متطرفون يهود يقتحمون الأقصى ومواجهات عنيفة تسفر عن إصابة 30 فلسطينيا

الحكومة الأردنية: سنتعامل بكل حزم مع التصعيد الإسرائيلي تجاه الأماكن المقدسة

رجال شرطة إسرائيليون يدفعون فلسطينيات مساء أول من أمس أمام مسجد الأقصى (أ.ب)
رجال شرطة إسرائيليون يدفعون فلسطينيات مساء أول من أمس أمام مسجد الأقصى (أ.ب)
TT

متطرفون يهود يقتحمون الأقصى ومواجهات عنيفة تسفر عن إصابة 30 فلسطينيا

رجال شرطة إسرائيليون يدفعون فلسطينيات مساء أول من أمس أمام مسجد الأقصى (أ.ب)
رجال شرطة إسرائيليون يدفعون فلسطينيات مساء أول من أمس أمام مسجد الأقصى (أ.ب)

بعد أيام من التوتر في المسجد الأقصى، بسبب محاولات متطرفين يهود اقتحامه، تفجرت أمس مواجهات تعد الأعنف منذ شهور، وذلك بسبب إصرار الشرطة الإسرائيلية على إخراج مصلين مسلمين من داخل المسجد والسماح لمتطرفين يهود بإقامة جولات وصلوات تلمودية في ساحاته، بمناسبة عيد «المظلة» اليهودي، مما أدى إلى إصابة أكثر من 30 فلسطينيا واعتقال آخرين.
واقتحم مئات من عناصر الشرطة الإسرائيلية ساحات المسجد الأقصى في وقت مبكر، وحاصروا مصلين معتكفين وأجبروهم على المغادرة، قبل وصول جماعات يهودية متطرفة، وهو الأمر الذي رفضه المصلون وأدى إلى اشتباكات استخدمت فيها الشرطة الإسرائيلية الأعيرة المطاطية وقنابل الصوت، واعتدت على البعض بالهراوات، فيما استخدم الفلسطينيون الحجارة والزجاجات الفارغة والكراسي.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن «مجموعة من الشبان الفلسطينيين الملثمين أطلقوا المفرقعات باتجاه أفرادها عندما اقتحمت قوة من عناصر الشرطة الحرم القدسي الشريف لإبعاد مجموعة الملثمين الفلسطينيين، وإفساح المجال أمام الزوار اليهود للقيام بجولة في باحة الأقصى».
وفورا هدد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاق أهارونوفيتش بإغلاق المسجد الأقصى في مدينة القدس أمام المسلمين، وقال الوزير الإسرائيلي إنه «لن يتردد في إغلاق الحرم القدسي الشريف أمام المسلمين مثلما تم إغلاقه أمام الزوار اليهود (الأحد)، بسبب وقوع أعمال مخلة بالنظام».
وأجرت السلطة الفلسطينية أمس اتصالات مع الأردن، صاحبة الوصاية على المقدسات من أجل التدخل لوقف اقتحامات الإسرائيليين، وتحدث رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله في الأمر مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وعقب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائه بان كي مون في القدس أمس، بأن «إسرائيل ملتزمة بضمان حرية العبادة في الحرم القدسي الشريف في الوقت الذي يحرض فيه الفلسطينيون المتطرفين على القيام بأعمال مخلة بالنظام». وأضاف نتنياهو «لا نية لدى إسرائيل لتغيير الوضع القائم في الحرم»، وحذر في نفس الوقت من اتخاذ إجراءات أحادية الجانب من طرف الفلسطينيين في الأمم المتحدة.
إذ قال إن «هذه الإجراءات لن تدفع عملية السلام بل ستعرقلها»، موضحا أن السلام الحقيقي يمكن تحقيقه مع طرف يريد السلام ويؤمن به.
وشوهد نائب رئيس الكنيست المتطرف موشيه فيجلين أمس على رأس مجموعة من المستوطنين يؤدي جولة خاصة في ساحات الأقصى، وهو حافي القدمين تقديسا للمكان الذي ينادي بإقامة الهيكل فيه.
وكانت منظمات الهيكل المزعوم قد دعت إلى اقتحام المسجد الأقصى طيلة الأسبوع، والتركيز على اقتحامه يوم غد الأربعاء «لإقامة شعائر تلمودية بمناسبة عيد المظلة اليهودي»، وقد احتج فيجلين على قرار منع اليهود من دخول باحة المسجد، وطالب بمنع المسلمين من التوجه إلى المسجد طوال أيام عيد المظلة اليهودي.
كما هاجم فيجلين الشرطة الإسرائيلية بشدة بسبب «منع اليهود من الحج إلى المكان المقدس بمناسبة عيد المظلة اليهودي»، وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «بأن يأمر وبشكل فوري بمنع دخول كل المسلمين من جبل الهيكل خلال فترة عيد المظلة لإتاحة الفرصة لليهود للحج بشكل حر وآمن في يوم عيدهم».
ولم تتوقف الاشتباكات على الأقصى فحسب، ولكن إحكام الشرطة الإسرائيلية للحصار حول المسجد بعد تفريغه من المصلين ومنع المسلمين والزوار العرب وطلبة المدارس الشرعية، وموظفي الأوقاف من دخوله، فجر اشتباكات أخرى إضافية خارج المسجد في الشوارع القريبة منه.
ومن جهة أخرى, قال محمد المومني، وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، إن بلاده ستتعامل بكل حزم مع التصعيد الإسرائيلي تجاه الأماكن المقدسة. وأضاف المومني في تصريح صحافي أمس أن «الأردن سيتخذ التدابير السياسية والقانونية اللازمة من أجل فك الحصار عن المسجد الأقصى المبارك، وإرغام إسرائيل على الالتزام باتفاق السلام»، محذرا أن «البديل سيكون مزيدا من التطرف والفتن التي قد تشعل حربا دينية في المنطقة».
وشجب المومني استمرار اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المقدسيين والمسجد الأقصى، ووصفها بأنها تمثل اعتداء سافرا ضد الأردن، وخرقا لاحترام الأديان السماوية ومخالفة للأعراف الدولية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.