأردن، صاحبة الوصاية على المقدسات من أجل التدخل لوقف اقتحامات الإسرائيليين، وتحدث رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله في الأمر مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وعقب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائه بان كي مون في القدس أمس، بأن «إسرائيل ملتزمة بضمان حرية العبادة في الحرم القدسي الشريف في الوقت الذي يحرض فيه الفلسطينيون المتطرفين على القيام بأعمال مخلة بالنظام». وأضاف نتنياهو «لا نية لدى إسرائيل لتغيير الوضع القائم في الحرم»، وحذر في نفس الوقت من اتخاذ إجراءات أحادية الجانب من طرف الفلسطينيين في الأمم المتحدة.
إذ قال إن «هذه الإجراءات لن تدفع عملية السلام بل ستعرقلها»، موضحا أن السلام الحقيقي يمكن تحقيقه مع طرف يريد السلام ويؤمن به.
وشوهد نائب رئيس الكنيست المتطرف موشيه فيجلين أمس على رأس مجموعة من المستوطنين يؤدي جولة خاصة في ساحات الأقصى، وهو حافي القدمين تقديسا للمكان الذي ينادي بإقامة الهيكل فيه.
وكانت منظمات الهيكل المزعوم قد دعت إلى اقتحام المسجد الأقصى طيلة الأسبوع، والتركيز على اقتحامه يوم غد الأربعاء «لإقامة شعائر تلمودية بمناسبة عيد المظلة اليهودي»، وقد احتج فيجلين على قرار منع اليهود من دخول باحة المسجد، وطالب بمنع المسلمين من التوجه إلى المسجد طوال أيام عيد المظلة اليهودي.
كما هاجم فيجلين الشرطة الإسرائيلية بشدة بسبب «منع اليهود من الحج إلى المكان المقدس بمناسبة عيد المظلة اليهودي»، وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «بأن يأمر وبشكل فوري بمنع دخول كل المسلمين من جبل الهيكل خلال فترة عيد المظلة لإتاحة الفرصة لليهود للحج بشكل حر وآمن في يوم عيدهم».
ولم تتوقف الاشتباكات على الأقصى فحسب، ولكن إحكام الشرطة الإسرائيلية للحصار حول المسجد بعد تفريغه من المصلين ومنع المسلمين والزوار العرب وطلبة المدارس الشرعية، وموظفي الأوقاف من دخوله، فجر اشتباكات أخرى إضافية خارج المسجد في الشوارع القريبة منه.
ومن جهة أخرى, قال محمد المومني، وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، إن بلاده ستتعامل بكل حزم مع التصعيد الإسرائيلي تجاه الأماكن المقدسة. وأضاف المومني في تصريح صحافي أمس أن «الأردن سيتخذ التدابير السياسية والقانونية اللازمة من أجل فك الحصار عن المسجد الأقصى المبارك، وإرغام إسرائيل على الالتزام باتفاق السلام»، محذرا أن «البديل سيكون مزيدا من التطرف والفتن التي قد تشعل حربا دينية في المنطقة».
وشجب المومني استمرار اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المقدسيين والمسجد الأقصى، ووصفها بأنها تمثل اعتداء سافرا ضد الأردن، وخرقا لاحترام الأديان السماوية ومخالفة للأعراف الدولية.
متطرفون يهود يقتحمون الأقصى ومواجهات عنيفة تسفر عن إصابة 30 فلسطينيا
الحكومة الأردنية: سنتعامل بكل حزم مع التصعيد الإسرائيلي تجاه الأماكن المقدسة
متطرفون يهود يقتحمون الأقصى ومواجهات عنيفة تسفر عن إصابة 30 فلسطينيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة